المصرى حسن حنفى بعيون اللبنانى على حرب ...!

فاطمة الحصي
dr.fatma_elhessy@outlook.com

2015 / 10 / 18

عُرف الكاتب والمفكر اللبنانى “على حرب ” بأسلوبه الكتابي الرشيق على الرغم من تناوله لقضايا فكرية عميقة وصعبة . وقد تأثر بجاك دريدا وخاصة في مذهبة في التفكيك
ولعلى حرب العديد من المؤلفات منها كتاب” نقد النص ” الذى يقول فيه “ان مشروعى هو ألا أشّرع لعقلى على نحو قبلى ،وألا أرسم الحدود الفكرية بصورة مسبقة ،وألا أقيم سورا محكما أسور به ذاتى وهويتى بالمقولات والنظريات والمناهج “…مقالاتى عبارة عن نقد النصوص والاعمال النقدية التى يتركز الاهتمام فيها على نقد العقل بشكل عام ..”
يقدم لنا “على حرب”فى هذا الكتاب نقدا لنصوص عدد من المفكرين من بينهم “المفكر المصرى حسن حنفى” محل حديثى اليوم الذى يصفه”على حرب”بأنه صاحب رؤية ومنهج فيما يتناوله بالبحث والدرس ..يقول “اننى أمام كاتب يحارب على أكثر من جبهة ،يطل عبر واجهات متعددة ،يشتغل على عصور متباعدة ،يتناول عوالم ثقافية مختلفة ،وينظر فى تجارب انسانية متباينة ….
ثم يصف لنا حاله كناقد يتردد فى خوض تجربته النقديه امام مفكر بهذا الحجم قائلا “لطالما فكرت فى الكتابة عن حنفى فى سياق نقدى لاصحاب المشاريع الفكرية ولكنى كنت أعود فأحجم ،كنت أتملص من المهمة لانعدام الوسيلة عندى فى مواجهة هذة الترسانة المعرفية التى يحشدها حسن حنفى فى وجه قارئه أو ناقده ”
..وعلى الرغم من كون “على حرب يقدم نقدا لحسن حنفى ،متهما اياه بالتعالى ،والنرجسية ،الى آخر تلك النتقادات التى فندها “على حرب “بكل موضوعيه وعقلانيه وتفكيكية ..!

الا أن”حرب” كما ذكرت لم ينكر اعجابه وتحيزه له فى مواضع مختلفه من كتابه يقول”حرب”: “ان حسن حنفى يُظهر سعة وعمق فى الاطلاع على التراث الاسلامى بمختلف مجالاته وعلومه وأعلامه واصفا اياه بأنه لايضاهيه أحدا من المعاصرين ،مثنيا على رؤيته للتراث وطريقته فى الفهم والتفسير ومنهجه فى البحث والتحقيق ..”.كما انه لم يخف اعجابه الشديد بمهارته الكتابية وقدرته الفكرية الفائقة معتبرا أن قيمة ما يقدمه حنفى لا يكمن فقط فى المعارف التى يستعرضها ولا النتائج التى يستخرجها بقدر ما تكمن فى الامكانيات الفكرية التى يوظفها وقدرته على التصرف بالمعطيات التى يشتغل عليها ،و كذلك قدرته على اللعب بالأدوات مصرحا بأن أهمية المفكر لاتتمثل فى طروحاته واستنتاجاته بقدر ماتتمثل فى امكان التفكير الذى يملكه وقدرته على اللعب فى الميدان الذى يعمل فيه وهنا يعترف “حرب” بأنك لايمكنك وأنت تقرأ حسن حنفى الا أن تعترف بأنك أمام باحث قدير ،ومفكركبير ،وكاتب لامع يفرض نفسه عليك بقوة أدائه ونصه ،وبعرضه الباهر وصياغاته الأنيقة ونظرته الشمولية وقراءته الكاشفه وقدرته على التصنيف والتوليف وموسوعيته ..
يقول “حرب”: “ان حسن حنفى مثقف عربى تمتد معارفه بالطول والعرض ،ماضيا وحاضرا فى التراث وفى الحداثة “!..

وبعد… الا يحق لنا أن نتساءل الآن وبعد كل ماسمعناه من الكاتب والمفكر “على حرب”أن نتساءل أين هو “حسن حنفى “؟
اين فكره ؟
وأين تلاميذه ؟
وماهو دوره كمفكر فى المأزق الفكرى العربى الذى تمر به الدول العربيه كلها ؟ أين المفكرون من كل ما يحدث ؟ أم أنهم يُؤثرون قول كلمتهم ثم الرحيل …؟

ولماذا تم تهميش هذا الرجل بهذا الشكل فى مصر والعالم العربى ؟

لماذا لم يتم جذب الرجل فكريا الى حقل عملية اصلاح وتجديد الفكر الدينى التى دعا اليها رئيس الدوله أم أن هذه الدعوه لم تتحسس خطاها بعد ؟أليس من الأولىأن يشارك أصحاب الفكر فى العالم العربى كله ليساعدوا فى تطبيق هذه الخطوه و الحاقها حيز التنفيذ ؟
على حد علمى أن آخر حوار تلفزيونى مع حسن حنفى أعدته المذيعة “منى الشاذلى “منذ ما لا يقل عن خمس سنوات ؟ لماذا لا يخرج علينا الرجل شارحا أفكاره ..مجبرا الجميع على قراءتها ومناقشته !!
و كيف سيتم الاصلاح دونما مشاركة مثل هؤلاء المفكرين فى ذلك ؟





https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن