تُرب الإنجليز

أحمد عبد العظيم طه
a_develerth@yahoo.com

2016 / 10 / 21


كان المَعْلمُ الوحيد بالمدينة الصغيرة – القرية الكبيرة، هو تُرب الإنجليز. فلما كبر الصبي، وصار يعرف الحرب العالمية الأولى، رأى أن يقف بنفسه على حقيقة أولئك الأجانب – الذين يزورون كل عامٍ ولا يُفيتون عامًا.
قفز من فوق السور ليلاً، واختبأ من الخفير – الذي سمع شيئًا يرتطم ففزع عن نارجيلته وقام يلف ويسعل. وعندما أدرك الصبي أن شوك شجرة الجهنمية يلف حول رأسه، يُدَمِّيهِ، قال في نفسه: "سأصبر إلى الصباح ولا ضير".
في الصباح، رأى الزوار يدخلون جماعةً قيد آلاف الوردات الحمراء والبيضاء والصفراء. ورأى العساكر الإنجليز يطلعون من صناديقهم لامعين، كاملي الشكاة – كلٌ يتكأ إلى شاهده الرخامي محادثًا زائره بسحنة بهيجة. ورأى بندقية الخفير في وجهه، قديمة وثقيلة، والله وحده عليمٌ بالنوايا.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن