الماركسيون المزيفون وكيف يشوهون الماركسية(عبدالسلام أديب نموذجا)

أحمد الشركت
Amahthar@hotmial.com

2016 / 9 / 27

فمن مبادئ التحليل الطبقي الثوري المادي الديالكتيكي التاريخي للواقع الملموس هو دراسة التناقض في جوهر الأشياء ذاته كما يقول لينين.
وليس اختيار مصطلحات ومفاهيم من القاموس الليبرالي للبورجوازية الصغيرة وجعلها وإسقاطها على الحركة الثورية والصراع الطبقي، والادعاء بالتحليل الماركسي أو المادي التاريخي الذي لا يقبل اللف والدوران والغموض، بل بالوضوح الطبقي الثوري، بالمنظور والتصور البروليتاري للعالم.
نشر الكاتب عبد السلام أديب مقال تحت عنوان "الاستهداف الإمبريالي_الرجعي لشعوب دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا" بتاريخ 20/02/2016.

من خلال المحاور التي تناولها صاحب المقال، يتضح مدى تحريف المفاهيم أو الفهم المادي الطبقي لحركة الصراع الطبقي الدائر في الوضع الراهن امميا واقليميا ووطنيا.
إذ اعتمد الكاتب مصطلحات ومفاهيم لا علاقتها مع الماركسية، بل أقل ما يمكن أن يقال عنها مفاهيم ومصطلحات الجرائد الصفراء للطبقة المتوسطة والصغيرة، ومن بين هذه المفاهيم نذكر على سبيل المثال لا الحصر :
الاستهداف، دول الشرق وشمال إفريقيا، الأزمة السورية، الأزمة اليمنية، الأزمة الليبية،... .
نجد الكاتب غارق في الفهم الليبرالي، إذ يستخدم دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. بدل القول دول كولونيالية تبعية للإمبريالية والصهيونية.
وحتى اللوبي الطبقي الصهيوني الذي يشكل قوة رئيسية بعد القوى الإمبريالية في التحالف الرجعي، سقط من عنوان المقال لصاحبه.
إن إخفاء الطبيعة الطبقية للدول في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بما هي دول طبقية رجعية لاوطنية لا ديمقراطية لا شعبية تبعية للإمبريالية والصهيونية، هي من المنظور البورجوازي للواقع المادي، وليس المنظور البروليتاري الذي لا يقبل الغموض والتحريف.

كل من تعمق في القراءة للمقال يشك أكثر هل الكاتب يتناول الأحداث من منظور ديني شيعي أو من منظور مادي تاريخي كما يدعي صاحب المقال.
لا حظوا المفاهيم المستخدمة في المحور المعنون بالأزمة اليمنية :
النظام الشيعي الإيراني، الإمبريالية السعودية، دول سنية عربية إسلامية،...الأيديولوجية الوهابية،.... وغيرها من المفاهيم البورجوازية المتذبذبة العاجزة عن إنتاج مفاهيم مادية ثورية لحركة الصراع الطبقي.
إن التحليل الذي يقدمه عبد السلام أديب يفتقد إلى التماسك النظري الثوري، هو تحليل مثالي للواقع والظواهر الاجتماعية، المؤامرة الإمبريالية_تواطؤ البلدان الرجعية!!!! كما نجد الكاتب لم يستخدم ولو كلمة واحدة تعبر عن حركة الصراع الطبقي الدائر في سوريا بين التحالف الإمبريالي الصهيوني الرجعي من جهة ومن جهة أخرى الشعب الثوري السوري( الذي أبهر العالم بصموده رغم الأرض المحروقة التي استخدمها التحالف الإمبريالي الصهيوني الرجعي ضد الشعب الثوري السوري العظيم)
كالانتفاضة أو الثورة، أو حركة جماهيرية ثورية..
أما في ما يخص القضية الفلسطينية الذي كان العنوان العلمي للمحور، إلا أن الكاتب فضل استخدام الانتفاضة الفلسطينية الثالثة ليتناول القضية الفلسطينية التي بقيت شعلة حمراء رغم كل العواصف الطبقية والخيانة والارتداد ونهاية التاريخ للبورجوازية الصغيرة العاجزة تاريخيا مواكبة حركة الصراع الطبقي، فلم يستخدم الكاتب ولو كلمة واحدة في هذا المحور عن إسرائيل. ...
وكذلك بالنسبة للمحور الأخير من المقال فهو في الحقيقة فارغ المحتوى يعبر عن تصور الصندوق النقد الإمبريالي...
وفي الأخير اقول لهؤلاء التخريفيين والتحريفين الجدد اتركوا الماركسية ولا تشوه الشهداء والقضية الثورية...

2016مارس.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن