رسالة الى وزيرة التعليم في الجزائر

أسامة هوادف
hoadf1992@gmail.com

2015 / 10 / 31

تحياتي لكى يا معالى الوزيرة المحترمة نورية بن غبريط أرسل لك هذه الرسالة بعد الأعصار الذي هب بمجرد أعلانك التخلي عن اللغة العربية الفصحي وتعويضها بالهجة العامية الهجينة في طور الأبتدائي وأن التبرير الذي جئتي به سخيف وهو أن اللغة العربية تسبب صدمة نفسية التلاميذ وهو ضد العقل البشري .ففي صربيا مثلا يدرسون اللغة الصربية من التعليم الابتدائي حتى الدرسات العليا ويشترط الاجانب تعلم اللغة الصربية من أجل دخول الجامعة .. وقررك هذا لا علاقة له بأصلاح المنظومة التربوية بل له غاية أيدلوجية فهل أصلاح المنظومة التربوية يكون بزحزحة اللغة العربية وهي من مقومات الشعب الجزائري ثم كان الاجدر لو كنت صادقة أن تجعلي من اللغة الأنجليزية اللغة الأجنبية الأولي وليست الفرنسية التى أنحدرت حتى على أرضها ثم أن توصيتك هذه ما هي ألا أعلان عن تمرد ورغبة في التخلص من الارث الباديسي والذي نحيي كل 16 أفريل من كل سنة يوم العلم وهو ذكرى وفاة رائد النهضة عبد الحميد أبن باديس الذي يقول (ان الأمة التي لا تحترم مقوماتها الأساسية من جنس ولغة ودين وتاريخ لا تعد أمة بين الأمم ولا ينظر أليها الا بعين الاحتقار مع الحكم عليها في ميادين الحياة بالتقهقر والأندحار) أن اللغة العربية يا معالي الوزيرة أية من أيات الله وفي هذا يقول أحد المستشرقين (ليس على وجه الارض لغة لها من الروعة والعظمة ما للغة العربية) أننا يا معالي الوزيرة في زمن الحروب اللغوية وأن لنا أن نفكر في الأمن اللغوي وأن نحمي لغتنا العربية وليس تحقيرها وقد أدرك هذه الحقيقة الرئيس الفرنسي السابق فرونسوا ميتران الذي قال في مواجهة زحف اللغة الأنجليزية على بلاده (ان العالم لن يسمع لأمة تتحدث بلسان غيرها ) وفي هذا الصدد يقول مالك حداد (لو أحسن الغناء لتغنيت بالعربية) ويقول الاديب العالمي محمد ديب (ان من يكتب بلغة غير لغته يعتبر في منزلة خادمة برتغالية في بيت فرنسي) ويقول المفكر اليهودي اليعازر بن يهودا في نهاية القرن 19 على مشارف اعلان الدولة اليهودية (لا حياة لأمة دون لغة) ويقول الفيلسوف الألماني فيخت المعروف بوطنيته وبلغته الوطنية. فقد قال: إن الدول التي تستهين بلغتها لا تستحق الحياة.
ذوى الدرية بتاريخ يعرفون أن (فيخت) الألماني مات وهو يصيح: "تحيا اللغة الألمانية"، عندما غزا نابليون ألمانيا وحاول أن يفرض اللغة الفرنسية على الشعب الألماني ورفضها فيخت. هذه هي الشعوب لتي تحافظ على شخصيتها. وأسمحي لى يا سيادة الوزيرة ان أضرب لكى مثالا وهو من أحد أبناءالجزائر أنه الرئيس "اليامين زروال" عندما التقى بالرئيس الفرنسي جاك شيراك يوم 22 أكتوبر 1995 بأحد أروقة الأمم المتحدة في لقاء غير رسمي، حيث تصافحا ودار بينهما حديث قصير وهما واقفان, وكان ترجمان الرئيس زروال بجانبه لا يفارقه، ولاحظ الرئيس الفرنسي أن زروال يتحاشي الحديث بالفرنسية والمترجم يتولى مهمة الترجمة من العربية الى الفرنسية والعكس, حيث تعجب وقال مخاطبا زروال: أنت تحسن الفرنسية ولا تتكلم بها، رغم أننا لسنا في جلسة رسمية. فأجابه الأسد ابن الجزائر زروال بالعربية الفصحى تولى المترجم نقلها إلى الفرنسية قائلا: أنت يا سيادة الرئيس تتكلم بالفرنسية لأنك تمثل الشعب الفرنسي، ولغته الرسمية هي الفرنسية، وأنا أخاطبك بالعربية لأني أمثل الشعب الجزائري ولغته الرسمية هي العربية ..ويقول الشيخ الغزالي رحمه الله تعالى (أن الأمة التي تفقد لغتها كا لفتاة التي تفقد عرضها ) معالي الوزيرة المحترمة أنكي برفقة من وسواس لكي بأتخاذ هذه التوصية المشؤومة ضد اللغة العربية قد أيدتم مقولة ديغول الذي قال (غبي من يعتقد أن فرنسا خرجت من الجزائر فهذا كان جزء من أستراتيجية متكاملة فخروج فرنسا من الجزائر لم يعني أبدا رحيلها ) وقوله (أني تركت في الجزائر جزائريين أكثر فرنسية من الفرنسيين) ووصية ميتران الذي قال سنة 1984 يجب أن تبقي الفرنسية في الجزائر لغة الأدارة ولغة الدراسات العليا ..سيادة الوزيرة أن توصية بأزاحة اللغة العربية مقابل اللهجة العامية الهجينة هو في الحقيقة يخدم أجندة المستعمر الفرنسي ورغم القرار الجرئ الوزير الاول عبد المالك سلال الذي أكد على أحترام اللغة العربية ألا ان هناك جهات تنوى أن تعيد الغارة على لغة القرأن سيادة الوزيرة أتمنى أن تكملي مسيرة التعريب ومسيرة أبن باديس واللغة العربية ستبقى خالدة في الجزائر الأنها أصيلة والشعب الجزائري أصيل تحيا اللغة العربية وسلام



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن