كنبة قديمة/ قصة قصيرة جدًّا

محمود شقير
shukair@hotmail.com

2016 / 12 / 8

عدت إلى البيت ومعي حمّال، على ظهره كنبة اشتريتها من محلّ الأثاث القديم. أيقنت أنها لن تتقبّل هذه الكنبة التي ستأخذ حيّزاً ما من مساحة البيت. قلت للحمّال: ادخل وسلّمها لسيّدة البيت، وأنا سآتي بعد قليل.
اختبأتُ في الحديقة إلى أن تجرّعت رباب الصدمة، ثم نقدتُ الحمّال أجرته ودخلت البيت. نفضت يديها في الفضاء: أين ستضع هذه المصيبة؟ قلت: قرب سريرنا. نجلس عليها معاً وأستمع إليك وأنت تلقين أشعارك عليّ.
وضعت الكنبة قرب السرير وجلست عليها مثل سلطان. قلت لها: تعالي، اجلسي، الكنبة تّتسع لنا نحن الاثنين. لم تجلس وبقيت غاضبة. تذكّرتُ ما وقع لجحا وقلت: اشترى جحا دقيقاً حمله على حَمّال، فهرب بالدقيق. فلمّا رآه بعد أيّام استتر جحا منه. فقيل له: ما لك استترت؟ فقال: أخاف أن يطلب منّي كراه.
ضحكتْ وقالت: ليت هذا الحمّال الذي جاء بالكنبة هرب بها ولم أرها هنا تبتلع المكان.
في الليل، وهي تقرأ قصيدتها، عرفت قيمة الكنبة، وأدركتْ أنني كنت على صواب، على الأقل حينما أقتني بعض أشياء قديمة.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن