مصر أنها حقا رمانة الميزان

مدحت ميلاد ثابت
thabt_mela@yahoo.com

2015 / 6 / 19

عندما نجد أن مصر تنعطف كثيرا في منحنيات شتي ورغم كل ماتواجهه من فتن طائفية وهضم حقوق البعض الا أنها حقا رمانة الميزان للشرق الاوسط ان لم تكن للعالم كله فبرغم أن هناك تجاوزات كثيرة في حقوق الاقلية الدينية ونحتاج الي تفعيل دور القانون الاعمي الذي لايري جنس أو لون أو متعقد كلا من المتهم والمجني عليه في اي أمور الحياتية ولكن نجد أن هناك حوادث كثيرة يغض البصر عنها ويغيب العقل ونعود الي أيام الجاهلية وفترات ظلامية صعبة وعجبا أن تعود بعد كل ذلك مصر متماسكة ..ولنقلها بصراحة يعود ذلك الي مسيحي مصر الاقباط وهو أصل تلك البلد هم من يتحملون علي عاتقهم كل الجور والتجاوز في حقهم ويقنعون باقل ما يحصلون عليه من حقوقهم ويدفعون الضريبة باهظة لكي يكوي ان وطنهم والذي يعتزون به وحدة واحدة حتي وأن جاوروا عليهم غالبية هذا الوطن ....حتي وان كانت هناك عقول ظلامية تعيث فسادا في الارض ويتحمل الاقباط فترة الثمانينات والتسعينات بكل صبر حيث تحدث عليهم هجمات بربرية ومجازر وحشية علي أساس الهوية الدينية من أول أحداث الخانكة ومرورا باحداث الكشح وصنبو وديروط وغيرها الكثير حتي نصل الي أحداث نجع حمادي ثم كنيسة القديسين لتنقلب بعدها الاوضاع ويتغير النظام الذي تخيل أنه سيدوم بقاؤه لأنه يجيد لعبة التوازنات فعندما يعلو صوت المسيحيين ويريدون أبسط حقوقهم لابد من ظهور عصا تأديب متأسلمة (جماعة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر _الناجون من النار - التكفير والهجرة _ الجماعات الاسلامية .......ألخ ) وكلها أنبسقت من جماعة الاخوان المسلمين ويبدا المسلسل الهزلي من ضياع حقوق الاقباط ونهب ممتلكاتهم وسرقتهم وأغتصاب أراضيهم وأعراضهم وتأتي مرحلة يظن فيها كل مصري قبطي أنه يعيش زمن العصور البربرية الهمجية التي لاحضارة لها وكانهم يحتكمون الي قانون الغابة ويتعجب الجميع من تلك اللحظات أليس هؤلاء جيرانهم وأصدقاؤهم في العمل وكأن شيطانهم يحركهم بين ليلة وضحاها ويصبح الصديق عدو والجار مغتصب والزميل قاتل .....وتعود لتهدأ الامور بلعبة التوازنات السياسية ويبدأ عقاب الدولة الحاكمة للجاني والمجني عليه علي السواء وفي حالات قد لايجد الجاني وكأنه تبخر ولم يعد له وجود وتارة أخري يتم أكتشاف أن الجاني مريض عقليا رغم أن الجاني يعمل مثلا في وظيفة لايصح أن يكون بها متخلفين عقليا ولكنها كالبرق نجد له من الاثباتات أن تكفي ليعتقد البعض أنه نزيل الخانكة ولم يبرحها الا لتنفيذ جريمته ضد الاقباط المسالمين الذين مازالوا يصرون علي أن يبقوا (رمانة الميزان لمصر )
لتهب عاصفة التغيير وليأتي الربيع العربي وتبدأ الهواجس والمخاوف من التمزيق ليبدأ عددا من الاقباط وقد طفح به الكيل يحبون أن لهم منفذا لتدويل قضيتهم وكفاهم ألما لما يحدث وليس هناك من يحسب لهم ذلك وتعلو الاصوات المطالبة بحماية دولية في ظل تزايد التشنج الطائفي وطمع القفز علي السلطة وازاحة كل من يعارض التيار المتشدد ويعملون بادئ البدء ازاحة الاقلية من الصراع وتعلوا أصوات من يفتي هنا ومن يفتي هناك بأشياء غريبة تزيد من حدة التوتر والفرقة وكل بدأ في البحث عن طوق نجاة ومنحي أخر له قد يجد فيه ضالته المنشودة ليعود الجميع تارة أخري لتتوحد القيادة السياسية تحت قيادة رجل واحد في حين أنه عندما تنظر الي بلدان الشرق الاوسط ومايحدث بها لقد أخذت منعطف أكثر خطورة فبع أن تأججت الفتن الطائفية في العراق وسوريابدعوي الربيع العربي وقد استاطعوا أولا أن يهجروا وأن يذبحوا من مسيحيين الشام علي قدر أستطاعتهم قد يكاد أن يفرغوها من سكانهم الاصليين الكلدانيين والسوريان لتبدأ جماعات متشددة هنا وهناك وينعق البوم في الاماكن الخربة وتعود بنا الايام الي أزمنة التخلف والبربرية وازمنة الانسان الهمجي والعصر الحجري ليتعجب الجميع من أن العالم كله من حولنا يتقدم وهناك من يعود بكامل ارادته الي الرجعية والهمجية والتخلف ليس لسبب ألا أنهم سمحوا للأيدلوجية الدينية المتشددة وللأنظمة الرديكالية أن تعتلي المشهد ولأنهم دعاة دين لابد أن يستمعوا لهم ولكن ماهي النتيجة بلاد مهلهلة بدون شعوب فرق متناحرة هنا وهناك ويبقي المسيحيين هم (رمانة الميزان للشرق الاوسط ) بل تبقي (مصر رمانة الميزان للعالم كله )





https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن