”قَيَّمْ الرَكاعْ مِن زُمرَةْ حُكُمْ“......

فاروق الجنابي
Faroohafj@yahoo.com

2016 / 1 / 5

”قَيَّمْ الرَكاعْ مِن زُمرَةْ حُكُمْ“......
الاخلاق؟!! نعم اؤمن بها لانها اساس بناء الشخصيه ،وهي دين ،لان الدين هو الاخلاق الكريمه،ولكن ما يُكَدِّر صحوتي هو فقدان الاخلاق عند البعض ،فبفقدانهم الاخلاق فقدوا الدين والدنيا ،وهذا ما وجدته في آخر زياره لعراقنا الحبيب. موت يتجول في شوارع بغداد وتحس به وتقول لنفسك انها اوهام ،ثم تعود وتتذكر ما حدث من قتل على الهويه واالمذهب،وتتفاؤل وتقول لنفسك انه ماضٍ قضى، ولا تفكر ولا تشعر بانه يسير بجنبك ،نعم بجنبك متمثلاً بنوع جديد من البشر لم نألفه في السنين قبل بداية الالفيه الثالثه، لاننا كنا نمارس ونتباهى بالقيم الانسانيه التي تجعلنا نستحق كلمة انسان. اعلم انك ستقول ماذا حدث لصاحبنا ،واين ذهب التفاؤل الذي طالما بَيّنَهُ من خلال كتاباته وابيات شعره المتواضعه ؟ حيث جربت الكتابه كهاوٍ في مجال بعيد عن مهنتي الحقيقيه، وحصلت على ترحيبٍ من الاصدقاء وتشجيع، اما مجاملةً اوحباً بي أوتقديراً لمشاعري في وحدة الغربه التي جعلتني اكتب ما كتبت.
اقولها بكل مراره، انني شعرت بالخطر في كل خطوه مشيتها في بغداد، بسبب الانحراف الاخلاقي لبعض العراقيين ، ولم ابالي لانني سأموت على ارضي، التي اشتاق لها دوماً، و قد لا يتجاوز احد على شخصي ،لانهم يعلمون لا فائده من قتلي او خطفي، لا مادياً ولا معنوياً . لا تحتاج ان يحذرك احد من اي عقبه قد تصادفها في الشارع من خطف اواعتداء جسدي، لانك ستسمع و سترى بَشَر إنفلتوا في تصرفاتهم يطلبون المجد المالي بدون ان يرهقوا انفسهم، يختطفون الاطباء والاثرياء واطفالهم امام اعين الناس، وسوف لا يتدخل احد لانقاذهم خوفاً من نتائج تدخلهم، و سيساومك هؤلاء الاشرار مقابل اطلاق سراح من تم خطفه ،وبعد دفعك (الدِيَّه) تكون محظوظاً اذا اعادوا جثتك او جثة من خطفوا من عائلتك، وخاصةً اذا كنت قد عرفتهم وشخصت ملامحهم........نعم انهم (الميليشيات الوقحه) ،والذي أطلَقَ عليهم هذا الاسم هم سياسيوا الصدفه، ليتبرئوا من اعمالهم ،متناسين انهم دفعوا هؤلاء بهذا الاتجاه النتن........نعم انتهى وقت خزانة الدوله المملوءه بخيرات العراق، واصبح من الصعب سرقة اموال الشعب لعدم وجود الفائض منها، وجاء وقت التسليب المافيوي ليسددوا رواتب من ينتمي الى هذه الميليشيات وتسليحهم. تُذكرني هذه الاعمال بالافلام الامريكيه عن المافيه في نيويوك واسلوب عملهم في جمع المال وتعاملهم مع افراد المجتمع الامريكي باخذ الاتاوات الشهريه من التجار ومن ميسوري الحال،والان تراها امامك حقيقه في بلدك، و لا تحتاج الى عرض سينمائي لمشاهدتها.
الطامه الكبرى في هذا الامر، ان الدوله ،من رئيس وزرائها ومن رجال دينها المسيطرين والمتحكمين بالطوائف بفتاواهم الكاذبه، وكافة الكتل السياسيه المستفيده من تردي الوضع، يعلمون من هم هذه الميليشيات واين مكان تواجدهم ومن هم السياسيون الساندين لاعمالهم، ولكن لا احد يتجرأ ان يوقفهم عند حدهم ،بل اكثر من ذلك ،قد يُصَلّون خلف رؤساء هذه المافيات ويَسْتَجْدون رضاهُم .اذن كيف سنبني وطننا بعد القضاء على دعش، هذا اذا قضينا عليه؟..... انهم داعش بوجه آخر يحومون حولنا برضانا دون ان نحرك ساكناً، واذا بقينا هكذا سأقول بأعلى صوتي " اذا لم تستحي فافعل ما تشاء" وذلك اضعف الايمان،وكل عام والعراق "عسى" ان يكون افضل.....والسلام
فاروق الجنابي



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن