السيناريو المحتمل في نينوى ما بعد الارهاب الداعشي السني وحقوق الاقليات الدينية

جوزيف شلال
josefshalal@yahoo.de

2016 / 11 / 20

المقدمة
بعد ان اتضحت الصورة وتاكدنا يقينا منذ عام 2010 تحديدا وخاصة بان العراق كله يسير ويتجه نحو المصير الاسود المجهول الغامض حينما اغتصب العراق من قبل احزاب دينية شيعية وسنية تاتمر باوامر اسيادها في تركيا وايران والسعودية وقطر , بدا العراق ينهار نحو الهاوية بفضل العصابات والميليشيات والمافيات والحشود الشعبية التجحيشية الاجرامية وتجمعات حاملي السلاح من العشائر والصحوات وما يطلق عليها بالحشود والصحوات العشائرية الارهابية , وانتشار السلاح بيد الجميع دون محاسبة ومراقبة ومن اين لك هذا السلاح والاموال .
السلطة والحكومة العراقية المهلهلة التي هي بدورها تستلم الاوامر والتعليمات من عدة دول اقليمية اعطت وفسحت المجال لا بل شجعت ووقفت وايدت لايصال الحالة والوضع العراقي الى ما هو عليه الان , كل شخص وفرد شارك في اي مهام حكومي ومنصب في الدولة يعتبر مشاركا في هذه الجرائم وجريمة تدمير وخراب وقتل وتهجير العراقيين وعملية افلاس الخزينة وانهيار الدولة وتردي الاوضاع المعيشية والاجتماعية والاقتصادية والاخلاقية وارجاع العراق الى ما قبل عصور القرون الوسطى من التخلف والتحلل وتفشي الفكر الديني الرجعي الفاشي .
هؤلاء سيحاكمون في المحاكم الدولية اجلا ام عاجلا وعلى راسهم مجرم العراق الاول المالكي , لدينا معلومات بان هناك ملفات في اميركا ودول اخرى يتم تجهيزها لتقدم الى المحاكم الدولية والى الحكومات الغربية عن التطهير العرقي الذي مورس من قبل السنة والشيعة بواسطة عصاباتهم وميليشياتهم ومجرميهم وكلابهم للاقليات الدينية في البصرة والعمارة وبغداد ونينوى ومناطق اخرى , حملات وهولوكوسات وجرائم النازية والفاشية ضد المسيحيين والايزيديين خاصة وباقي الاقليات الدينية الاخرى لا يمكن ان تمر هكذا دون محاسبة وعقوبة , اهداف المجرمين بمختلف انتماءاتهم الدينية والمذهبية والطائفية والعشائرية التقت كما التقت بترك عبارة الله واكبر على العلم العراقي الذي وضعه المجرم صدام , كلها اجتمعت في بودقة واحدة الا وهي / القضاء التام على وجود الاقليات والاديان الاخرى غير الاسلامية في العراق اضافة الى دعم وبتشجيع دول بعينها كالسعودية وقطر وايران وتركيا , وهذا ليس موضوعنا لاننا نتحدث عن العراق فقط .
الانسان المغتصب والغريب عن الارض وحضارتها تعيش وتبقى معه الى الابد صفة متلازمة في جيناته ودمه وعقله وتفكيره / الا وهي عقدة الغريب وجريمة الاغتصاب / , لكي يتخلص من هذه العقدة والمرض والافة الموروثة لا بد ان يقضي وينهي ويحرق المشهد الذي يذكره دائما بها وبمرضه وجريمته , هذا المرض ظهر عندما جاء هذا الغريب باسم الدين والاله المزيف الذي يشجع على القتل والنكاح وفعل جريمة الفتوحات والغزوات للعراق ومصر وغيرها وحول دينها وحضارتها وقوميتها وعاداتها الى شكل اخر كما هو الحال الى هذا اليوم , وكان السبب لكل ما حدث ويحدث في العراق وغير العراق والعالم من قتل وارهاب وعنف وذبح ونحر وسبي وتدمير وتهجيرالخ باسم الله اكبر وذلك الاله المزيف وليس الاله الحقيقي الذي نعرفه هو اله السلام والمحبة والتعايش وقبول الاخر .
هؤلاء والقاعدة وداعش والا حزاب الدينية والميليشيات هي وجوه لعملة واحدة
نعم كل من يمارس العنف والقتل وتلك الاعمال الوحشية البربرية هو داعشي وارهابي سواء كان سنيا او شيعيا , وهذا الذي حصل ويحصل يوميا في العراق ودول اخرى , من الذي هجر وقتل واغتصب واستولى على اموالهم وممتلكاتهم ونسائهم من المسيحيين والايزيديين وغيرهم ? , اليسوا هم الذين يؤيدون ويطبقون فكر دولة الخلافة الاسلامية من السنة واتباع مجرمي وقادة الميليشيات والحشود العشائرية والشعبية التجحيشية الارهابية والبعض منهم مطلوب بقضايا الارهاب لانه مجرم وقاتل وقام باعمال ارهابية واجرامية ?, اي هؤلاء جميعا هم من اتباع السنة والشيعة لا غيرهم , لا نقول جميعهم بل الذي ينتمي ويسير في خطاهم الشريرة , لم يهبطوا من المريخ او الفضاء الخارجي او من سدرة المنتهى والسماء السابعة الذين قاموا باعمال فاشية واجرامية ضدنا , هم من الاسلاميين والمسلمين والاسلام الحقيقي الذين يطبقون الاسلام الصحيح في فرائضه من الصوم والصلاة ومعاداة الغير ورفع رايات الله ورسوله وغير ذلك .
نحن كشعب مسالم ليس لنا علاقة لا ناقة ولا جمل بما يدور في العراق ودول اخرى بين المسلمين انفسهم من تناحر واقتتال على السلطة والاموال والحكم والهيمنة , السني يحارب الشيعي وبالعكس , والان السني يقتل السني والشيعي يقتل الشيعي والكل ضد المسيحيين والايزيديين واي دين اخر , من الذي فجر مزاراتنا وكنائسنا وكسر صلباننا وهجرنا وسرق اموالنا وبيوتنا واراضينا وسبا نساءنا وقتل اطفالنا وغيرها من الجرائم الغير اخلاقية النازية الفاشية العنصرية ? , اليسوا من الذين كانوا يعيشون معنا وحولنا منذ ان اغتصبوا اوطاننا واصبحوا هم الاسياد ونحن العبيد ? , الحيوان المفترس تتغلب غريزته العدوانية والعدائية عندما تتهيأ وتصبح الظروف ملائمة ومناسبة , جينات العداء والخيانة والغدر والتوحش وسفك الدماء موجودة في جينات الغالبية العظمة من هذه الامة , وهي حالة وطبيعة موروثة وتتوارث كما يقولون بالفطرة .
من الذي يقول وقال لا يجتمع دينان في جزيرة العرب ?, مع العلم ان جزيرة العرب كانت ارض اليهود والنصارى واتباع الجاهلية اي بدون دين وليس هم بجهلة , من الذي هجر وقتل وتخلص من النصارى منذ اليوم الاول لمجيئ هذه الامة في جزيرة دين الرحمة لكم دينكم ولنا ديننا وبقدرة خير الماكرين والمضل والمنتقم نسخت جميعها واستنسخت مرة اخرى بعد ان غير رايه الى سورة التوبة التي تتكلم عن نفسها ?, وهذا ما يحصل اليوم تماما والتاريخ يعيد نفسه , من الذي ذبح اكثر من 800 يهودي في يوم واحد من بني قريضة في جزيرة العرب ? , وهذا ما حصل لليهود في جميع الدول العربية منذ عشرات العقود والتاريخ اعاد نفسه ايضا , من الذي حارب وقتل بما يعرف بهتانا بالكفار اي بلا دين او بالاحرى غير مسلمين في جزيرة العرب وتلتها دول باسم الفتوحات والغزوات الارهابية ? , من الذي يعادي الغرب وباقي الديانات الاخرى بحجة انهم كفار وغيرها من الخزعبلات الاخرى الى هذه الساعة ? , اخيرا من الذي يحارب العالم كله بحجة اقامة شرع الله المزيف الهمجي باسم دولة الخلافة ومحاربة الكفار ?, اليسوا الان بداعش والقاعدة وباقي التسميات المقززة الارهابية الاخرى ?.
اما حماية دولية او محافظة للاقليات الدينية في العراق ما بعد داعش
هذه المطلب ليس محصورا فقط للمسيحيين والايزيديين في العراق , بل ندعوا اليه ان يطبق في جميع الدول العربية والاسلامية , لان هذه الدول والانظمة لا تعرف العدل والمساوات والاخلاق والقيم وما اهمية حقوق الانسان والحريات , نتمنى ان تطبق في مصر للاقباط , وفي سوريا وفي لبنان للمسيحيين وغير المسيحيين من الاقليات الاخرى غير المسلمة , نتمنى ان تطبق حتى على الشيعة في السعودية وياخذون حقوقهم بحماية دولية او محافظة شيعية بعيدا عن قمع نظام مملكة الشر السعودية , نتمنى ان تطبق على السنة في ايران وان يكون ايضا تحت الحماية الدولية ان قبلوا بذلك باعتبار ان العالم العربي كافر , فكيف يكونون تحت وصايا الكفار, او محافظة سنية بعيدا ان النظام المجرم في ايران , وهكذا ايضا الى الزيدية في اليمن والاسماعيلية والبهائية والاحمدية وغيرها , لاننا مثل ما نريد لانفسنا التخلص من القمع الاسلامي السني او الشيعي هكذا نريد للغير ان يتمتع بنفس الحرية والعدل والمساوات في العيش .
تحديدا في نينوى وسهلها الذي يعيش فيه اغلب المسيحيين والايزيديين تحت نار وارهاب وقمع الارهاب الاسلامي ان يطالبون بحماية دولية وقوات من الامم المتحدة والغرب لحمايتهم من هذا الارهاب , اقامة محافظة وحكم ذاتي ان تكون مرتبطة بحكومة كوردستان وليس بحكومة الدجل والارهاب السني والشيعي بعصاباتهم وميليشياتهم الاجرامية , وبحكومة الاحزاب الدينية والنقاب والحجاب واللطم وضرب الزناجيل والمسيرات المليونية والحرام والحلال , ومن جهة اخرى هم افسد الفاسدين وسراق ومجرمين وقتلة وعنصريين وطائفيين ولا نستثني منهم واحدا ونقصد الذي في السلطة العراقية , مع احترامنا للاقلية منهم من السنة والشيعة الذين لا يحملون هذه الافكار الرجعية المتخلفة وهؤلاء نكن لهم كل التقدير والاحترام .



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن