دراسة متواضعة من تاريخ الحركة الشيوعية في العراق وآفاق مستقبلها ..المنظمات والاحزاب الماركسية التي ظهرت بعد الحزب الشيوعي العراقي (القيادة المركزية ) الجزء الثالث عشر

عبد الحسن حسين يوسف

2017 / 3 / 2

دراسة متواضعة من تاريخ الحركة الشيوعية في العراق وآفاق مستقبلها..
المنظمات والاحزاب الماركسية
التي ظهرت بعد الحزب الشيوعي العراقي( القيادة المركزية)
الجزء الثالث عشر

1..الجيش الشعبي الثوري العراقي
..............................................
كان لانهيار الحزب الشيوعي العراقي (ق.م) دوي يشبه الانفجار لاداخل العراق فقط بل في عموم المنطقة وذلك بسبب الامال التي بنيت على هذا التنظيم من خلال طرحه الجديد وتحليلاته الرائعة، الامر الذي انعكس سلبا على الحركة الشيوعية العراقية. فبدل تنظيم صفوفها لجأت الى التشرذم ظهرت على اثرها تنظيمات شيوعية عراقية عديدة، منها من حاول بناء تنظيمات باسم القيادة المركزية نفسها، ومنها من حاول تجميع من تخلص من براثن الموت البعثية ليبني تنظيم شيوعي جديد. وكان اول تنظيم ظهر بعد ندوة عزيز الحاج التلفزيونية الشهيرة هو تنظيم (الجيش الشعبي العراقي الثوري) او كما اسماه احد رموزه الباقين على قيد الحياة (الجيش الشعبي لتحرير العراق) وقد استعمل هذا التنظيم الاسلوب الجيفاري في النضال والاسلوب الخيطي في التنظيم, ولم يعتمد على الكتابة واصدار البيانات الامر الذي جعل المتابعين لايعرفون الكثير عن برنامجه وحياته الداخلية وقد حاول التنظيم جاهدا عدم معرفة الاسماء الحقيقية لقيادته واعضائه وكان ضمن شروط الملتحقين فيه ان يكونوا مدربين تدريبا عسكريا جيداً ويملك كل واحد منهم قطعة سلاح، وقد اعتمد التنظيم ساحة العمل الفدائي الفلسطيني ميدانا لتدريب اعضائه واخفاءهم عن عين السلطة العراقية الفاشية، وايضا لايمان التنظيم ان ساحة النضال واحدة اينما كانت لان الانتصار على الامبريالية في أي موقع هو مسمار في نعشها الابدي, ولكن بسبب معارك ايلول في الاردن سنة 1970 اضطر التنظيم الى سحب معظم عناصره الى داخل العراق مما شكل عبئاً مالياً على التنظيم لكون معظم اعضائه كانوا مطلوبين من السلطة البعثية, اقلها مطلوب للخدمة العسكرية الامر الذي دفعه للتسرع في التخطيط لعمليات من اجل الحصول الى المال لتغطية النفقات، وقد فشلت هذه العمليات بفعل التسرع او اسباب اخرى، اعضاء التنظيم الباقين على قيد الحياة هم افضل من يكتب عنها, لقد حصلت الضربة القاضية ليلة (21/ايار/1971) حيث القي القبض على معظم اعضاء القيادة وعلى رأسهم قائده الشهيد ]معين النهر (خالد)[ في مدينة الحرية بـ(بغداد) حيث كان مريضا في بيت اخته وقد دل عليه احد المنهارين في قيادة التنظيم المدعو (أياد جواد الانصاري) وقد قاوم الشهيد معين النهر قوات الامن بصلابة شيوعية عالية واستشهد بعد ان قتل احد رجال الامن وجرح اثين اخرين, وقد اعتقل من قياديي التنظيم كل من يحيى سرحان وفاضل حسن العكام والشاعر الشيوعي المعروف محمود الريفي.
وقد استلم قيادة التنظيم بعد ذلك (ظافر النهر), الذي استمر في قيادة التنظيم حتى سنة 1982 حيث تم القاء القبض عليه مع بضعة من رفاقه في منطقة كردستان وسلموا الى السلطة البعثية واعدموا جميعا واستمر التنظيم يعمل في خارج العراق لمدة طويلة وكان من ضمن القياديين البارزيين فيه هاني النهر (احمد) وعبدالله شهواز والشهيد عبدالامير.
وكان لدى التنظيم علاقات واسعة مع كثير من الرموز امثال (ابو الفهود, مطر لازم) والشاعر مظفر النواب, ولقد التحق بالتنظيم كثيراً من الشيوعيين الذي طردتهم جامعة كادحي الشرق السوفيتية لنشاطهم المخالف للنهج السوفيتي واهمهم (بولا البرزنجي وفؤاد محمد علي وعماد النهر).
لقد كان اغلب الدعم المادي يأتي عن طريق الراحل حسن النهر والد الشهداء معين وظافر وعماد. لاشك بان الرفاق اعضاء هذا التنظيم هم الذين يستطيعون تصحيح ماورد وكتابة تاريخهم بطريقة افضل.

2.. الحزب الماركسي اللينيني العراقي

تأسس الحزب الماركسي اللينيني العراقي في سنة 1976 من مجموعة من الشيوعيين القياديين الذين تركوا العمل بعد تحالف الحزب الشيوعي العراقي مع حزب البعث وتكونت بدايته ليس على طريقة القيادة المركزية أي طريقة الانشقاق العمودي في التنظيم ولكن بطريقة تجمع الكوادر الرافضة للجبهة مع البعث وبعض الشيوعيين السابقين من القيادة المركزية ومن بقايا جبهة الكفاح المسلح التي كان يقودها الشهيد (امين حسين الجنون) وقد تكونت لجنته التأسيسية من:-

1- رحيم ابو جري الساعدي

2- هاشم عبود (ابو سلام).

3- عبدالجبار عبدالله
4-محسن جعفر (ابو سعدون )

5- لفتة طارش العبيدي.

6- كاظم الحميري.

7- كامل الزبيدي (ابو اخلاص).

8- عبدالله الركابي
9عبد الامير الركابي
10 عبدالحسن حسين يوسف
-

وتم توزيع بيانه التأسيسي واصدار برنامجه ونظامه الداخلي وقد جاء في برنامجه بعد المقدمة وبعنوان (في سبيل حياة افضل لطبقتنا العاملة العراقية (ص15 من البرنامج) مايلي:
((على مدى تطور الطبقة العاملة سياسياً واجتماعياً تعتمد مهمة التحول الاشتراكي وتتوقف مجمل المسيرة التأريخية نحو الشيوعية, ولهذا فإن حزبنا يخص الطبقة العاملة بانجاز المهمات الملحة التي تضمن تطوير حياتها من خلال الغاء قانون العمل البرجوازي الحالي واستبداله بقانون عمل اشتراكي).
ومن خلال رفضه لاطروحات الحزب الشيوعي السوفيتي مثل المباراة الاشتراكية والطريق اللارأسمالي وغيرها من الطروحات التحريفية، قال البرنامج مايلي:-
(ان هذه الاطروحات جعلت قيادة الحزب الشيوعي السوفيتي ينظرون الى التطور الجاري في بعض بلدان اسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية بقيادة البرجوازية الصغيرة على انه ((توجهاً اشتراكيا))، ان حزبنا في الوقت الذي يرفض فيه هذه المفاهيم الغريبة عن اسس الشيوعية العلمية يقف ضد ردود الفعل والمعالجات الخاطئة التي سلكها قيادة الحزب الشيوعي الصيني ازاء تلك الاطروحات حيث انهم بالغوا فيها الى درجة شوهت النقد العلمي لتلك الاطروحات (ص38-39 من البرنامج).
وفيمايخص القضية الكردية جاء في برنامج الحزب وتحت عنوان (موقفنا من القضية الكردية) مايلي:-
(ان حزبنا الماركسي اللينيني العراقي يرى من خلال نظرته العلمية المستخلصة من تاريخ الثورة الكردية ومن خلال نظرته للظروف الموضوعية والذاتية التي يمر بها مجمل النضال الثوري في العراق عامة وفي كردستان خاصة انه يستحيل حل القضية القومية للشعب الكوردي في ظل الحكم البرجوازي، اذ لايمكن فصل هذه القضية عن قضية مجموع الشعب العراقي والمصلحة الجذرية للطبقة العاملة وسائر الكادحين في العراق. ان الثورة التي تقودها الطبقة العاملة وحلفائها والتي تؤمن بحق الشعب الكوردي في تقرير مصيره بنفسه هي وحدها القادرة على حل القضية القومية والوطنية للشعب الكوردي (ص32 من البرنامج).
وقد استطاع الامن البعثي خرق هذا التنظيم من الداخل الامر الذي اجبربعض قياداته على ترك العراق واللجوء الى سوريا وقد اصدروا من هناك صحيفته المسماة (الانتفاضة).
ولانعرف كم عدد صدر منها وقد انتهى التنظيم بعد تبادل قياديه الاتهام فيما بينهم بالعمالة للنظام البعثي السوري والعراقي وتم اغتيال الشهيد هاشم عبود (ابو سلام) والشهيد عبدالجبار عبدالله في لبنان واعتقل رحيم ابو جري الساعدي ومحسن جعفر وعبدالله الركابي وكاظم الحميري وابنه مناضل وتم اعدام الشهيد كاظم الحميري وابنه مناضل من قبل البعث فيما اطلق سراح الباقين، وقد وجهت اصابع الاتهام الى كامل الزبيدي بأنه هو الذي يوصل معلومات التنظيم الى الامن العراقي.



3..الحركة الديمقراطية العراقية الثورية

في بدية عام 1980 بدأ عدد من الشيوعيين القدامى السابقين وبعض العناصر الشابة التي ليست لها تنظيمات سابقة بتشكيل تنظيم تحت اسم (الحركة الديمقراطية العراقية الثورية) وكان من ابرز اعضاء التنظيم هم كامل مدحت, فاضل حسن العكام, كاظم محمد دا خل. واستطاعوا تكوين وجود لهم في البصرة وديالى وكردستان وقد استطاعوا اصدار عدة اعداد من صحيفة خطية أسموها ((وحدة العمال)).
وفي عام 1982 غيروا اسم جريدتهم الى (31 اذار) وقد جاء في العدد الاول من صحيفة (31 اذار) مقالا افتتاحيا بعنوان (اسقاط النظام الاستبدادي البعثي الحاكم مهمة عاجلة امام القوى الثورية والوطنية)، جاء فيه: "يمر الشعب العراقي بأسوء ازمة اجتماعية وسياسية خانقة ورهيبة عرفها على امتداد التاريخ المعاصر.. ان اكثر من ثلاث عشر عاما من تسلط وبطش النظام البعثي الحاكم قد احدثت تغيرات هائلة في واقع وسيرورة النضال الجماهيري باتجاه التحرر الاقتصادي والسياسي الجذري الشامل. وعكست مجريات الحكم البعثي نشاطا فاشيا رهيبا اعاد شعبنا الى عهود العبودية وهدر الكرامات والتخلي عن ابسط القيم والمبادئ الانسانية والحضارية. ولم يعد هناك قناع يتستر به شخوص النظام كبيرهم وصغيرهم واصبحوا حلفاء واضحين وطبيعيين لمجموعة الطبقات والفئات المعادية للجماهير الكادحة وانهم عملاء سريين للامبريالية واداة تنفيذ لمخططاتها العدوانية في المنطقة والتي تخدم بالتحليل الاخير الاتجاه اليميني والرجعي الحاكم في الوطن العربي وعلى رأسه حكام النظام السعودي والاردني وعمان والمغرب ومن طرف اخر الصهيونية المستفيد الاكبر من كامل السلوك الاجرامي المشبوه للنظام.
لقد بينت سنوات السلطة السوداء ان البعث معاد للديمقراطية ولايعترف بابسط حقوق الانسان من اجل كل هذه فان الجماهير بقيادة طلائعها الثورية والديمقراطية واعية لدورها التاريخي الحاسم في وضع نهاية سريعة لخطر البعث وسلطته الفاشية المجرمة. انها مهمات آنية ملحة ليست على قوة سياسية محددة بل معلقة بأعناق كل القوى والتيارات والشخصيات العراقية الوطنية والتقدمية والديمقراطية الثورية والعمل من اجل ازالة مظاهر الارهاب والفاشية من على ارض وطننا المناضل وقبرها الى الابد).
وكان التنظيم يعتمد اصدار البيانات وخصوصا بالمناسبات الوطنية والاممية كذلك بخصوص الحرب العراقية الايرانية, وبعد ترهل العمل بالنظر للموقف الحرج من الحرب حيث التنظيم يدعو الى رفض الخدمة العسكرية وليس لديه القدرة على حماية واحتواء الهاربين من الحرب تم حله دون ان يصدر بيان بذلك.


4..التجمع الثوري لشغيلة العراق

ظهر هذا التنظيم في عام 1985 واصدر جريدته (الشغيلة) واعتمد التنظيم اسلوب الكاسيت حيث البرنامج الوطني مسجل على شريط تسجيل ويتداوله الاعضاء، وفي 1/6/1985 القي القبض على قيادته وأحيلو الى محكمة (الثورة) وحكم عليهم بالمؤبد
وقد تكونت تنظيمات ماركسية عراقية عديدة خارج العراق، قسم منها انشق من الحزب الشيوعي العراقي واغلب اعضائه وقياديه كانوا من عتاة اليمينيين تم طردهم من الحزب من خلال صراع زعامات وليس صراعات مبدئية مثل (منظمة العمل الشيوعي في العراق التي تكونت في 1983 ويقودها اليميني المخضرم (يوسف حمدان) مدير دار الرواد ايام تحالف الحزب الشيوعي العراقي ل.م مع البعث ثم وصل هذا ((المناضل)) بأن تحالف مرة اخرى مع صدام حسين واصبح عضوا في المجلس الوطني الصدامي، وقد شكل (بهاءالدين نوري) بعد طرده (الحزب الشيوعي العراقي (القاعدة)) في سنة 1983 وقد اصدر جريدته (صوت القاعدة) وقد توقفت الجريدة اواسط التسعينيات من القرن الماضي وقد تعاون هذا التنظيم مع المجاميع اليمينية التي افلست مثله امثال (لجنة التنسيق) التي يقودها (باقر ابراهيم الموسوي) (ونوري عبدالرزاق).
وهناك تنظيمات ثورية تكونت ايضا خارج العراق وكان يقودها شيوعيون معروفون بالتزامهم المبدئي العالي ولكن الظروف الذاتية والموضوعية لم يسمح لها بالتطور امثال (المنظمة الماركسية اللينينية العراقية) التي يقودها الراحل المناضل سعيد جواد الرهيمي، وتنظيم (الشيوعين الثوريين العراقيين) التي يقودها الشهيد (تحسين علي الشيخلي الملقب بـ"يحيى العراقي" وقد اغتيل في بيروت بتاريخ 24/3/1984، ومنظمة (فهد الثورية) التي يقودها النقابي المعروف (حكمت كوتاني) الملقب ابو حاسمة وهو شخصية نقابية معروفة انتمى بعد حل منظمته الى الحزب الشيوعي العمالي العراقي وتوفى في كندا في اواسط التسعينيات من القرن



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن