الإرهاب ثقافة مؤدلجةسياسيا

عبد اللطيف بن سالم
bensalem.abdellatif@yahoo.fr

2015 / 11 / 22

الإرهاب ثقافة مؤدلجة
الإرهاب ثقافة مؤدلجة سياسيا تُشحن بها عقول البسطاء من الجهلة والحمقى والأغبياء وبالخصوص منهم الفقراء الذين لا يجدون ما يحققون به حاجتهم لآبسط أنواع الغذاء ، وذلك بدعوى أنهم سينالون في الدنيا وفي الآخرة خير جزاء . فللقضاء عليه لابد من القضاء على ثقافته هذه واجتثاثها من جذورها ومن مصادرها المختلفة وهي تلك المبرمجة في الروضات والمدارس والكليات والمطبقة فعليا وبكل حماس وانفعالية في المساجد والجوامع والحلقات والمجالس الدينية .
- ومن نكد الدهر على تونس الجديدة أن ترى """ أعداء لها ما من صداقتهم بدّ
وهل لا نزال نقبل بأصدقاء لنا يقتلوننا ؟ هكذا نُصبح نحن الحمقى والأغبياء . ولا معنى لحقوق الإنسان التي لا يزال البعض يتعلل بها مع مثل هؤلاء السفهاء الذين لا يفكرون إلا في القضاء علينا بكل الطرق الممكنة لا لشيء إلا لأننا نختلف عنهم في الأفكار والرؤى ولأننا تجاوزنا المرحلة الحضارية التي هم فيها .
- الحل إذن في رأيي هو في أن تتخذ الدولة التونسية ( وغيرها من الدول العربية المشابهة ) في الحال القرارات الحاسمة والنهائية التالية :
" إلغاء الأحزاب الدينية كلها دون تردد لآن الأحزاب في الواقع وفي المفهوم الصحيح للحزب لا تكون دينية أبدا لآن الدين شأن خاص بصاحبه ولا يكون في نفس الوقت شأنا سياسيا وإلا تناقضنا مع روح الدستور التونسي الذي أمضينا سنوات في إنجازه والذي اتفقنا فيه على أن تكون تونس دولة مدنية وديمقراطية ، دولة قانون ومؤسسات ويُفصل الدين فيها عن الدولة .
" غلق المساجد كلها مرة واحدة ( مثل ما فعلت فرنسا أخيرا إثر التفجيرات التي وقعت هذه الأيام في باريز ) ومن يُرد عبادة الله فليعبده في منزله أو في داخله أو في أي مكان آخر ( يؤثر عن نبي الله موسى ( المعروف بكليم الله )أنه سأل ربه أين أنت يا ربي فأجابه :" أنا في قلوب عبادي " – وهو بالفعل كذلك وليس هو فقط كما يعتقد الكثير من البسطاء ومحدودي الإدراك في المساجد فقط أو في مكة المكرمة ليذهبوا لملاقاته هنا أو هناك .
" وتطهير كل مؤسسات الدولة من رموز الإرهاب المتواجدة فيها كلما استطعنا إلى ذلك سبيلا .
" ومنع الملتحين والمنقبات _ قانونيا _ من الجولان بين الناس في أي مكان .
- الصادية والمازوشية في الشخصية الإرهابية :
وللعلم فلابد من التساؤل إن كانت "الصادية " مرضا أم حالة عادية وسوية وهل هي فردية بحتة أم أيضا جماعية ومتى تكون من هذا النوع أو من ذاك لما لها من علاقة بالنزعة الإرهابية ؟
فردية كانت أو جماعية الصادية هي تعبير عن تلك النزعة العدوانية المتأصلة في البشرية منذ ظهورها ، منذ أن كانت حيوانية بدائية قبل اكتسابها التدريجي للروح الإنسانية مع اكتشافها للغة والشروع لاحقا في الحياة الحضارية . لكن ماذا تعني " الصادية " ؟ تعني الاستمتاع والتلذذ بتعذيب الغير وهي الوجه الآخر لما يُسمى ب " المازوشية " التي تعني الاستمتاع والتلذذ بتعذيب النفس عندما لا يجد المرء الصادي القدرة على تعذيب الغير والانتقام منه نهائيا فيلجأ إلى تعذيب نفسه ( وكأنه بذلك يلومها على عدم قدرتها على تعذيب الآخرين )، وما الإرهاب هذا الذي نشاهد مظاهره تتضاعف اليوم في المنطقة العربية وفي غيرها من المناطق الغربية المختلفة إلا تعبيرا عن الوقوع في ازدواجية الإحساس بالصادية والمازوشية في الآن نفسه هذا الإحساس المتجذر في الطبيعة البشرية كما ذكرنا آنفا والذي يكاد يغوص في أعماقها بفعل الثقافات الإنسانية المتراكمة عليها عبر العصور لولا أن وفرت لها اليوم الإمبريالية العالمية أو ما يسمى ب " العولمة " الظروف المناسبة والأرضية الخصبة لتظهر من جديد وتنمو وتفعل فعلها في تحقيق أهدافها ومصالحها في المنطقة بالتعاون مع الجهلة والمتخلفين والخونة من أهلها الذين صاروا منذ مدة يعملون في ركابها ظنا منهم أنهم يعملون ضدُها في حين أنهم يقتلون بعضهم بعضا بتوجيهها وبرمجتها ، وما الهامشية في الأفراد والجماعات التي صنعتها هذه العولمة في شباب المنطقة العربية بالخصوص وفي شباب العالم كله إلا من العوامل الهامة والمؤسسة لهذه الظاهرة الخطرة حتى أننا صرنا نشاهد يوميا في مسلسلاتنا التلفزية " الثقافية "أيضا القتلى والجرحى والدماء والدموع والدمار والخراب كما لو كانت أمورا عادية في حياتنا اليومية في حين أنها في الواقع تؤسس من حيث تدري أو لا تدري لثقافة العنف والعدوانية وكأنما هي تؤيدها وتعمل على ترسيخها من جديد في الحياة الاجتماعية في حين أنها كما لو كانت في الحقيقة إحياء لما كانت عليه البشرية في عهودها السابقة من التخلف والبدائيية والعنجهية ولكن بوسائل متطورة وبأسلوب أكثر وحشية .
ألا تلاحظون اليوم مدى اهتمام الصغار والأطفال عموما بشراء الأسلحة ( اللعب )على اختلاف أنواعها وأشكالها _ ومع الأسف بمساعدة الأولياء في غالب الأحيان _ واللعب بها خصوصا في الأعياد والمناسبات ؟ فماذا يعني ذلك ؟ الإنسان مقلد بالطبع فهم إذن يرغبون في فعل ذلك في الواقع تقليدا لما يفعله الكبار في هذا الزمن الردي .
يقظان ابن الحي
عبد اللطيف بن سالم



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن