بعض الأمثلة عن إنحطاط الله الإسلامي، من صحيح مسلم

مالك بارودي
malekbaroudi77@gmail.com

2015 / 4 / 22

بعض الأمثلة عن إنحطاط الله الإسلامي، من صحيح مسلم

وردت في صحيح مسلم أحاديث كثيرة لو عوّضنا فيها كلمة "الله" بإسم أيّ إنسانٍ (علي، حسن، جورج...) لأجمع العالمُ كلّه على أنّه سافلٌ منحطٌّ لا يملك من القيم والأخلاق والمبادئ شيئا يُذكر. لكن، بما أنّ الدّين يُعمي العيون ويُخدّر العقول، لا نجدُ من يُفكّر في هذه الصّورة التي أتتنا بها الأحاديث عن هذا الإله الوهمي الذي لهُ من الأسماء كومةٌ ولا ينطبقُ عليه منها شيء. وإحقاقا للحقّ يجبُ أن نعترف بأنّ الخطأ ليس خطأ مسلم أو البخاري أو رواة الحديث الآخرين، بما أنّ القرآن نفسهُ يرسمُ صورة بائسة ومنحطّة لهذا الإله الذي يتباهى بإتّباعه المسلمون، وقد نخصّص لصورته القرآنيّة مقالا في الأيّام القادمة...

في صحيح مسلم، نقرأ، على سبيل المثال، الحديث التّالي: "حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدّثنا أبو أسامة عن طلحة بن يحيى عن أبي بردة عن أبي موسى قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إذا كان يوم القيامة دفع الله إلى كلّ مسلم يهوديّا أو نصرانيّا فيقول هذا فِكَاكُك من النّار". (كتاب التّوبة، باب قبول توبة القاتل وإن كثُر قتله) وفي الحديث الذي يليه نقرأ: "حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدّثنا عفّان بن مسلم حدّثنا همام حدّثنا قتادة أنّ عونا وسعيد بن أبي بردة حدّثاه أنّهما شهدا أبا بردة يحدّث عمر بن عبد العزيز عن أبيه عن النّبي صلّى الله عليه وسلّم قال: لا يموت رجلٌ مسلمٌ إلا أدخل الله مكانه النّار يهوديّا أو نصرانيّا قال فاستحلفه عمر بن عبد العزيز بالله الذي لا إله إلّا هو ثلاث مرّات أنّ أباه حدّثه عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال فحلف له قال فلم يحدّثني سعيد أنّه أستحلفه ولم يُنكر على عون قوله".

ماهي الصّورة التي تترسّخ في عقل القارئ عندما يقرأ هذه الأحاديث؟ لا أتحدّث هنا عن القارئ المسلم الذي إنغلق دماغه منذ زمن بعيد في وجه أيّ سؤالٍ يتعلّق بالدّين والذي يعتقد أنّ الدّين علمٌ يحتاجُ لشيوخ وفقهاء ولا يحقّ لهُ التّفكير فيه بنفسه، بل عن القارئ الذي يحملُ فوق كتفيه دماغا يشتغلُ ويتساءل ويسأل ويحلّل ويشكّ. ماهي الصّورة التي تترسّخ في دماغه؟ إله متحيّلٌ، ظالمٌ، ينحاز للمسلم على حساب أصحاب الدّيانات والمعتقدات الأخرى، لا لشيء إلاّ لأنّه مسلم... إله طائفي... (وهنا أودّ أن أسوق ملاحظة لكلّ من يتبرّأ من الطّائفيّة في هذا الزّمن الدّاعشي: ربّك نفسه طائفي، فهل أنت أحسن من ربّك؟) إله سيفادي حتمًا الإرهابي المسلم أبا بكر البغدادي خليفة داعش )الذي إرتكب من المذابح والجرائم ما شاء ربّه الخرافي وبإسمه) بيهودي أو نصراني مسالمٍ، لكي لا تمسّ النّار عبدهُ الذي إتّبع دينه (ألم نقرأ في كتاب هلوسات محمّد بن آمنة "إنّ الدّين عند الله الإسلام"؟) وقد يفاديه مثلا بأينشتاين أو بيل غيتس أو فرانك سيناترا...

وهذا حديث آخر من نفس الكتاب ونفس الباب يقول: "حدّثنا محمّد بن عمرو بن عبّاد بن جبلة بن أبي روّاد حدّثنا حرمي بن عمارة حدّثنا شدّاد أبو طلحة الرّاسبي عن غيلان بن جرير عن أبي بردة عن أبيه عن النّبي صلّى الله عليه وسلّم قال: يجئ يوم القيامة ناسٌ من المسلمين بذنوب أمثال الجبال فيغفرها الله لهم ويضعها على اليهود والنّصارى فيما أحسب أنا قال أبو روح لا أدرى ممّن الشّكّ قال أبو بردة فحدّثت به عمر بن عبد العزيز فقال أبوك حدّثك هذا عن النّبي صلّى الله عليه وسلّم قلت نعم".

يا سلام على العدل الإلهي... يغفر للمسلمين كلّ خطاياهم ولكنّه لا يكتفي بذلك، بل يجعلُ تلك الخطايا والذّنوب على اليهود والنّصارى... أيّ عدلٍ هذا؟ ماذا لو فعلها أحدُ القضاة فبرّأ الجاني ووضع العقوبة على المجني عليه؟ هل سنقول أنّ هذا القاضي عادلٌ؟ فإذا كان هذا هو العدلُ الذي يتّصفُ به ربّ الإسلام، فكيف يكون الظّلمُ؟

أيّ إله منحطّ هذا؟ أيّ إله لا يملكُ ذرّة من الأخلاق أو المبادئ أو المنطق؟ أيّ إله مجرم هذا الذي تعبدونه؟

-----------------------
الهوامش:
1.. للإطلاع على بقية مقالات الكاتب على مدوّناته:
http://utopia-666.over-blog.com
http://ahewar1.blogspot.com
http://ahewar2.blogspot.com
http://ahewar5.blogspot.com
2.. لتحميل نسخة من كتاب مالك بارودي "خرافات إسلامية":
http://www.4shared.com/office/fvyAVlu1ba/__online.html



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن