ضريح النبي العاشق

احمد جميل برهان
A.Borhan313@gmail.com

2016 / 11 / 16

من البديهي أن تحتفظ بالكتاب الورقي الذي قرأت ولكنَ الغريب هو أن تحتفظ بتلك النسحة الألكترونية التي قرأتها وتُبقيها في هاتفك المحمول تأخذ حيزاً من ذاكرته لا تختلف عن الحيز الذي أخذته في داخلك وذاكرتك , كون أغلب روايات الكاتب قد صدرت الكترونياً فقط .

حيث البساطة والميتافيزيقا التي لا تخلو من ذلك الشعور المُسمى بـ الألم , وتلك الرقعة النائية التي يُطلق عليها بـ قرية الصيهود التي أصبح أسمها قرية الصُبير والمرارة والحنظل ومرورة الريق , يأخذ بيدنا الكاتب في روايته التي تحمل الأسم الاخير مُذ ولادة جابر أبن الغجرية التي أتخذت موقفاً ضد الاعراف والتقاليد الى تسجيله في تلك المدرسة التي كان يقطع أكثر من نهر وأرض زراعية من أجل الوصول اليها ثم يستذكر لنا قصة الحب الأولى التي لا تخلو من الولدنة وقصة أخرى ليستقر في لندن .
أنها قصة جابر وأمه الغجرية والهروب من الجنوب ، حيث الله والشمس والنخيل والقال والقيل ، إلى لندن , حيث البرد والوحدة والضباب والذكريات والحرب العاطفية التي خرج مهزوما منها، ثم العودة من جديد إلى قريته بعد 20 عاماً تاركاً خلفه المزيد من النجاحات المهنية فلا يجد من ينتظره سوى نخلته التي توفيت قبله وضريح النبي العاشق والسيد عبود الناشف الذي لا يصيبه وابل المطر الذي ترك وصيةً لجابر ليتوسطهما .
رواية من أجمل الروايات العراقية ولا تخلو من التراجيديا العراقية الناتجة من الاعراف والتقاليد القبلية وسطوة الأهل والعشيرة والتمر واللبن وتلك البقرة التي أشفاها , ولو كان الله قد بعث من الأنبياء غير الذكور لأختلف أسم الضريح .!

أذكر لكم بعض الاقتباسات من الرواية وأتوقف عند هذا الحد حتى لا أفسد متعة الخوض فيها من قبلكم .
" لن يصدقني اليوم عزيزاً ياجابر فالفقراء وحدهم من يؤمنون بالمعجزة أما الأغنياء لا يؤمنون بالله إلا لو تشبه على شكل دينار ! "
" رضيتُ البرد والتشرد وأقتنعتُ بأني خُلقت عمود نور صدى على أرصفة المنفى , ورضيتُ بفتات الاخبار التي تهب كُل ليلة من صوب القرية التي كومتني من طينها خلقاً مُشوها وصيرتني مشروع أغتراب "
قرية الصبير - ضريح النبي العاشق- رواية للكاتب العراقي المقيم في الدنمارك زيد عمران الصادرة عن دار كتابات جديدة للنشر الألكتروني في فبراير 2016 وتتكون الرواية من 353 صفحة من القطع المتوسط .



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن