أنام معه ! قصيدة الشاعرة الليبية عزة رجب وعليها تعليق الشاعر محمد الزهراوي أبو نوفل

محمد الزهراوي أبو نوفله
Mezzahraoui11@yahoo.com

2017 / 4 / 9

أنــامُ معه !

كالمومياء في تابوته
يشرأبُني رشفاتٍ كما فنجان قهوة
و بينَ الكفِّ والكفِّ
منفوضةً أنا من وفاضِ يقيني .
ثمةُ زوابع تتناثرُها خطوط شكِّي ...
وتعاريج عمري في ثنياتِ ورقةِ بنفسج مرميةً
فوق غصـــــنٍ توحَّد اسمها !
فشاختْ من شهقةِ الشمس على جلدها .
قصيدةً نبتتْ قرب رعشات شفتيَّ
وبين عتبة كلماتي وباب بوحي
يتلقفني حائطُ المبكى وغربة روحي !!

من أنا ؟؟؟
أتراني حيَّةً يتحدثُ الكون لغتي ؟؟
اليمُّ يحيطُ بي من كل الجهات ..
يدي مُمتدةً من بحرِ الغرق تقرأُ تعابير شاطئٍ لاوصول إليه !
أخرجُ من جُبِّ الفراغ بيضاء كما الليل إذا لبس حزني .
أنامُ معه مُسلمةً كل صلواتي لمعبد صمتٍ تبرَّأ من الهمس
أتوضأُ أحاديث تاقتْ الاغتراب اشتهاء أن تقبع في بئر الخلاص
متبرئةً من ْ هموم الواقع !!


الليلُ طفلٌ في حضني .
فطامه عمري بأكمله !
يشتهي وسادتي ويميني تحت خدي !
قِبلةً لأحلامٍ تنطفئ كلما أشرقتْ عليها عيون الواقع
أنثى مكلومةً بين رصيفين وطريق أعمى
كأيامٍ مجروحةٍ من لغةِ العتاب
شوكتان في الحلقِ .
تتبرآن من ابتسامات وجهي في المرآة
لكأن العالم يتحدثُ لغة جوفاء ترتمي في أحضان الفراغ
وعيناي لاتريان سوى نافذتي مشرعةً على غربة روحي
و أذناي تسمعان قصيدةً لاصوت لها سوى أنَّاتي
وفضول الوقت على سيمياء غربتي يتربعُ عرش وحدتي !!

أيُّها الليل ....
رصاصةٌ أخيرةٌ تصيبُ صميمي ....
تترنحُ قلبي صكوك بلا إمضاءات يقيني .
تقبعُ في داخلي بحيرة حمراء من بركة فاض دمها حيرةً

أنا المغموسةُ فيك حد الاشتهاء
أنا الساهرةُ معك حتى تُصبحُ علينا الحياة
أنا حزنـــك حتى تغمر قبلاتك ليلة ظلماء !!

# د / عزة رجب #

................
أٌخْتي النّقِية..

عزّة رجَب

أيُّ هَمٍّ هذا الذي..
وإلى متى تنامين معَه.؟
أما آن لك أن ترتاحي
ولِلَيْلِ هذا الوطَنِ
أن ينْجَلي؟..
أرى أنّكِ عَلى قلَمكِ بلْ
وحتّى على قُرّائِكِ..
ونفْسكِ شديدة القسْوة
وجاثِية عَلى قلَقٍ!
لأنّكِ تكْتُبين بِحَفيف
الأغْصان بِزَقْزقَة
العصافير بِهَديل الحمام
بِصمْت الحجَر بِنُواح
النّوارسِ بِهمْسِ الجَداولِ
ووَشْوَشَة النّسيم..
أيْ أنّكِ تضَعين في
نصوصكِ بِأناملكِ الخارقَة
الجمالِ كُلّ الْحان الكَون..
علّ وعَسى أن بسْمعَكِ
اللصوص والطّغاة والذين
يمْشون نِياماً !!
فَلا بيتهوفن لا شوبان
ولا موتزارت ..
أعْني لا أحدَ مِن هؤُلاء
أم غيْرِهم بِإمْكانهِ أن يُحقّق بالشّعر
هذه السمفونِية الحالِمة..
لولا أنّكِ تُضْفينَ علَيها
مسْحَة جنائِزِيةً بِبَوْحكِ
الشّجِيّ مِمّا تحْتَمِلين
إنّ الجبَل شاهِق
والصّخْرَة عَظيمة!
ورغْم ذلك..
حتّى الأقاصي تشْتاق إلى
المَزيد لِما عِنَدكِ مِن
هذا البَوح لِأنّه بوْح شوْقٍ
إلى الحَياة الكريمَة
الحُرّة وكُلّ عُشّاق الحَياة
شَغوفين بِهذا التّغْريد..
وإنْ ذبَحْتهِم بٍه مِن
الوَتين إلى الوَتين
إنّكِ تعْزِفين وإنّه لَشَرَفٌ
لي أن أكونَ قدْ غرقْت
مِن أخْمَصي إِلى ركْبَتَيّ
فيما عِنَدَكِ مِن هذا
الإبِداع الرّحْب

كُنْتُ هنا وباقٍ في خَيْمَة
وطَنكِ العاشق حتّى
نلْتَقي بِلا شكْوى ودون غمٍّ
أو وجَع ذات حُرِّية

كُل التّقدير وصافي
الموَدّة



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن