جريمة حرق الصور

حسين علي الحمداني
hus_hus64@yahoo.ca

2017 / 4 / 16

ما حصل في أحد مساجد مدينة المفرق الأردنية من تجاوز على رموز سياسية ودينية عراقية عبر سحق وحرق صورهم بعد صلاة الجمعة،ما حصل هو عمل مرفوض وكان يجب على السلطات الأردنية أن تمنع حدوثه كي لا تحصل أزمة سياسية بين العراق والأردن خاصة وإن الشخصيات ضمت السيد علي السيستاني المرجع الديني الأعلى والسيد نوري المالكي الذي يشغل منصب نائب رئيس الجمهورية مضافا له قوة برلمانية هي الأكبر وتتمثل بالتحالف الوطني والشخصية الثانية السيد مقتدى الصدر صاحب الشعبية الكبيرة في الشارع العراقي والذي بإمكانه أن يوجه ملايين العراقي للتظاهر أمام السفارة الأردنية بإشارة واحدة منه ، لكن الحكومة الأردنية غضت النظر عن هذا العمل الذي يعد بمقاييس العلاقات الدولية إعلان العداء على دولة جارة دون أي سبب ، والجانب الثاني يجعلنا نشكك بمدى مشاركة الأردن بمحاربة الإرهاب في المنطقة وفق ما حصل في مدينة المفرق بحرق صور من يتصدى للإرهاب منذ سنوات وهؤلاء الرموز هم من تصدى للإرهاب.
السبب الذي دفع منظم الاحتجاج احمد عقيلان العموش لهذا العمل المشين كما قال يأتي ردا على الدور الإيراني في المنطقة خصوصا في العراق وسوريا واليمن ولبنان.
وهذا خطاب ساذج وجاهز ليس الآن بل على مر السنوات الماضية التي ظلت عقدة (ايران) تتحكم في عقول الكثيرين وتحولت في المرحلة التالية لعقدة تولي الشيعة مقاليد الحكم والدليل إن الصور جميعها كانت لزعماء شيعة كما نشر ذلك على مواقع إخبارية أردنية عددا من المصلين بينما كانوا يسحقون على صور لرجال دين بارزين بينهم المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني وشخصيات دينية وسياسية إيرانية ولبنانية ويمنية وعراقية وسورية.
وهو يعكس بالتأكيد محاور الصراع بين القوى الإرهابية ومن يتصدى لها ، ففتوى السيد السيستاني بالجهاد ضد التنظيم الإرهابي المسمى داعش بددت أحلام دولتهم المزعومة ، ومقاتلة حزب الله اللبناني للقوى الإرهابية هي الأخرى حسمت الكثير من المعارك والأمر ذاته ينطبق على اليمن وتصديها للعدوان السعودي المستمر وبالتالي يمكننا القول إن ماجرى في المفرق الإردنية عملية ساذجة وغبية لا يمكن لها أن تقلل من شأن هؤلاء الزعماء السياسيين والدينيين سواء في بلدانهم أو خارجهم في ظل وضوح الرؤيا لدى الشعوب الإسلامية التي بدأت تدرك حقيقية داعش ومن يقف معها ويدعمها .
على الحكومة العراقية ان تتخذ إجراءات أكثر من عملية استدعاء القائم بالأعمال الأردني وتقديم بيان احتجاج بل نتمنى أن تكون هنالك إجراءات أكثر قوة أبرزها ايقاف امدادات النفط العراقي لهذا البلد ما لم يكن هنالك اعتذاز رسمي من الحكومة الإردنية إزاء ما حصل بعلمها وموافقتها وربما هي من وقفت وراء هذا العمل الذي يعكس بكل تأكيد هزيمة الفكر الإرهابي الذي يعشعش في عقول أولئك الأشرار ومن يتعاطف معهم.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن