ال-بلوكاج - والأسباب المحيطة به !!

حميد طولست
hamidost@hotmail.com

2017 / 1 / 8

الـ"بلوكاج " والأسباب المحيطة به
ـــــــــ من الملاحظ أنه رغم الجدل العارم الذي أثاره "البلوكاج " الذي عرفه مسار تشكيل الحكومة بين عامة الناس قبل سياسييهم ، فإنه لم يكن اعتراضا على التأخر الحاصل في تشكيل التحالف الحكومي المقبل ، بقدر ما انصب الجدل على الأسباب المحيطة بذاك التأخير، والضغط الرهيب الذي صاحب مسار عملية التشكيل ، الذي زاد من تلويث اللحظة السياسية الصعبة التي تجتازها البلاد ، والتي جعلت والفرقاء السياسيين العنيين بهندية الحكومة وبقية المواطنين يعانون من ضياع مصالح الشعب الفقير ، وأنه لم يجادل أحد المقتضى الديمقراطي الدستوري الذي أعطى لرئيس الحزب الحائز على الأغلبية حق تشكيل الحكومة ، المقتضى الذي احترمه جلالة الملك بتعينه السيد بنكيران للقيام بتلك المهمة المشرفة ، بينما اشتد الجدل حول المفهوم الخاطئ لنفس المقتضى الذي اعتبره المتسابقون على المناصب ، أنه أداة دستورية في يد الحزب المكلف رئيسه بتشكيل الحكومة ، لاستعباد غيره من الأحزاب ، وسلبه من يد الرئيس المكلف باقتراح تشكيل الحكومة ، وتحويله التي لم تبق محصورة ، في يد رئيس الحكومة المكلف باقتراحها ، وتحولت أصبحت ، في مخالفة صريحة للدستور ، إلى يد هياكل حزبه التي أصبحت هي المتحكم الأول في خارطة طريق بناء تلك الأغلبية ، بما تقرره في اجتماعاتها وعبر بلاغاتها، من مساطر ومنهجية واشتراطات قديمة المضمون جديدة الشكل تكرس بها أسس الاستهلاك الأيديولوجي المعتمد على الماركتينغ الديني ، من أجل إضعاف مواقف الأحزاب المتشاور معها ، وإركاعها لتلك المساطر غير المنطقية الخارجة عن تغيرات وروح العصر ، حتى تعرض نفسها صاغرة في "جوطية السياسة" ، تاركة عن كل ما يحتمه عليها منطق مصلحة الوطن من وعي ونضج ومسؤولية وتحالفات منسجمة تخدم المصلحة العامة، السلوك غير السوي الذي لا يحافظ على سيادة واستقلالية الفرقاء وقراراتهم ، ولا يصون كرامة مناضليهم ، وتحولهم إلى عبيد لدى هيئات الحزب المتحكم في عملية المشاورات ، التي أدخلتها أنانيات إلى منغلقات خطيرة من الفشل و"البلوكاج" الذي زاد من ثقل المسؤولية الملقاة على عاتق عبد الإله بنكيران ، الذي أدعو له بكامل التوفيق والنجاح ، الأمر الذي لا ولن يتأتى له ، إلا بإقامة جسور اتصالات متبادلة بين الأطراف المعنية ، وفتح مجالا أوسع للتباحث العقلاني ، وتكثف تبادل الآراء ، وتعمق النقاش بينها ، حول مسار تشكيل أغلبية حكومية قوية تكون عند مستوى تطلعات المغاربة قيادة وشعبا وتحقق الآمال والتطلعات المعقودة عليها ،- كما في الديمقراطيات العريقة - دون إخضاع أي طرف لأي مشروطية تعيد المشاورات لدرجة الصفر أي "البلوكاج " الذي يحلوا للبعض نسبته "للتحكم" الذي يهدد بعودة الفرقاء إلى الاحتكام إلى صناديق الاقتراع ، والذي يتهمون به كل من لا يخضع لتوجههم و لا يرى رأيهم ، وينهشونه بمبضع الكلام القاسي ، لتحجيم مطالبه في الحصول على ما يناسبه من الوزارات لتحقيق .
حميد طولست Hamidost@hotmail.com
مدير جريدة"منتدى سايس" الورقية الجهوية الصادرة من فاس
رئيس نشر "منتدى سايس" الإليكترونية
رئيس نشر جريدة " الأحداث العربية" الوطنية.
عضو مؤسس لجمعية المدونين المغاربة.
عضو المكتب التنفيذي لرابطة الصحافة الإلكترونية.
عضو المكتب التنفيدي للمنتدى المغربي لحقوق الإنسان لجهة فاس مكناس
عضو المكتب التنفيدي لـ "لمرصد الدولي للإعلام وحقوق الأنسان "



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن