تفكير المتأسلمين والديانة الربانية

ياسين المصري
yasiensm@gmail.com

2015 / 6 / 2

أتاحت الأقمار الصناعية والفضائيات وشبكة الإنترنت للعالم أجمع أن يشاهد بأم عينه مدي الانحطاط الذي وصل إليه المتأسلمون في كافة بقاع الأرض وعلى كافة المستويات.

فكان لابد إذن أن يتساءل العالم أجمع عن طبيعة هؤلاء المتأسلمين، وكيفية تفكيرهم، ولماذا يلتزمون أينما كانوا بسلوكيات منحرفة وشاذة في حياتهم الخاصة والعامة يزعمون أنها ديانة ربانية. ولماذا يعتقدون أنهم على حق والآخرين على باطل ويجب قتلهم !! كيف أصبح الحق لديهم هو التدليس والهزيان والهوس الديني وقتل الآخرين وسلب ونهب ممتلكاتهم.

لماذا لا يجدي أبدا الحوار معهم لأنه كالحوار مع البغبغات (الإسم منسوب إلى الببغاء). فهل يوجد إنسان لديه ذرة من عقل يحاور بغبغاءً حتى و ان كان الأخير يبغبغ باللغة العربية الفصحى بطلاقة؟

المشكلة الحقيقية لدي المتأسلمين ليست في هذا كله ولكنها في تربيتهم وتعليمهم. فالمولود المتأسلم يتعلم منذ نعومة أظافره أن يفكر في ديانته بأسلوب ملموس فقط، ولا يفكر ، ويجب ألَّا يريد أن يفكر فيها بأسلوب مجرد، لأن في ذلك تهديدًا صارخًا لديانته نفسها ولسدنتها الذين يقتاتون من الاتجار فيها.

ما هو إذن التفكير الملموس و التفكير المجرد، وما صلتهما بالديانة الإسلاموية ؟
يقول عالم النفس السويسري جان بياجيه إن هناك نوعين من التفكير، التفكير الملموس والتفكير المجرد.
التفكير الملموس يعني بالأشياء الملموسه مثل أوزان المواد او أحجامها. فعلى سبيل المثال، الفكرة الملموسة تقول: اذا رميت حجرًا في وعاء به ماء، فإنه سوف يسقط الى القاع. بينما التفكير المجرد فيخص الأفكار المجردة الغير ملموسه. فالفكرة الملموسة في المثال السابق يقابلها بشكل مجرد: إن الحجر سقط إلى القاع لأن كثافته أعلى من كثافة الماء، ولا تطفو على سطح الماء إلا المواد التي كثافتها أقل من كثافة الماء. الكثافة شيء مجرد لا يمكن لمسه باليد أو إدراكه بالحواس.
وقال عالم النفس بياجيه: أعتقد أن الفرق واضح بين الفكرتين اللتين تصفان ظاهرة واحدة ولكن بمستويين مختلفين؟
جميع العلوم تعتمد على الفكر المجرد حتى و ان كانت تتعامل مع ماديات ملموسة أو محسوسة مثل السوائل و الغازات. وعلم الرياضيات يعتبر فكر تجريدي بحت، فإذا قلت 1 + 1 = 2، فإنك لا تستطيع أن تلمس هذه الأرقام بيدك، ولكنك تستطيع بعقلك أن تستخلص منها دلالات معينة. ولذلك يُعَدُّ أم العلوم جميعها، فجميع العلوم تعتمد على الرياضيات بشكل او بآخر.
أنظر المقال بعنوان:
Child Psychologist Jean Piaget
على الموقع التالي:

http://content.time.com/time/magazine/article/0,9171,990617,00.html

عندما يولد الإنسان العادي بوجه عام، يكون مبرمجًا على التفكير الملموس المرتبط بالحواس، ولا يمكنه بلوغ التفكير المجرد دون التعليم النظامي الممنهج. و هذا ما يميز تفكير راعي الغنم الأمي في صحراء نجد أو الحجاز أو أي مكان آخر في العالم عن تفكير عالم الفيزياء الحاصل على جائزة نوبل. قد يكون الإثنان بنفس مستوى الذكاء جينيا لكن الأول أمضى حياته في المشي خلف الأغنام فلم يلاحظ الا الملموسات، بينما الثاني حصل على تعليم نظامي متطور و معقد و هذا ما يميز الذكاء الفطري المرتبط بالجينات عمَّا يسمى بـ التفكير المعقد.

ويمكن في هذا الشأن تشبيه العقل البشري بالكمبيوتر، فالإنسان يأتي إلى العالم ومعه نظام تشغيل لا يتعامل سوى مع الملموسات فقط، اما نظام التعامل مع الأمور المجردة، فيلزمه "سوفت وير" اضافي لا بد ان يشتريه من السوق و قد يكون مكلفًا جدّا، إذ يتوقف الأمر على أهميته وفائدته. هذا "السوفت وير" الإضافي هو التعليم النظامي الممنهج.-

وعندما تغيب القدرة على التفكير المجرد تنتشر الخرافة والهزيان، فيبدأ الإنسان في التعامل - مثلا - مع الظواهر الطبيعية وكأنها أشياء ملموسة وافعال بشرية، فالرعـد هو غضب من الله والمطر هو رضا الله ومحمد مات لأن عزرائيل قبض على روحه والشمس كسفت لأن الله مزاجه متعكر جينئذ، ولا بد ان نركع له ونسجد، والمصائب التي تحل بِنَا هنا وهناك ما هي إلا اختبار من الله لإيماننا ... وهكذا. الأديان جميعها، سواء كانت أرضية أو سماوية، تعمل بهذا الأسلوب، لأنها نشأت في بيئة بدائية غاب عنها العلم و التعليم و معهما غاب التفكير المجرد. الديانات تتعامل مع المجرد على انه مادي ملموس. فالحجر الأسود ليس بقايا نيزك مكون من الكوارتز المصدوم انما هو حجر سقط من العرش الإلهي أو أنه من الجنة، وكان لونه ابيض كالحليب واسودَّ بسبب حيض النساء أو خطايا البشر. وأن الله له عينان وأذنان وفم ...... ويستوي على عرشه مثل ملك زنجبار. ليوزع الأرزاق ويعطي الملك لمن يشاء وينزعه ممن يشاء وينصر من ينصره ويخزي من ينكره وهكذا....
من الصعب جدا على المتأسلم أن يفكر بتجرد، لأنه مبرمج على هذا التفكير الملموس منذ صغره. فلا عجب أن تكون علوم كالرياضيات والفيزياء من أصعب العلوم لديه، لأنه لا يراها بعينيه ويلمسها بيديه. وفي دولة الجهل المقدس مثل يقال في كل المناسبات هو: لي ولد يقرأ بمعنى أنه يريد الشيء جاهزًا مجهزًا، لا يهمه كيف يتم، وما إذا كان يتم بعناء أم لا.

وإذا سألت المتأسلم عن اسهل مادة بالنسبة له، والتي لا تحتاج الى مذاكرة ولا دروس خصوصيه ولا يرسب فيها احد؟ بل ولا تحتاج إلى تعليم ولا إلى معاهد أو جامعات على الإطلاق، فإن جوابه بالتأكيد وبلا منازع سوف يكون: التربية الإسلامية. لماذا؟ لأنها متفقة تماما مع برمجة مخه المبكرة، وانا هنا لا اتحدث عن حفظه لأيات قرآنية منذ الصغر او لأنه يبغبغ بها يوميا عدة مرات، ولكنني أتحدث عن أن الإسلام بقرآنه و حديثه و تفسيراته جميعها صيغت بأسلوب ملموس بحيث يسهل فهمه على الأطفال والجهله وحدهم.
فكيف نشأ الكون؟ الإجابة بسيطة وسهله! الله جلس على عرشه و بنى السماوات والأرض بيديه و استغرق المشروع منه سبعة ايام.
الآن عزيزي القارئ يمكنك مقارنة الفكرة الملموسة السابقة بنظرية البج بانج Big Bang أو الإنفجار العظيم التي بنيت على الفكر المجرد من الرياضيات والفيزياء، أيهما اسهل؟ الفكرة التي تتطلب تعليمًا مضنيًا وعاليًا جدا، يستغرق سنوات بعد الجامعة، أم الفكرة الأخرى التي لا تحتاج إلى تعليم أو على الأكثر التعليم الإبتدائي فقط؟
اعتقد ان الأمر واضح.

لقد قامت الشريعة الإسلاموية بكاملها على التفكير الملموس أو المحسوس، فركزت على إشباع الحاجات الأساسية لدي بدو الصحراء الجهلة خاصة الأكل والشرب وما يتبعهما من السلب والنهب والقتل، وتوزيع الغنائم، وأفاضت في فقه النكاح وما يتبعه من ملكات اليمين واعتبار المرأة كائنًا نجسًا كالكلب الأسود وشهادتها وميراثها نصف الرجل، ويجب ضربها إذا امتنعت عن نكاح زوجها لها، وأن تحفظ فرجها أو ترجم حتى الموت .......... إلخ.
ولأن هذه الديانة قائمة على هذا التفكير، تجد كلَّ ما هب ودب يتكلم ويفتي فيها ويدعي أنه أعلم العلماء جميعا، فمثلا الشيخ محمد المنجد الذي افتى بقتل ميكي ماوس؟ أعلى شهادة يحملها هي الثانوية الصناعية بتقدير جيد. ولما لا. فبضاعته مجرد هزيان كلام يقال انه وحي يوحى قاله راعي غنم في صحراء الحجاز تحول الى تاجر ومن ثم إلى نبي وقاتل وزاني، رغم موته قبل 1400عام.

ولقضاء وقت الفراغ وشغل أيام الكسل المملة والهروب من الهزيان الإسلاموي المكثف في شهر رمضان. أقترح على القرَّاء الأعزَّاء أن يفتشوا عن المؤهلات العلمية وأأكد على العلمية الحقيقية لأي شخص يقدم نفسه على أنه عالم دين بداية من النبي محمد مرورا بخلفائه والشيخان البخاري ومسلم وصولا إلى إبن باز والخميني والسيستاني والقرضاوي والشعراوي والطنطاوي حتى شيخ الأزهر نفسه. وأن يقولوا لنا ما إذا كانت لقب الدكتوراه الذي يحمله الكثيرون منهم الآن، وهو لقب لأعلى شهادة علمية في العالم، وقد أخذوها لأبحاثهم في فقه الحيض والنفاس أو فقه المرحاض أو فقه الفسا والضراط أو فقه الزنا والنكاح أو أي فقه إسلاموي آخر، هل لأبحاثهم هذه أدنى صلة بالعلم ؟؟؟!!
إذن ماذا ننتظر من المتأسلمين إينما وجدوا غير ما يراه العالم اليوم بأم عينه ؟؟؟!!.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن