كيف تصبب الجعفريّ عرقا .. خجلا من أفعال حثالة العراق !!

سهيل أحمد بهجت
sohelwriter72@gmail.com

2005 / 9 / 24

عذرا أيُّها الدّكتور إبراهيم الجعفري ، لقد كــان الحق كلّ الحق معك في أن تنصبب عرقا أمام وزير الدّفاع البريطاني ، خجلا و حياء ممّا فعله ســفهاء مقتدى وحثالته القذرون ، إنّ المُهمّة المُلقاة على عاتق الجعفري لهي أصعبُ مهمة ، خصوصا أنّ حزبه ـ أي حزب الدّعوة ـ يضُمّ مجموعة لا بأس بها من المُتطرّفين كـ(( أبو عــلي الأديــب )) و (( جــواد المــالكي )) و (( السّيّد العقيلي )) ، و لو لا وجود الجّعفري و السّيّد ضياء الشكرجي لكنا رأينا حزبا لا يختلف كثيرا عن مُقتدى البعث ، و على الحكومة العراقيّة أن تكون غير متردّدة في قراراتها و تقطع صلتها بالماضي ، بمعنى أنّ قيادييّ حـزب الدّعوة لا زالوا يعيشون نشوة الفلسفة الماركسيّة و أيّام العزّ ، حينما كــان بابا صدّام يذبحهم و يهتك أعراضهم ، أكثر من أيّ حزب عراقي آخر ، و رغم أن هذا الحزب كان أوّل السُّعداء بتحــرير العراق ، و على كُل عراقي شريف أن يفرح بسقوط البعث و أصنامه ، لكنّنا نجد أعضاء مُهمين في هذا الحزب يتناولون تحرير العراق على أنّه (( احتلال )) !! ممّا يعني أنّ هذا الحزب لا يزال ناقصا في انتمائه العراقي ، مثل الأحزاب الكرديّة الّتي لا زالت معلقة بقصص (( العنقاء و الغول و كردستان المزعومة )) ، و مثل حـــزب البعث المصاب بسرطان اسمه الأُمّة العربيّة ، إذ لا زال أعضاء من الدّعوة و المجلس ينظرون إلى (( أبو ســفيان الخامنئي )) كمرجع أعلى ، و لا يهتمون بانتمائهم العراقي ، لو فرضنا مثلا أنّ من مصلحة العراق الاقتصاديّة و السّياسيّة أن يعترف بدولة " إسرائيل " فإنّ هؤلاء سيستشيرون الخامنئي و مجموعته المُنافقة و لا يتصرّفون إلاّ بإذنه ، بالتّالي على شيعة العراق خلق مفاهيم جديدة تُبعد سياسة و مصلحة النّظام السياسي و الشّعب و رفاهيّته عن (( الشّعارات )) و لغة الحُب و البغض ، فنجد الإيرانييّن الآن كيف جوّعوا شعبهم جريا وراء مصالح وهميّة ، كـ(( تحرير فلسطين العروبة )) و التّضحية في سبيل مسجد (( آل مروان ـ قتلة آل البيت ع )) ، و من الواضح أيضا أنّ هناك أطرافا عراقيّة (( مثل مقتدى و بعثه )) يُغازلها الإرهابي الزّرقاوي ، و لكن المصيبة الكُبرى أن كلاّ من هذه الأحزاب الموجودة في السّلطة ، تهادن البعث و أنصاره بينما هم يمطّون ألسنتهم مطـّا في وصف التحرير الغربي بـ( الاحــتلال ) و انتقاد بريمـــر ، أشرف حاكم عرفه العراق ، لقد أسكرهم الكرسي و أعمتهم السّلطة فلم يعودوا يكترثون لدُعاة المصالحة حزب البعث المجرم و مدراء الأمن و المخابرات السّابقين الّذين يسرحون و يمرحون و يعيثون في الأرض فسادا ، كما رأينا السيد ( انتفاض قنبر ) يفعل و هو في مواجهة أحد أكثر دعــاة البعث مقتا ـ كما بُثّ في قناة الجزيرة ، إذ رأينا : (( يضرب دالغات )) كما يقول العراقيّون .." إنّها دالغة الكرسي يا إخوة ، و لست ها هنا بصدد الدّفاع عن ( حــازم الشّعلان ) ، الّذي كان مشبوها لمدحه الإمارات إحدى أكثر الدّول دعما للإرهاب ، لكن من الممكن أن تكون الحملة عليه مسألة انتقام إيراني ، و عندما يصبح السّياسيّون آلات بيد الغير يكون العراق مُهيّئا لا سامح الله للانهيار .



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن