سيكولوجية المشركين ودجل الوهابيين

محمد عبد المنعم عرفة
saidnorsi@gmail.com

2016 / 6 / 17

هذه المقالة كنت كتبتها منذ عدة سنوات، أنشرها هنا، لعل الله تعالى يهدي قلوب من انخدعوا بالفكر الوهابي البغيض الذي ينفر عن سيدنا رسول الله ص وأهل بيته وأصحابه وأتباعه بإحسان.

لكي نفهم التوحيد بشكل سليم وصحيح , يجب أن نعرف أربعة أمور:

أولاً : سبب الشرك وعلته :
هي رغبة نفسية ملحة في الربوبية, والخروج عن صفة العبدية، والتحلل من الأمر والنهي واختبارهم بالتكاليف افعل ولا تفعل.

إنها رغبة الكافر في التحلل والتخلص من :
- التكاليف الشرعية التي بعث الله تعالى بهاالأنبياء
- ومن لازمها وهو الحساب في الآخرة

فلا يعترف الكافر بالأمر والنهي، ومن ثم الحساب.

الأدلة على رغبة المشرك في التحلل من التكاليف كثيرة , منها:
أ- قوله تعالى : (ويوم يعرض الذين كفروا على النار أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها)
2- قوله تعالى (والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم) [محمد : 12]
3- قوله تعالى (قل تمتعوا فإن مصيركم إلى النار) [ابراهيم : 30]
4- قوله تعالى : (كالذين من قبلكم كانوا أشد منكم قوة وأكثر أموالا وأولادا فاستمتعوا بخلاقهم فاستمتعتم بخلاقكم كما استمتع الذين من قبلكم بخلاقهم وخضتم كالذي خاضوا)
5- قوله تعالى : (كلوا وتمتعوا قليلاً إنكم مجرمون) [المرسلات : 46]
والآيات في هذا كثيرة ..

الأدلة على انكار المشركين للبعث :
1- قوله تعالى (وقالوا أإذا ضللنا في الأرض أإنا لفي خلق جديد) [السجدة : 3]
2- قوله تعالى : (إن هي إلاّ حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما نحن بمبعوثين) [الأنعام : 29]
3- قوله تعالى : (وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر وما لهم بذلك من علم إن هم إلا يظنون) [الجاثية : 24]
4- قوله تعالى : (وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحي العظام وهي رميم. قل يحيها الذي أنشأه أول مرة وهو بكل خلق عليم) ثم قوله تعالى في الآيات بعدها (أوَ لَيْسَ الذي خَلَقَ السَّماواتِ والأرضِ بِقادِرٍ على أن يخلق مثلهم بلى وهو الخلاق العليم) ..
5- عموم الآيات التي بها قياس الأولى وهو في هذا الوع من الآيات قسمان :
أ- أن خلق الإعادة والبعث أسهل من خلق الإختراع والإبتداع من العدم .
ب- أن خلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس .
وهناك آيات عديدة تضرب المثل بظواهر بيئية يشهدها العرب المشركون تدل على البعث, ومنها ظاهرة (إحياء الأرض الهامدة أو الميتة) كما في المطلع المهيب لسورة الحج ..
وعلى أي حال : فإن مشركي مكة كانوا في حالة مزرية متردية جداً وعقائدهم فاسدة للغاية أشبه بعقائد الملاحدة والدهريين , وليس صحيحاً ما يروجه المدرسة الوهابية السلفية من أن انكار البعث كان محدوداً عند المشركين في الجاهلية , فهؤلاء الوهابيون لا يعرفون لا علة الشرك وسببه , ولا يعرفون حقيقته , ولا الفرق بينه وبين شرع الله تعالى .. والأمة الإسلامية تحتاج إلى تنقية ومراجعات كثيرة لما بثه هؤلاء المجرمون من سموم وإجرام في حق أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
ومن فهم حقيقة ما يفعله وما فعله الوهابيون بعقائد أهل الإسلام : لما هوّن من وجودهم وأفعالهم المريبة , كما ي قول عنهم البعض أنهم أقرب إلينا من الشيعة على سبيل المثال..

ثانياً: ماهية الشرك وتوصيفه :
المشركون يعادون الله تعالى لأنهم لا يريدون أمره ونهيه (زكان الكافر على ربه ظهيرا) ويعادون أنبيائه (من كان عدواً لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين) .. ومعلوم عن اليهود أنهم قتلة الأنبياء (أوكلما جاءكم رسول بما لاتهوى انفسكم استكبرتم ففريقاً كذبتم وفريقاً تقتلون) ..
إذن عقيدة الشرك ليست إلا رد فعل لنفسية المشرك سالفة الذكر ومرآة عاكسة لها في الواقع , فعل الشرك نفسه عبارة عن رد فعل لعقيدة المشرك ..
ولكن المشرك يجد نفسه في مأزق وفي موقف ضعف إذ جعل خصمه ملك السموات والأرض القوي العزيز, فليس هناك حل إلا الاحتيال والكذب على الله وعلى نفسه.
وعليه فالشرك له ركنان :
1- اعتقاد ربوبية آلهة أخرى مع الله تستطيع نصر المشرك وتنجيه من الحساب , أو شفعاء يشفعون له عند الله تعالى (بالقوة لا بإذنه , ودون شرط خضوع المشركين ورضا الله عنهم) وبسلطان الربوبية الذي يملكونه.
2- انكار البعث والحساب , وتجاهله جملة وتفصيلاً . وقد سبقت الأدلة على ذلك.

الأدلة على استنصار المشرك بالآلهة على الله :
1- قوله تعالى : (واتخذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزا) [مريم : 81]
2- قوله تعالى : (واتخذوا من دون الله آلهة لعلهم ينصرون) [يس : 74]
قال الرازي في مفاتيح الغيب : إشارة إلى بيان زيادة ضلالهم ونهايتها، فإنهم كان الواجب عليهم عبادة الله شكراً لأنعمه، فتركوها وأقبلوا على عبادة من لا يضر ولا ينفع، وتوقعوا منه النصرة مع أنهم هم الناصرون لهم كما قال عنهم: {حَرّقُوهُ وَٱ--------نصُرُواْ ءالِهَتَكُمْ} [الأنبياء: 68] وفي الحقيقة لا هي ناصرة ولا منصورة.
3- قوله تعالى : (أمن هذا الذي هو جند لكم ينصركم من دون الرحمن إن الكافرون إلا في غرور) [تبارك : 20]
4- قوله تعالى : (أم لهم آلهة تمنعهم من دوننا لا يستطيعون نصر أنفسهمولا هم منا يصحبون) [الأنبياء 43]
5- عموم الآيات التي تتضمن مادة (ولي) و (نصر) بمشتقاتهما..
وعموم الآيات التي تنفي الضر والنفع عن الآلهة الكاذبة وتحصره في قبضة الله عزوجل, لأن المشركين كانوا يعتقدون النفع والضر والربوبية في هذه الآلهة وإلا لا معنى لنصر من لا يملك النصر..
وكذلك عموم آيات الشفاعة التي تشترط شرطين :
أ- الإذن الإلهي (كإذنه لعباده بالتوسل بأنبيائه)
ب- الرضا عن المشفوع له, وذلك بدخوله في الاسلام الذي هو دين الله تعالى وحظيرة تكليفه وأمره ونهيه.
ومن هنا يتبين لك مدة خلط وجهل ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب, إذ كلا الشرطين متوافر في المسلمين وقد كفروهم..
وتأمل هذه الآيات السابقة مع قوله تعالى (وإِذا ذُكِرَ اللهُ وَحْدَهُ اشمأزَّتْ قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإِذا ذُكِرَ الذين مِنْ دُونِه إذا هم يستبرون) [الزمر : 45] وقوله تعالى : وكان الكافر على ربه ظهيرا) [الفرقان : 55] يتبين لك حقيقة الشرك ونفسية المشرك , والفرق بين المشرك وبين المتوسل.
فالمشرك قد اتخذ آلهة تمثل (أنصاراً) له على الله تعالى , فهو بعدما قرر معاداة الله تعالى وجعله عدواً , اتخذ من دونه أولياء وأحباب يحبونهم كحب المؤمنين لله .. وكل هذا كذب في كذب بدليل أن ساعة الصدق والغرق وتميل الفلك في البحر : يجأرون إلى الله بالحقيقة (مخلصين له الدين) كما قال الله تعالى : (فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون) [سورة العنكبوت : 65]
إذن ليست المسألة عند المشركين صدق في صدق كما يصور ابن عبد الوهاب ويقول أن هؤلاء أفضل توحيداً من المستغيثين بالأولياء والصالحين عند الشدائد, وإنما نداء المؤمنين للأولياء في الشدائد علامة صدقهم في اعتقادهم وسلامة نياتهم، لأن هذا موت محقق! ولو كانوا كاذبين لصدقوا ساعة اقتراب الموت وعلموا عدم جدوى الكذب.
ولو صدق الوهابيون الأشاوس فليبينوا لنا ما حكم الكرامات أولاً وهل يؤمنون بها أم لا , وكيف يأذن الله تعالى لرجل من غير أمة محمد بالاتيان بعرش بلقيس من اليمن إلى أقصى الشمال في لمحة , ولا يكون هذا لأمة سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم: ثم بعد ذلك ننظر في مسألة جواز النداء من عدمه .. لكن الحقيقة المؤلمة المرة أن هؤلاء المجرمين الماديين لا يؤمنون بالكرامات إلا ما على صفحات الحبر والمداد فقط ليس إلا .. وما عدا ذلك فهم يكفرون بالكرامات وبكل ما هو غيبي في الإنسان وخاصة الأنبياء , هذا : لو صدقوا الله تعالى ولم يكذبوا على أنفسهم وعلى الناس. فالفكر السلفي فكر مادي صرف وظيفته أن يجعلك عبداً لليهود , وهذا هو سر موالاتهم لليهود وفتاوى الألباني وابن باز وابن جبرين وآل الشيخ الشاذة حول فلسطين وحول نصرة اليهود على الشعب اللبناني , وهذه فقط أحد صور هذا الفكر المنافق الخطير لأبعد حد ..

ثالثاً : شرك عرب الجاهلية هو شرك ربوبية واعتقاد أولاً ثم شرك عبادةً :
المشرك كما قلنا يعتقد في وجود أولياء وأنصار وشفعاء من دون إذن الله ولا صدوراً عن ولايته وطاعته .. ومن ثم لجأ المشرك إلى الحيلة في التذرع بآلهة تملك له الضر والنفع.
الأدلة على شرك عرب الجاهلية في الربوبية :
1- قوله تعالى : (قل يا أهل الكتابِ تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله) [آل عمران : 64]
2- قوله تعالى (ولا يأمركم ان تتخذوا الملائكة والنبيين أرباباً) [آل عمران : 80 ٍ]
3- قوله تعالى : (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله والمسيح ابن مريم) [التوبة: 31]
4- قوله تعالى : (أَلَيْسَ ٱ--------للَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِٱ--------لَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْـلِلِ ٱ--------للَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَـادٍ * وَمَن يَهْدِ ٱ--------للَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّضِلٍّ أَلَيْسَ ٱ--------للَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي ٱ--------نتِقَامٍ * وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ مَّنْ خَلَقَ ٱ--------لسَّمَٰ--------وَٰ--------تِ وَٱ--------لأَرْضَ لَيَقُولُنَّ ٱ--------للَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱ--------للَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ ٱ--------للَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ ٱ--------للَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّـلُ ٱ--------لْمُتَوَكِّلُونَ)
5- قوله تعالى على لسان ابراهيم عليه السلام : (إن الذين تعبدون من دون الله لا يملكون لكم رزقاً فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه واشكروا له إليه ترجعون وإن تكذبوا فقد كذب أمم من قبلكم وما على الرسول إلا البلاغ المبين) [العنكبوت : 17]
6- قوله تعالى (قُلِ ادْعُوا الذين زعمتم لا يَمْلِكون مثقال ذرَّة في السَّموات ولا في الأرض وما لهم فيهما من شِرْكٍ وماله منهم من ظَهير) [سبأ : 22].
7- قوله تعالى (ولا يشرك في حكمه أحدا) [الكهف : 26]

رابعاً : دور السلفية الوهابية الصهيوني في هدم التوحيد ونقض دين النبي :
ماذا تفعل السلفية الوهابية منذ ظهر ابن تيمية وخصوصاً بعد ظهور ابن عبد الوهاب ؟
1- تعمل على تزيين وتلميع صورة المشركين الأصليين ما استطاعت إلى ذلك سبيلاً :
فيقول ابن عبد الوهاب على سبيل المثال في قواعده الأربع : القاعدة الأولى: أن تعلم أنّ الكفّار الذين قاتلهم رسول الله يُقِرُّون بأنّ الله تعالى هو الخالِق المدبِّر، وأنّ ذلك لم يُدْخِلْهم في الإسلام، والدليل: قوله تعالى (قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنْ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنْ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنْ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ) اهـ . مع أن المشركين لا يفردون الله تعالى بهذا الاعتقاد , بل يعتقدون أن هناك آلهة أخرى تخلق وترزق : قال تعالى (ما أشهدتهم خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا ) [الكهف 51 ] وقال تعالى على لسان ابراهيم عليه السلام : (إن الذين تعبدون من دون الله لا يملكون لكم رزقاً فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه واشكروا له إليه ترجعون) [العنكبوت : 17 ]
ويقول ابن عبد الوهاب : القاعدة الثانية: أنّهم يقولون: ما دعوناهم وتوجّهنا إليهم إلا لطلب القُرْبة والشفاعة، فدليل القُربة قوله تعالى ﴿--------وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ (كَاذِبٌ) كَفَّارٌ اهـ !! فالآية تثبت أنهم يكذبون في دعواهم ! ولا يصح ولا يستقيم عند المشرك طالب التمتع وخلع ربقة التكليف والأمر والنهي من عنقه : أن يتقرب بعد هذا من الله !! بل هم كاذبون بنص الآية نفسها !! وسبحان من مسخ فهم العربان وخاصة هذا الطاغية الذي أكثر من الولوغ في دماء المسلمين.
2- ومع ذلك يقوم الفكر الوهابي بتقبيح صورة من يتوسل بالنبي وآله بشكل مكثف, حتى توصله إلى درجة أن هذا أقبح أشد شركاً من المشرك.. يقول طاغوت الدرعية وقرن الشيطان: القاعدة الرابعة: أنّ مشركي زماننا (يقصد المسلمين الذين يزورون اهل البيت والصالحين ) أغلظ شركـًا من الأوّلين، لأنّ الأوّلين يُشركون في الرخاء ويُخلصون في الشدّة، ومشركوا زماننا شركهم دائم؛ في الرخاء والشدّة. والدليل قوله تعالى: ﴿--------فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوْا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ﴾-------- اهـ .
ودليله عليه لا له، لأنه ساقه على طريقة (لا تقربوا الصلاة) ولنكمل الآية: (فَإِذَا رَكِبُواْ فِي ٱ--------لْفُلْكِ دَعَوُاْ ٱ--------للَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ ٱ--------لدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى ٱ--------لْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ * لِيَكْفُرُواْ بِمَآ آتَيْنَاهُمْ وَلِيَتَمَتَّعُواْ فَسَوْفَ يَعلَمُونَ) .. وهذا معناه أن القوم يشركون في الرخاء لأجل التحلل من الأمر والنهي و (التمتع ) بالحياة الدنيا دون اختبار ولا ابتلاء .. فهل يقاس هؤلاء على المسلمين ؟!!
إن الشرك هو أن تعبد غير الله , لا أن تطلب من حي أو ميت أن يدعو لك !!
والتوحيد هو ان تعتقد أن الأمر كله لله , وأنه سبحانه من كمال قدرته وكرمه : يكرم عباده بما لا يعقل من الكرامات , ويخرق لعباده العادات والسنن الالهية في بعض الأحيان عند الحاجة, أو للتثبيت أو لغير ذلك .. وليست الكرامة من فعل العبد بل كل شئ بفعل الله عزوجل وحده.
والأولياء والصالحون مظاهر لأسماء الله تعالى، لا سيما أسماء الكمال، ومنها اسم "القادر" فهو سبحانه يفعل كل شئ في الحقيقة، وفي الظاهر يكون الفاعل هم عباده، سواء الملائكة أو الأناسيّ، الذين تترائى فيهم أنوار الله تعالى.. ولو فُهِم هذا لانحلت مشاكل كثيرة.
والحي أو الميت لا يملك إلا الدعاء وليس له من الأمر شئ حتى لو كان حياً وكان نبياً .. وليس سؤال الميت مع اعتقاد بشريته عبادة له لأمرين : لأن السائل يعتقد بشريته , ولأن السائل لا يريد الخروج على أمر ربه, ولا يعتقد أن لهذا الميت حول أو قوة أصلاً.

نسأل الله أن يعجل بكشف هذا الدجل والإفك والكذب على الله ورسوله عما قريب، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وأريد أن أنوه أن كل ما قلت وأقول وسأقول، فإنما هو من فضل الله تعالى على الفقير ومن مدد سيدنا رسول الله ص وليس لي شئ إلا الجهل والعدم.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن