فن النار ( ثنائية النهوض والفناء)

حسين علوان علي
almanahel44@gmail.com

2017 / 2 / 21

هل هذا العالم قرينٌ دائمٌ للخسارة؟
لا تكاد الدنيا أن تنتهي لحظة في لاحق مجهول،
حتى تعود في سابق معلوم لتنهض من جديد.
في ومضة ما من عمر الزمان المديد،
ساعة أن يفقد الكون نداوته ويحتضر عطشا،
يضرم الله في الخبايا ناره الفنانة
نار الفناء
نارٌ من هواء،
يذكي لهيبها ليلتهم كل شيء
برهافة ودون ألم.

نخسر عالما بعينه،
ونعود لنشهد ولادة عالم جديد،
يشبه السابق إلى حدّ بعيد،
يسكنه أناس مثلنا على الأرجح
ربما أقل قسوة بكثير.
سنرى رجلا يشبه سقراط
يقلب ذات الأفكار في العراء،
ينسى أن يأكل التفاحة بين يديه،
يرميها لتسقط أمام رجل يشبه نيوتن.

سنرى نفس الجموع السائرة خلف الرسل
والرسل ربما أنفسهم
بمعجزات ربما أقل بكثير.

قلوب لها لون العشق ذاته،
ربما أسطع بكثير.

أشجار كالتي قبالتي تماما،
وطراوة للعشب مثلما في باكر الربيع.
مطر يبلل نفس التراب... والأحزان،
ربما أغزر بكثير.

ستندلع على الفور ذات الحروب
على النحو نفسه من الغباء،
ربما أغبى بقليل.

طغاة يتقاتلون على الدوام،
على النحو ذاته من الكبرياء
وعلى النحو ذاته من الرياء.
ولربما سنلقى نفس الجياع بعظامهم الناتئة،
دون أن يحفل بهم لحم الأغنياء.

الموت سيكون نفس الموت
ربما أسرع قليلا
وأرحم بكثير.

هنالك مثلي من سيقرض نفس الشعر
ربما أصدق بكثير.

أنا وأنتِ
سنعشق نفس العشق
وشفاهنا ستلعق ذات الرضاب
وعلى الأسرة سنقترف ذات الخيانات،
ربما أكثر بكثير.

لكن الخسارات وحدها ستكون مثلما هي
دون زيادة أو نقصان
العالم يا محبوبتي قرين للخسارة على الدوام.

وحالما يملّ الله تكالبنا على الزوائل
ويضيق بأنانياتنا ذرعا،
يضرم في خبايا الكون ذات النار
ربما أقل سعيرا
ويخلق عالما آخر حكرا للخسارة
ربما أجمل بكثير.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن