مصر، دروس وتجارب حركات ممهدة لثورة 25 يناير2011

بن حلمي حاليم
hilmihalim68@gmail.com

2016 / 10 / 30

مصر، دروس وتجارب حركات ممهدة لثورة 25 يناير2011.
بعد اغتيال الرئيس أنور السادات،شغل مكانه على رأس سلطة الدولة محمد حسني مبارك الذي التحق بالكلية الحربية في سنة 1949، بعد حصوله على شهادة في العلوم العسكرية،وكان من فوج خريجي سنة 1950، وقد شغل منصب رئيس أركان حرب القوات الجوية سنة 1972،وقائدا لها أثناء حرب 1973، وفي سنة 1975 تم تعينه نائبا لرئيس الدولة.

في 14 أكتوبر 1981 تقلد منصب رئيس جمهورية مصر، وبقى على رأس السلطة بالجمهورية المصرية إلى يوم 11 فبراير 2011، أي نحو 30 سنة ، وكان طامحا في التربع على عرش حكم مصر فترات أخرى، وفكر في ترك منصب رئاسة مصر لابنه، من اجل ضمان مصالح الطبقة البورجوازية الحاكمة التي شكلت جوقة خلفه، بدعم من القوى الامبريالية ومحمياتها العربية الرجعية، على درب ما فعلته أسرة الأسد بالشقيقة سوريا.

حسني مبارك الذي هزت عرشه الثورة الشعبية، فهو من مواليد 1928 ومن الأعضاء الأساسيين في المؤسسة العسكرية التي حكمت وتحكم مصر بقوة السلاح منذ انقلاب 23 يوليو 1952، وقد تدرج في وظائف كثيرة بالجيش، منها : القوات الجوية سنة 1950 والتدرب على المقاتلات سنة 1953 ومدرسا بكلية الطيران، ومساعد لأركان حرب الكلية، وشغل منصب قائد سرب سنة 1959، وقد كان من بين المستفيدين من البعثات العسكرية المصرية نحو التكوين والدراسة والتدريب بالاتحاد السوفيتي سابقا، وقد تلقى دراسات عليا بالأكاديمية العسكرية هناك سنة 1964، وقد شغل منصب قيادة القواعد العسكرية بمصر إلى يوم تعيينه نائبا لرئيس الدولة .

القناع السياسي لإخفاء الوجه الحقيقي.

في يوليو 1978 تم تشكيل أسس الحزب الوطني الديمقراطي بمساهمة كبيرة من رئيس الدولة أنور السادات، لكي تتحرك باسمه البيروقراطية العسكرية والإدارية والبورجوازية المرتبطة بجهاز الدولة الطبقية، وقد تم تعيين حسني مبارك رئيسا لهذا الحزب مباشرة بعد اغتيال أنور السادات في سنة 1981 وقد سار على منواله، ومنذ توليه رئاسة الحزب عمل على توسيعه وجذب إليه عدد من الانتهازيين والوصوليين وجحافل من المتملقين والمنحطين بشتى الألوان ومن جميع الميادين (الثقافة والأدب والفن والرياضة والإعلام..الخ) وشكلوا جوقة خلف الرأسماليين المصريين الذين سيطروا على اقتصاد مصر وثروتها وأراضيها.
الحزب الوطني الديمقراطي أسسه نظام الحكم في فترة أنور السادات، وقد خرج هذا الحزب من رحم تجارب سابقة بعد الانقلاب العسكري ففي سنة 1957 تأسس الاتحاد القومي من طرف قادة الانقلاب وفي سنة 1962 تأسس الاتحاد الاشتراكي العربي الوحدوي، و تم تسطير برنامج إصلاحي اقتصادي واجتماعي لفائدة الأغلبية الساحقة من سكان مصر، وفي شهر مايو 1962 عقد مؤتمر وطني وتم تشكيل قيادات نقابية من عدة قطاعات عمالية ومهنية واتحادات طلابية موزعة على عدد من البقع الجغرافية المصرية، وتم انصهارها في مشروع الحزب الحاكم. و كان كل من خرج عن صف الجماعة التي تحكم البلد سيناله عقاب شديد ويلقى حتفه.
هذا هو الإرث الذي استفاد منه الحزب الوطني الديمقراطي فترة حسني مبارك، الذي سيطر على الوضع السياسي وقمع كل من يخالف نظام الحكم بشكل وحشي وقد استطاع بقوة نفوذه أن يطغى على جميع هياكل المجتمع المدني في مصر، من جمعيات وهيئات واتحادات، وقد ساعده في ذلك سطوته على مقاعد مجلس الشعب، فقد عمل نظام مبارك منذ ترسيخه من طرف المؤسسة العسكرية على تطبيق سياسة الهدنة والسلم الاجتماعي، والتعاون الطبقي بكل الوسائل ومنها القمع والاعتقال، وهي أساليب مرتبطة بسياسة الرأسمالية وأنظمتها الفاسدة وكل من يدور في فلكها.

حسني مبارك وخدمة الامبريالية والرجعية وتحقيق مكاسب لمصلحة البورجوازية المحلية.

أحداث ووقائع، في 26 مارس 1979 تم تجميد عضوية مصر في منظمة المؤتمر الإسلامي من طرف الأنظمة المسيطرة عليه، وفي مارس 1984 تم استئناف نشاط مصر بالمنظمة ، وفي سنة 1987 تم الانفتاح على الدول العربية وفي سنة 1989 تم قبول عضوية نظام مصر فيها ونقل مقر الجامعة من تونس إلى القاهرة.
حصلت هذه السياسة في عهد الرئيس حسني مبارك بعد أن كانت العلاقات مع الدول العربية مليئة بالمشاكل في عهد سلفه أنور السادات، وعرفت البورجوازية المصرية كيف تستغل فرصة الرئاسة الجديدة لفتح الأبواب وربط العلاقات، وتحسينات على القناع.
بعد أن عاشت مشاكل كثيرة، كانت تعقدت نتيجة التوقيع بشكل منفرد من طرف نظام الحكم المصري على معاهدة السلام مع دولة الاحتلال الإسرائيلي في 26 مارس 1979، الناتج عن اتفاقية "السلام" تحت رعاية الولايات المتحدة الأمريكية في عهد رئيسها جيمي كارتر بمنتجع [كامب ديفد] في 17 ديسمبر1978، وعلى اثر ذلك قررت الأنظمة البورجوازية الحاكمة بالدول العربية تعليق عضوية نظام الجمهورية العربية المصرية من جامعة الدول العربية، وقد عقد مجلس هذه الأخيرة على مستوى وزراء الخارجية والاقتصاد والمال دورة استثنائية في بغداد عاصمة العراق الشقيق في عهد الديكتاتور صدام حسين أواخر مارس 1979، واصدر قرارات ملزمة للجامعة ضد سياسة نظام الحكم في مصر في قضية الصراع العربي - الإسرائيلي .

من بين هذه القرارات : سحب سفراء الدول العربية من مصر بسرعة، وتنفيذ توصيات مرتبطة بقطع العلاقات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والثقافية، وان يطبق هذا في غضون شهر بعد إصدار القرار،وتعليق عضوية مصر في جامعة الدول العربية ، وان تكون تونس هي المكان الذي ينتقل إليه مقر جامعة الدول العربية وأمانتها العامة ومجالس الوزراء بمختلف القطاعات والتخصصات،واللجان التقنية والفنية الدائمة مؤقتا.
وإبلاغ جميع الهيئات والمنظمات الدولية بذلك، ثم العمل على إبدال جهد كبير لتعليق نظام الحكم المصري في حركة عدم الانحياز، ومنظمة المؤتمر الإسلامي ومنظمة الوحدة الإفريقية،وان يستمر التعامل والتعاون مع الشعب المصري العربي الشقيق باستثناء أولئك الذين يسيرون خلف الحكومة المصرية،وسياسة نظامها الذي يقوده الرئيس أنوار السادات.

هذه القرارات وغيرها، كان من بينها ما يمس مصالح البورجوازية الرجعية العربية والأنظمة الاستبدادية الرأسمالية المرتبطة بالامبريالية هي نفسها التي اتخذتها في عهد الأنظمة العسكرية الانقلابية في كل من : العراق صدام حسين وسوريا حافظ الأسد وليبيا معمر القذافي، والجزائر هواري بومدين الذي انقلب على احمد بن بلة ، فقد مست تلك القرارات الأنظمة في جوهر سيطرتها على الناس ، وهو الاقتصاد، فقد اتخذت قرارات إيقاف تقديم قروض أو ضمانات أو تسهيلات مصرفية أو مساهمات مالية أو مساعدة فنية ومالية من قبل الحكومات الرجعية والأنظمة الاستبدادية التي تدعي "التقدمية" ومؤسساتها إلى الحكومة المصرية، وقد تم حظر تقديم المساعدات الاقتصادية من الصناديق والمصارف والمؤسسات المالية العربية القائمة في نطاق جامعة الدول العربية والتعاون العربي المشترك والحكومة المصرية العربية، ومؤسساتها. وامتناع الحكومات والمؤسسات العربية على اقتناء السندات والأسهم وقروض الدين العام التي تصدرها الحكومة المصرية ومؤسساتها المالية.
وكذلك منع تقديم النفط للحكومة المصرية التي تبيع النفط المصري لدولة الاحتلال الإسرائيلي، ثم منع التبادل التجاري مع المؤسسات المصرية سواء كانت حكومية أو خاصة. وهكذا ستطبق قوانين المقاطعة على الشركات والمؤسسات والأفراد.
سياسة عودة النظام المصري، وإعادة ربط العلاقات مع الأنظمة الاستبدادية والرجعية العربية زادت من رصيد حسني مبارك سياسيا.
في عهده تغيرت الأمور، وتم تنفيذ سياسة التعاون، وقد نهج نظامه عملية الانتخابات الشكلية للواجهة الخارجية وقد تم انتخابه سنة 1987 وهي السنة التي بدأ الانفتاح على الأنظمة العربية بشكل رسمي ومباشر. وقد تم قبول النظام المصري في جامعة الدول العربية، وفي سنة 1989 تم نقل مقر جامعة الدول العربية من تونس إلى القاهرة، كما ذكرنا،هذه الجامعة التي سيظل على أمانتها العامة وتسيير مفاصلها وعروقها اطر تخرجت من رحم النظام المصري عبر تاريخه السياسي إلى اليوم ، منذ تأسيسها سنة 1945 بعد نهاية الحرب للامبريالية العالمية الثانية، فقد كان أمينا عاما لها عبد الرحمان عزام 1945 ومحمد عبد الخالق حسونة 1952 ومحمد رياض 1972 وعصمت عبد المجيد 1990 وعمرو موسى 2001 ونبيل العربي 2011 واحمد ابو الغيط 2016 وكلهم مصريين باستثناء فترة تعليق عضوية نظام الحكم المصري 1979 التي تقلد فيها منصب الأمين العام للجامعة الشاذلي القليبي التونسي إلى سنة 1990. الشادلي كان قد تفرغ للتدريس الجامعي وعين مدير عاما للإذاعة والتلفزيون التونسي 1958واسندت له مهمة وزارة الثقافة سنة 1961 وتقلد منصب وزارة شؤون الإعلام 1961-1979 ثم عين في منصب مدير الديوان الرئاسي للجمهورية التونسية 1974 من طرف نظام الحبيب بورقيبة الاستبدادي، وهو من كوادر الحزب الحر الدستوري الجديد وعضو لجنته المركزية وعضو ديوانه السياسي من 1968 إلى 1979 وكان نائبا في البرلمان التونسي، تقرب من المثقفين التونسيين وقدم استقالته من منصب أمين عام جامعة الدول العربية بعد الحرب الامبريالية على العراق وتدميره وفرض الحصار على شعبه ، اثر احتلال نظام صدام لدولة الكويت الشقيقة ، وكان له الفضل كذلك في تأسيس ودعم مهرجان قرطاج السينمائية لدول العالم الثالث ، ومنها الدول العربية والإفريقية التي طغت على نشاط المهرجان.

نظام حسني مبارك يفرض اقتصاد السوق والنيوليبرالية بالجبروت على المصريين،في غياب قوة مضادة لذلك، منظمة وقوية ومنسجمة.
سياسة حسني مبارك التي طرحت ثروات وأراضي مصر للبيع لفائدة الشركات العالمية الاستعمارية ،وتطبيق سياسة اقتصاد السوق والخصخصة وتنفيذ كل ما تعلنه المؤسسات المالية العالمية الامبريالية البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ومنظمة التجارة العالمية .
بعد أن كان النظام المصري اتخذ في سنوات الخمسينات والستينات من القرن العشرين اقتصاد تحت سيطرة الدولة وترك مساحة صغيرة للرأسماليين والقطاع الخاص، فقد أممت الدولة عدة قطاعات حيوية وقامت بمصادرة مجموعة من الأملاك التي سيطر عليها الإقطاعيين قبل الانقلاب العسكري لمجموعة الضباط الأحرار في عهد جمال عبد الناصر.
فسياسة نظام حسني مبارك ومن معه أدت بمصر سنة 1987 إلى أزمة اقتصادية بسبب عجزه عن تسديد ديون خارجية متراكمة، وبسبب ذلك فقدت مصر سيادتها، وأصبح البنك الدولي وخبرائه ومهندسي سياسته الاستعمارية لفائدة الشركات العالمية الكبرى والدول الامبريالية القديمة والجديدة، يخططون ويتحكمون في مصير كادحي مصر تحت نظام فاسد.
وقد تفاقم وضع الفقراء المصريين تحت هذا النظام وسياسته، وفي سنة 1991 عاش الشعب المصري مشاكل خطيرة تحت هيمنة نظام حسني مبارك وسياسته النيوليبرالية تلك،وقد عجزت مصر عن تسديد ديونها الخارجية مرة ثانية ودخلت في سياسة تطبيق تعليمات البنك الدولي من جديد وإبرام اتفاقيات لمدة سنوات أخرى، وهكذا سقطت الدولة المصرية في دوامة الديون الغير شرعية، التي لم تكن لفائدة "التنمية "المزعومة وتحقيق جزء من مطالب الأغلبية الساحقة من فقراء مصر.

كانت حصيلة بيع 326 شركة هي 32 مليار جنيه، وكان هناك رقم تم تحديده من طرف خبراء اقتصاديين بلغت قيمته 320 مليار جنيه لبيع 314 شركة فقط،وقد تم تفويت وبيع للرأسماليين نحو 314 شركة إلى حدود سنة2006.
كانت الطبقة العاملة هي الضحية الأولى لهذه السياسة، وقد تم تشريد العمال بالملايين، أولئك الذين كانوا يأكلون العيش من عملهم/هن بالقطاع العام.
فقد خصخصة الدولة عدة شركات تعتبر مهمة في الاقتصاد المصري من بينها : شركة المعدات التليفونية وشركة الزيوت وشركة الكتان، ومن خلال سياسة الخصخصة، تمت الهيمنة على الأراضي المصرية الموجودة بالأماكن الإستراتيجية على ضفاف نهر النيل، وكان تأسيس شركة المعدات التليفونية عام 1960 بهدف تطوير معدات الاتصال في مصر، وكانت في ملك الدولة إلى سنة 2000، وكانت تشكل دعم أساسي لميزانية الدولة، وتحقق أرباح مهمة، وتوفر أموال للخزينة العامة تصل أحيانا إلى نحو 30 مليون جنيه،وتصل نسبة إنتاجها في التصنيع الوطني المحلي نحو 80 في المائة.
وشركة طنطا للزيوت والكتان بيعت للرأسمالي السعودي عبد الإله الكعكي بمبلغ 83 مليون جنيه ،ونتيجة ذلك تم تشريد نحو 850 ألف عامل وعاملة !!
هذه السياسة كانت جزء أساسي من الاحتجاجات والنضال، ودفعت كثير من المصريين /ات إلى نضال الميادين ضد الهيمنة الرأسمالية العالمية والاستعمار الجديد على مصر.

جبهات قيادة النضال على المستوى السياسي كانت ضعيفة جدا، وقد تأسست على تناقضات جوهرية وعميقة.

الأحزاب البورجوازية المصرية العلنية التي تشارك في الانتخابات وتتضايق من سيطرت الحزب الحاكم حزب الرئيس حسني مبارك كانت جد ضعيفة، وغير قادرة على مواجهة النظام وحزبه، وضعيفة أمام قوة حركة الإسلام السياسي "الإخوان المسلمين" وأصبحت جزء من المشهد الغير قادرة على القتالية من اجل الديمقراطية البورجوازية والعلمانية وفصل الدين عن السياسة والدولة.
فحزب الوفد الليبرالي الذي تأسس سنة 1918 واتخذ اسمه من المجموعة التي شكلت "وفد" للتفاوض مع الاستعمار البريطاني مكون من: سعد زغلول وعبد العزيز فهمي ، وعلي شعراوي، واحمد لطفي السيد ومكرم عبيد وفخر الدين المفتش .وغيرهم .بعد جمع توقيعات كثيرة من البورجوازيين المصريين، ومن يومها، سيطر هذا الحزب على الواقع السياسي إلى يوم 23 يوليو 1952 عند ما أزاحه الانقلابيين العسكريين مع الملكية التي ظل يخدمها ويسبح بحمدها. ومن ابرز عناصر حزب الوفد مصطفى النحاس وفؤاد سراج الدين،غاب الحزب ولم يظهر إلا سنة 1978 في عهد أنور السادات بعد (السماح بالتعددية الحزبية وليس السياسية مثل ما يحسب البعض ) تحت اسم الوفد الجديد، لكنه عاش أزمة تنظيمية وخلافات كبيرة بين عناصره في ما بينهم وخلافات مع أجهزة الدولة حول مسالة العودة إلى العمل السياسي بعد أن طرحت إشكالية " الحل" و" التجميد" حزب الوفد يعتبر حزب النظام الملكي البائد قبل انقلاب 23 يوليو 1952، وقد عاد بشكل رسمي للعمل السياسي سنة 1984 في عهد نظام حسني مبارك الفاسد.
تأسس الحزب الشيوعي المصري الماركسي- اللينيني سنة 1922،وكان اغلب أعضائه الأساسيين، متمركزين في مدينة الإسكندرية، ومن ابرز قادته الأوائل، هم : جوزيف روزنتال وحسن العرابي وانطوان مارون وغيرهم كثير خصوصا المغمورين الذين عاشوا في الظل واستشهدوا تحت التعذيب الاستعماري والنظام الملكي المصري، وتحتمت عليهم الأنشطة السرية تحت الأرض..وقد قامت قيادته التي جاءت من بعد هؤلاء بحله في منتصف ستينيات القرن العشرين حينما كان اغلبها بالسجن بعد انقلاب الضباط الأحرار في يوليو 1953، ثم قامت مجموعات من مناضليه بإعادة تشكيله وجمع مكوناته من جديد سنة 1975، جاء في أدبيات الحزب انه يناضل من اجل تحقيق الثورة الوطنية الديمقراطية للخروج بمصر من مرحلة التبعية والتخلف الاقتصادي والاجتماعي والثقافي،واحتكار الرأسمالية الكبيرة التابعة للفئات الطفيلية للسلطة والثروة .. إلى مجتمع الديمقراطية والحرية والعدل الاجتماعي.وكان المتحدث الرسمي باسم هذا الحزب هو صلاح عدلي مدير مركز أفاق اشتراكية.
والحركات السياسية السرية من الشيوعيين المصريين كانت متعددة ( أعلن رسميا إنها كانت خمسة هي الحزب الشيوعي المصري، وحزب العمل الشيوعي والتيار الثوري، ومنظمة 8 يناير، والتيار الثوري الشيوعي)
جماعات متعددة تتبنى الفكر الماركسي كانت تقول على أنها تسعى إلى تحويل مصر إلى مجتمع شيوعي وقد استمرت طويلا، لكنها في النهاية حلت نفسها اختياريا في عام 1965 واندمجت في حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الذي رفض قبولها مقتصرة في عضويتها وحركتها على البورجوازية الصغيرة وقد فشلت في العمل بشكل كبير،وانتشار واسع في صفوف الطبقة العاملة مما أوقعها في أخطاء نظرية وحركية جسيمة انتهت بقرارها بحل نفسها اختياريا.
تأسس حزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي في فترة حكم نظام انور السادات سنة 1976 بعد أن تم حل حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الذي كان الحزب الواحد الحاكم في مصر وقد تأسس التجمع من عدة أطياف سياسية متناقضة شيوعيون، واشتراكيون ديمقراطيون، وقوميون عرب، وقوميون ناصريون، بالإضافة إلى شخصيات وطنية ليبرالية، ويعتبر خالد محي الدين احد ابرز مؤسسي التجمع. هكذا تجمع عدد من السياسيين على أرضية التناقضات الكبيرة .
حزب الغد تأسس سنة 2004 من طرف مجموعة من الليبراليين أبرزهم المحامي أيمن نور الذي ساندته البورجوازية في الانتخابات الرئاسية سنة 2005 وحصل على نتائج مهمة وسيعرف هذا الحزب خلافات على رئاسة شؤونه، بين كل من رئيسه أيمن نور ونائبه موسى مصطفى موسى في السنة نفسها ،وقد اعترفت لجنة شؤون الأحزاب التابعة للداخلية والمخابرات بشرعية موسى مصطفى موسى رئيسا لحزب الغد، ومن بين ابرز النساء التي نشطت بهذا الحزب إسراء عبد الفتاح، التي تعرضت لعدة اعتقالات في عهد مبارك.
الحزب العربي الديمقراطي الناصري تأسس سنة 1992 من طرف مجموعة من السياسيين من بينهم فريد عبد الكريم وضياء الدين داود ، وفريد عبد الكريم كان حكم عليه في عهد انور السادات بالإعدام هذا الحكم سيتحول إلى المؤبد وبعد مغادرته السجن كان من ابرز مؤسسي الحزب.
احزاب بورجوازية كثيرة ظهرت مع بداية سنة 1990 لكن اغلبها تشكلت من شخصيات سياسية كانت تحملت مسؤوليات كبيرة في جهاز الدولة الطبقية ، تحيط بها مجموعات صغيرة من الأشخاص مهتمة بالسياسة.
حركات الإسلام السياسي المصري تعتبر من ابرز الحركات والتنظيمات الدينية الرجعية في العالم ، وحسب موقع " الإخوان المسلمين" بشبكة الانترنيت (أنها مجموعة من المسلمون تدعو وتطالب، ب " تحكيم شرع الله والعيش في ظل الإسلام )وهي جزء من تيار الإخوان المسلمين العالميين " ويعتبر الفرع المصري من ابرز الفروع المؤسسة لهذا الاتجاه الرجعي العالمي.
كانت النشأة الأولى لهذه النواة في محافظة الإسماعيلية سنة 1928 من طرف حسن البنا، في بداية الأمر عملت كجمعية دينية صرفة هدفها هو دعوة الناس إلى التمسك بتعاليم الدين الإسلامي، وبعد الانتشار، انتقل عملها إلى العاصمة القاهرة سنة 1932،وارتباطا بمصالح النظام الرأسمالي والامبريالي ضد المد الشيوعي، وجدت الحركة الأبواب مشرعة والدعم والمساندة من الطبقة الحاكمة وأجهزة دولتها . وانتقل عملها من الدعوة إلى التدين والتمسك بتعاليم الإسلام إلى العمل السياسي المباشر حول السلطة والدولة سنة 1938 في ظل السياسة العالمية والأزمات الكبرى للبورجوازية التي ستفجر الحرب العالمية الامبريالية الثانية.
هذه الحركة طرحت من منظورها الديني الرجعي ما اعتبرته حل لجميع القضايا الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في مصر، وقد التقت واتفقت مع حزب "مصر الفتاة" في رفض الدستور والعمل بالنظام "النيابي" على أساس أن دستور الأمة هو القران ، الكتاب المقدس لدى المسلمين ، وقد ظهرت خلافات بين صفوف الجماعة حول الموقف من مسالة دستور ينظم الحياة السياسية بمصر. أبرزها مواقف صالح عشماوي وحسن البنا.
جمعية مصر الفتاة قامت على إيديولوجية رجعية منغلقة وخطيرة تدعو إلى إعادة مجد مصر الفرعونية القديمة وتحمل فكر فاشي متعصب للقومية المصرية على أنها فوق الجميع وفي مقدورها زعامة الدول العربية والإسلامية.
من أعمال أقطاب الإيديولوجية الرجعية، خلق وترويج مفهوم سياسي وهو "الأمة الإسلامية" الذي دافعت عنه الحركة بين ما تم طرحه من مفاهيم في أوساط الطبقة البورجوازية والرأسماليين " الأمة المصرية " الأمة العربية " وهذا كله يصب في مواجهة مفهوم الطبقة العاملة والصراع الطبقي على السلطة من منظور اشتراكي خالص وثوري حتى النهاية.
حسن البنا أنجز رسالة تضمنت خمسين نقطة أطلق عليها "رسالة النور"وقد رفض حسن البنا مفهوم الحزب السياسي، وكانت جماعة "الإخوان المسلمين " تعمل بتنسيق مع النظام الملكي بواسطة علي ماهر باشا والشيخ المراغي إلى حدود نهاية الحرب العالمية الامبريالية الثانية المدمرة .
التطورات في الاتجاه الرجعي والديني تقوت بعد نهاية الحرب الامبريالية الثانية والأزمة التي عاشتها أوروبا في غياب أحزاب ثورية حقيقية اشتراكية وعمالية، ونتيجة لذلك ظهرت على الساحة العالمية الحركات الفاشية والعنصرية والرجعية والتزمت الديني والانغلاق على الهوية واللغة والتقاليد والعادات ..الخ، ومن نتائج سيطرت النظام الرأسمالي وأزماته المتعاقبة ظهرت حركة سياسية صهيونية مؤسسة على اليهودية احتلت ارض فلسطين وشردت شعبها الفلسطيني العربي سنة 1948.
ومن نتائج تلك الظروف هو مساعدة جماعة "الإخوان المسلمين" وجعلها تتقوى وتتجاوز حزب الوفد ، وتضاربت المصالح التي نتجت عنها التصفيات والاغتيالات السياسية من بينها اغتيال مؤسس الحركة الرجعية حسن البنا، وتفكيك وحل جماعة الإخوان المسلمين .
سنة 1951 ظهرت الجماعة وعادت إلى الواجهة والعمل السياسي المباشر بعد صدور قرار مجلس الدولة بعدم مشروعية قرار الحل ومصادرة ممتلكات الجماعة.
في 23 يوليو1953 قام الضباط بالانقلاب العسكري، وقد ساند الإخوان المسلمين الانقلاب،وبعد نجاحه والسيطرة على جهاز الدولة، اصدر مجلس قيادته قرار سياسي بحل جميع الأحزاب والتنظيمات السياسية ، لكن حركة الإخوان المسلمين ناورت وقدمت ذاتها على أساس أنها جماعة دينية دعوية ولا تطمح في السلطة ولا تمارس السياسة، وقد فلحت في مناورتها تلك ،وظلت تعمل في عمق المجتمع بنشر إيديولوجيتها الرجعية والظلامية الى يوم جلوس محمد مرسي على عرش حكم مصر.
حركات الإسلام السياسي اعتنقت النظام الرأسمالي والملكية الخاصة وتعاركت مع إيديولوجيته السياسية الليبرالية،التي تتضمن الديمقراطية البورجوازية والمؤسسات النيابية البرلمانية والأحزاب السياسية، والاهم في تعارضها المعارك مع مفهوم العلمانية واشتغلت الجماعات الدينية الرجعية على استقطاب الجماهير إلى صفوف تنظيماتها على أسس مناهضة الشيوعية والاشتراكية ،وفي نفس الوقت مناهضة الليبرالية السياسية والحرية الفردية و حرية العقيدة ..الخ. وهذه أزمتها مهما كانت قوتها في المجتمع.
في كتاب معالم على الطريق الذي لخص فيه سيد قطب منظور الإسلام السياسي لهذه الحركة "الاخوانية ".. فنحن أمام حكم بجاهليتنا، كلنا بشرقنا وغربنا، بماركسيتنا، ورأسماليتنا، جاهلية كالجاهلية التي عاصرها الإسلام أو أظلم. كل ما حولنا جاهلية، تصورات الناس وعقائدهم وعاداتهم وتقاليدهم، موارد ثقافتهم، فنونهم وآدابهم،شرائعهم وقوانينهم،حتى ما نحسبه ثقافة ومراجع إسلامية وفلسفة وتفكيرا إسلاميا هو كذلك من صنع هذه الجاهلية.."
وفي شهر يوليو1976 ظهرت مجلة [الدعوة] لسان حركة الإخوان المسلمين، وهي من بداية الإعلان الرسمي لهذا الاتجاه الديني الرجعي.

الرياح القوية للأفكار الغيبية التي اكتسحت المجتمع المصري، انطلقت من أنظمة رجعية استبدادية وأموال النفط.
استفادت حركات الإسلام السياسي من عائدات أموال النفط ومساندة الأنظمة الاستبدادية والرجعية المسيطرة على إنتاجه بالبلدان العربية، وفتحت لها جل المجالات لدعواتها،ونشر إيديولوجيتها، واكتسحت الإعلام السمعي- البصري والسينما والمسرح وباقي الفنون وفضاءات الإنتاج. وبرز على السطح الإعلامي ظاهرة الدعاة وفن الخطابة الممزوجة بالدموع المشبوهة والمشكوك فيها، و ظاهرة الممثلات المشهورات بغطاء الشعر بالمناديل.. والاعتزال عن مهن الفن، وبالأخص مهنة التمثيل.. الخ.
كانت الحركات الرجعية تهدف إلى غسل ادمغه الشباب وشحنها بالأفكار الدينية من اجل ربح الحشود الكبيرة في معاركها السياسية، واستغلال الفقر المدقع باستعمال كسب تعاطف الغلابة بعملية " الخير والصدقات والعطايا".
في بداية سنة 1990 بدأت حركات الإسلام السياسي تظهر على قدرتها في تنفيذ عمليات الإرهاب الفكري والسياسي وتصفية كل من يدعو إلى فصل الدين عن السياسة ، في كل مكان ، وفي 8 يونيو 1992 ارتكبت مجموعة محسوبة على حركات خلط الدين بالسياسة،جريمة اغتيال وتصفية مفكر ليبرالي جسديا ، الذي ذهب ضحيته المفكر المصري فرج فوده ، الذي كان من مؤسسي حزب الوفد الجديد ، الذي انسحب منه بسبب تحالفه مع حركة الإسلام السياسي وجماعة الإخوان المسلمين في خوض انتخابات مجلس الشعب سنة 1984،وعمل فرج فوده من اجل تأسيس "حزب المستقبل " وكان من مؤسسي الجمعية المصرية للتنوير، التي اغتيل أمام مقرها. وقد كان من شجعان نقد الإسلام السياسي بالحجة والدليل والبرهان .


حركة كفاية، أرضية سياسة وتناقضات فكرية عميقة .
برزت في مواجهة سياسة حسني مبارك حركة نضال من اجل التغيير اشتهرت تحت راية (كفاية) وكانت حركة تجمع أطياف واسعة من مختلف القوى السياسية (شيوعيون ، وقوميون ناصريون ، وليبراليين سياسيين، ورجعيين من الإسلام السياسي )من احد أهدافها هو مقاومة سياسة رئيس الدولة من خلال النضال العلني والقانوني ضد انتخابه للمرة الخامسة لرئاسة الجمهورية وضد قضية توريث الحكم لأحد أبنائه، ورفعت الحركة شعارا مشهورا " لا للتمديد لا للتوريث".
لهذه الحركة السياسية منبت وجذور، ففي يوليو 2004 بعد التغيير على المشهد الحكومي من خلال عدد من الوزارات ، تجمع عدد من المطالبين بالديمقراطية البورجوازية من أوساط مختلفة ( السياسة ، الثقافة ، الإعلام ، الفن ..) بصياغة وثيقة سياسية، مضمونها هو التحرك من اجل الحد من الفساد الاقتصادي والسياسي وإيقاف النزيف، وقد قامت حركة كفاية باكتساح الشارع والقيام بالاحتجاج والتظاهر بعدة أماكن في مصر وبالخصوص العاصمة القاهرة. ونظمت نشاطها وخلقت شبكة للحركة في نحو 22 محافظة مصرية من أصل 26.
وقد تأسست على المرونة والانفتاح على الجميع بالانضمام إلى نشاطها من طرف الجماعات والتيارات والتنظيمات وكذلك الأفراد.
شعار " الحركة من اجل التغيير" تفرعت عنه عدة شعارات مماثلة مرتبطة بالفئات والشرائح والطبقات، مثل ( عمال من اجل التغيير، طلاب من اجل التغيير، صحفيون من اجل التغيير، الشباب من اجل التغيير، نساء من اجل التغيير..) وقد عبرت حركة كفاية على أنها لا تناضل من اجل السلطة ولا تطمح إليها، ومن خلال هذا الإعلان تشجع عدد كبير من المصريين إلى الانضمام إلى نشاطها.
من بين هؤلاء عبد الوهاب المسيري ، جورج اسحق ، أبو العلاء ماضي،احمد بهاء الدين شعبان ، ضياء الصاوي،كمال خليل، حمدين صباحين، أمين اسكندر، مجدي قرقر، يحي القزاز... وكثير غيرهم. وكان من بين منسقي حركة كفاية ( عبد الرحمان الجوهري، عبد الحليم قنديل،جورج اسحق، مجدي احمد حسين،عبد الوهاب المسيري، محمد الأشقر،عبد الجليل مصطفى.. وآخرون) كانت قيادتها ذكورية وهذه ناقصة على من يناضل من اجل حق المساواة بين الجنسين في كل شيء، وعيب كبير إذا كانت هناك نساء مناضلات ولم يتم تشجيعهن إلى تحمل المسؤولية على رأس حركة كفاية . وكانت من ابرز نشطاء حركة كفاية السيدة المحترمة كريمة حفناوي، المحسوبة على صف اليسار المصري.
حركة كفاية النضال والمواجهات
سلسلة زمن الاحتجاج والمظاهرات، 12 ديسمبر 2004 أمام مقر مؤسسة القضاء العالي بالقاهرة، 8 يونيو 2005 مظاهرة عند ضريح سعد زغلول، تحت شعار " تعالوا نوقد الشموع عند ضريح سعد زغلول" 4 فبراير2005 في معرض القاهرة للكتاب، 21 مارس2005 في ميدان التحرير بالقاهرة ،30مارس2005 تنظيم تظاهرات في نحو ثلاثة محافظات ،27 ابريل 2005 توسع الاحتجاج وتنظيم مظاهرات بنحو خمسة عشر محافظة ،25 مايو2005 تنظيم مظاهرة في يوم الاستفتاء على الدستور الذي صاغته زمرة حسني مبارك ، وفي يوم 1 يونيو2005 تنظيم مظاهرة احتجاج بمقر نقابة الصحفيين، وفي يوم 6ابريل2008 المشاركة والاستجابة لدعوة الإضراب العام في مصر.
الاحتشاد حول الأضرحة
تجمع نحو ثلاثة ألاف(3000) مشارك من الساعة الثامنة إلى العاشرة مساء قرابة ساعتان عند قبر سعد زغلول بالقاهرة حاملين الشموع ، وهو تعبير احتجاجي من حركة كفاية على اعتداء بعض من عناصر الحزب الوطني الديمقراطي،الحرب الحاكم، حزب حسني مبارك على متظاهرين تحت أنظار أجهزة السلطة التنفيذية والشرطة والأمن، سعد زغلول كان على رأس الوفد المفاوض للقوى الاستعمارية ومنه تأسس حزب الوفد واخذ اسمه.
حملت حركة كفاية مجموعة من التناقضات الفكرية والسياسية في بنيتها التأسيسية، وقد ظهرت بشكل كبير حول مواضيع وقضايا جوهرية بين المشاريع المجتمعية، منها فصل الدين عن السياسة، مسألة العلمانية ،قضية المساواة بين الجنسين، والنضال العمالي والصراع الطبقي ومفهوم البورجوازية الوطنية ..الخ
هذا ما عجل بمجموعة من مؤسسي الحركة المنتمين إلى صف حركات الإسلام السياسي الرجعي بمصر ،إلى إعلان انسحابهم من عضوية حركة (كفاية) في أواخر سنة 2006 من بين هؤلاء المنسحبون كل من ( مجدي قرقر، يحي القزاز ، عبد الجليل مصطفى ، مجدي احمد حسين ) وحسب بيان المنسحبون أن الحركة لا تملك رؤية إستراتيجية لمواجهة الواقع المتغير؟ قوى رجعية تريد الرجوع إلى الوراء بآلاف السينين، وهو ما تعتبره التغيير.

ستة ابريل،روح وحيوية وأفكار متناقضة
ظهرت الحركة في يوم 6ابريل 2008 من طرف مجموعة من المناضلين المرتبطين بقضايا الطبقة العاملة وكفاحها ضد أصحاب الشركات والرأسماليين،عقب النجاح الكبير الذي حققه الإضراب العام الوطني الذي دعا له عمال المحلة الكبرى، واستجابت له مجموعة من القوى السياسية، ومن خلال النقاش الذي تابع الإضراب مباشرة، انبثقت مجموعة من الأفكار بعد أن أظهرت الطبقة العاملة قوتها في قيادة النضال من اجل تحقيق المطالب الديمقراطية وقوتها التنظيمية والكفاحية ضد نظام مستبد وجبروت حكم الرأسماليين المرتبطين بدولة يمسك مفاصلها العسكر الأكثر تنظيما.
رفعت حركة ستة ابريل شعار " التضامن مع كل فقراء الشعب المصري" من اجل حريته وكرامته وحقه في الثروة، واتخذت لها رمز القبضة المرفوعة عاليا، وبدأت تبادر إلى تنظيم حملات تدعو إلى الإضراب العام للشعب المصري كافة.
كانت الحركة تضم مجموعات سياسية مختلفة .
ستة ابريل النضال والمواجهات
نظمت الحركة مجموعة التظاهرات الاحتجاجية، مسيرات شعبية على المنتزه الساحلي في محافظة الإسكندرية،ونظمت مسيرات بالشوارع، وكان من ابرز أعضاء الحركة على الواجهة الإعلامية ( إسراء عبد الفتاح، باسم فتحي، احمد ماهر، مصطفى ماهر، محمد محمود، عمرو علي،ضياء الصاوي، خالد المصري، محمد عادل،احمد النديم،عماد عبد الحميد،كريم طه احمد، رامي السيد، زيزو عبدو، مها زيادي، مصطفى احمد،، رامي السويسي)
الحركة مثلها مثل جميع الجبهات النضالية ، تشكلت من مجموعة من حاملي أفكار متناقضة، لكن ميزة حركة 6 ابريل، هي الطابع الشبابي من تيارات مختلفة إيديولوجيا وسياسيا جمعت بينها مجموعات الشبكات الاجتماعية عبر "الانترنيت" وقد عرفت هزات واختلافات وانسحابات وكانت دائما بين تيارين متناقضين، الإسلام السياسي، والعلمانيين والديمقراطيين، والماركسيين .
وهذا النضال على مستوى الفكري والفلسفي والثقافي والسياسي مع الحركات الدينية الرجعية سيظل مستمر، وهو أمر طبيعي مادام الخلاف جوهري في قضية طبيعة السلطة ونظام الحكم على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
إن الصراع بين من يملك ومن لا يملك حاد في مصر، وحركات الإسلام السياسية تتعارض مع تطور البشر في اتجاهه نحو الأمام ، ومشروع الليبراليين السياسي والاقتصادي في أزمة خانقة ، والبديل ثوري وركيزته الأساسية القوى المنتجة والطبقة العاملة .
وحركات الإسلام السياسي في مصر وباقي العالم كانت دائما تقف ضد النضال من اجل كسب وتحقيق الديمقراطية البورجوازية ، وحركة كفاية سنة 2004 وستة ابريل سنة 2008 بينت ذلك قبل ثورة خمسة وعشرين يناير 2011.
بن حلمي حاليم
المراجع
http://archive.aawsat.com/details.asp?section=4&article=607966&issueno=11764#.V6chKk_
http://www.moqatel.com/openshare/Behoth/Monzmat3/Gama-Arabi/sec07.doc_cvt.htm
http://www.mashahed.info/33972

http://www.dotmsr.com/details/

http://www.arabic-military.com/t81329-topic
http://www.dotmsr.com/details/
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AD%D8%B1%D8%A8_%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%84%D9%8A%D8%AC_%D8%A7%D9%84%D8%Ahttp://www.aljazeera.net/encyclopedia/icons/2014/9/25/%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A7%D8%B0%D9%84%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%84%D9%8A%D8%A8%D9%8A-%D8%B5%D9%88%D8%B1%D8%A9B%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9
http://www.ahewar.org/m.asp?i=268
http://today.almasryalyoum.com/article2.aspx?ArticleID=429550
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=13180
http://www.ahewar.org/m.asp?i=3524
http://www.aljazeera.net/encyclopedia/icons/2014/9/25/%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A7%D8%B0%D9%84%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%84%D9%8A%D8%A8%D9%8A-%D8%B5%D9%88%D8%B1%D8%A9
صلاح عيسى – الكارثة التي تهددنا.
http://www.elshaab.org/news/9066/%D9%85%D9%86-%D9%87%D9%88-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%83%D8%AA%D9%88%D8%B1-%D9%85%D8%AC%D8%AF%D9%8A-%D9%82%D8%B1%D9%82%D8%B1%D8%9F

http://www.alarabiya.net/articles/2006/12/09/29751.html
http://www.noreed.com/Kefaya.aspx
http://elaph.com/Web/Politics/2006/12/196703.htm?sectionarchive=Politics
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=30320
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%81%D8%B1%D8%AC_%D9%81%D9%88%D8%AF%D8%A9



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن