اللبينة المفقودة

حميد بعلوان
Hamidabcd3030@gmail.com

2016 / 5 / 19

__ ليس هناك حديث واحد ولا آية قرآنية واحدة تقول أن الإنجيل أو التوراة تعرضت للتحريف ! .. السبب الوحيد الذي جعل هذه الكذبة تنتشر بين العرب هو أن ولاة الأمر في الدول العربية أرادوا أن يمنعوا الناس لأسباب سياسية من قرأة التعاليم المسيحية.

__ من يتدبر القرآن والأحاديث النبوية ويبحث في كُتب التفاسير سيعرف أن القرآن الكريم جاء مُكملا لما هو موجود في الأناجيل وليس لإلغاء الأناجيل. فيقول الرسول محمد (ص) : " إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق ". لم يقل هذا الحديث : "لقد جئتكم بأخلاق جديدة"، بل قال : " إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق ". كما تقول الآية 47 في سورة النساء : " يا أيها الذين أوتو الكتاب آمِنو بما أنزل الله مُصدقا لما معكم " ، ومُلخص تفسير الآية هو :
_ الذين أوتو الكتاب : هم اليهود والمسيحيين.
_ آمنو : فعل أمر. أي صدِقُو
_ ما أنزل الله : أي القرآن الكريم.
_ مصدقا لما معكم : أي أن القرآن هو مُصدق للتوراة والإنجيل.

بالتالي : القرآن الكريم لا يضرب في مصداقية الثوراة والإنجيل، بل العكس تمام هو مُصدق للإنجيل والثوراة الذي يتواجد مع اليهود والمسيحين إنما هو مكمل لما فيه من التعاليم، نفس الشيء تؤكده سورة ال-عمران الآية 3 : " نزل عليك الكتاب بالحق مُصدقا لما بين يديه وأنزل الثوراة والإنجيل "، وهنا نجد أن القرآن لم يطعن في صحة الإنجيل الذي كان مع المسيحيين بل العكس كان مُصدقا له.

__ نفس الشيء بالنسبة للأحاديث، فقد جاء عن أبي هريرة (ض) : " قال رسول الله (ص) :

__ "مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بنيانا فأحسنه وأجمله، إلا موضع لبنة في زاوية من زواياه فجعل الناس يطوفون به فيعجبون له ويقولون : هلا وضعت هذه اللبينة ؟ . قال : فأنا اللبينة وأنا خاتم الأنبياء " .

__ خلاصة : لقد هدم علماء السلاطين الطُغاة ذلك البنيان المتكامل الجميل، ولم يتركوا للأمة العربية غير اللبينة الوحيدة، لهذا أمتنا متخلفة عن كل الأمم.

__ الناس في الغرب يملكون البُنيان كله ولا ينقصهم إلاّ اللبينة الوحيدة ( أي الإسلام) .. أما نحن في الدول الإسلامية فنملك تلك اللبينة الوحيدة لكن ينقُصنا كل البنيان .



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن