-8 مارس- نساء دنماركيات يحتفنَ بالمرأة الكردية

شيروان شاهين
sh-sherwan@hotmail.com

2016 / 3 / 11

بمناسبة اليوم الإعلامي للمرأة, فظلت مجموعة من النساء الدنماركيات الاحتفال بيومهنَ العالمي, بطابع كردي صرف, حيث أقمن الاحتفال بنكهة كردية, وذلك من خلال استظافة بعض النساء الكرديات, للمشاركة في أمسية احتفالية, والذي حمل عنوان , سبع نساء من كردستان سوريا.
بدأت الاحتفالية في صالة دار الثقافة في مدينة سكيفي ( 360 كم شمال كوبنهاغن)
برعاية "رابطة المرأة الدولية للسلام والحرية" والتي تنشط بشكل فعال في شمال أوروبا.
وخلال الأمسية, والتي شهدت حظورا كثيفا من الدنماركيين نساء ورجال على حد سواء.
بدأت النسوة الكرديات وعلى التوالي بسرد طويل, يتراوح بين السيرة الذاتية, والوضع العام, لتختزل كل واحدة منهن واقع المرأة الكردية في كردستان سوريا بشخصيتها, وتقدم نفسها كمثال حي عن حال المرأة الكردية, حيث تراوحت القصص بين الظروف الإجتماعية والواقع التعليمي, والهجرة, واللجوء, وماساة الحرب, وحيز الحرية الذي كانت تتحركنا به, حيث بدا تفاعل الجمهور واضحا مع كلمات وقصص المشاركات, وكأننا أمام مشهد درامي مؤثر, فتارة كان يخيم الحزن والصمت العميق على القاعة, من خلال سماع تفاصيل آليمة عن الواقع الهش, والمعاناة وتارة آخرى كانت ترتفع الأيدي, وتزداد حرارة التصفيق, وتسود وجوه الحظور بالإبتسامات العريضة, عندما كان السرد يتحول ليتناول قصص نجاح, ونجاة, تتحدى الظلم, والقهر المجتمعي.

المرأة الكردية وحركة التحرر.

وخلال الأمسية توقفت بعض المشاركات, على الموروث الإجتماعي من خلال شرح تاريخي مفصل عن واقع المراة الكردية, من قمع تاريخي, والموروث الثقيل الذي إعاقة حركة المساواة, وكيف أن حركت التحرر الكردية على عموم أرض كردستان كانت حاضنة قوية لمشروع تحرر المرأة الذي لا يقل عن حرية كردستان.
ولم تخلى مشاركة النسوة الكرد, من الإشارة, وإدانة الهجمات الإرهابية لداعش على المدن الكردية, والتي كانت أولى ضحاياه, النساء الكرديات, فهجوم الآخير على مدينتي شنكال وكوباني, أفرز ثنائية المرأة المظطهدة / والثائرة , حيث كانت المرآة في كلتا المدينتين مثال المعناة والكفاح, فبين حادثة السبي التي تعرضت لها النساء الكرد اليزيدات, شهد العالم كله قوة وبطولة المرأة الكردية من عموم كردستان في مدينة كوباني, والتي غدت مقبرة لعناصر داعش, على أيدي المقاتلات الكرد, حيث أذهلت تلك المحاربات الكرديات العالم كله بصمودهن, وحربها ضد مجرمي العصر, وأصبحن رمزا عالمي في كبريات المدن الغربية, وفي هذا الصدد قالت السيدة إيلان محمد: وهي أحدى المشاركات في الأمسية "نحن اليوم هنا, كسفراء عن كل نساء كردستان, نحن سفراء عن الآلم والوجع الذي تعانيه المرأة الكردية, ونعمل على نقل الصورة بكل حيادية, نحاول نقل رسالة المحاربات الكرديات في الداخل, اللواتي أذهلن العالم بصمودهن وقوتهن في وجه إرهاب العصر, المرأة الكردية اليوم تغيرت كثيرا, وأصبحت صاحبة قوة ومشروع سياسي, وليست كما يظن البعض بإنها مجرد صورة نمطية كما في ذهنية الرجل المتخلف, المرأة الكردية اليوم هي في الصفوف الأولى لقيادة حركة التحرر الكردي أجتماعيا وسياسيا, المرأة الكردية مشروع وطن"
وخلال الأمسية التي تخللها عرض مجموعة صور الحياة الكردية, المرفقة بالموسيقا الكردية العذبة, كما تم تقديم بعض الرقصات الشعبية من الفلكور الكردي,
وما أبهر النساء الدنماركيات خلال الفعالية, هو الزي الكردي التقليدي –حيث لم يخفينا اعجابهن الشديد- الذي كان ذا حضور قوي,بكل ألوانه الزاهية, والتي تعكس الذوق الرفيع, والتنوع, والتماهي مع جمال الطبيعة الخلاقة في كردستان.
وفي سياق متصل بالحدث قالت السيدة "ليز ينسن" أحدى الشخصيات القيادية في رابطة المراة الدولية " بداية أنا معجبت كثيرا بالزي الكردي الخاص بالنساء, ونحن اليوم فضلنا أن نحتفل بالعيد على الطريقة الكردية, مع شريكاتنا الكرديات, وذلك لكي نفهم أكثر عن المرأة الكردية, وعن واقعها, خاصت بعد أن أذهلت العالم كله بمقاومتها, وحاولنا نحن كرابطة هنا أفساح المجال للنسوة الكرد لكي يعبرن عن أنفسهن بشكل حر, وفي محاكاة مباشرة مع المجتمع الدنماركي, أنا أعتبر النساء الكرديات لديهن أرادة قوية وربما للطبيعة الكردية دور في هذا ولأجل هذا نحن معجبون بهن, ومن خلال تعاملي مع المرأة الكردية في الدنمارك, لاحظت العقلية المتحررة , والانتفاح الملحوظ لديها, المرأة الكردية نشيطة جدا, ونحن كرابطة نسوية نطمح في أن نطور علاقاتنا معهم أكثر هنا, وفي الداخل الكردي, مستقبلا, وكل الشكرا للمرأة الكردية وأقول لهنَ 8 مارس مبارك عليكم"

وتضمنت الأمسية تفاعل كبير من قبل جمهور الحظور من خلال الأسئلة والتعليق, وأختتمت الأمسية بتكريم النساء الكرديات من قبل إدارة الرابطة, على أمل الأستمرار في العمل, وتكثيف الجهود في التواصل والتنسيق بما يخدم مصلحة المرأة الكردية.

• Sherwan Shahin



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن