أثر العوامل الاقتصادية و الاجتماعية للأسرة على تعاطي الشاب للمخدرات

محمد تهامي

2015 / 3 / 27

مقدمة :
عرفت المجتمعات الإنسانية منذ الماضي ومازالت تعرف العديد من المشكلات الاجتماعية التي أودت بطاقتها المادية والبشرية، وتقف في طريق تطورها وسعادتها ورفاهيتها و ازدهارها ، ومن بين هذه المشكلات ظاهرة تعاطي المخدرات والتي ما أصابت مجتمعا من المجتمعات إلا وتركت آثارها المدمرة فيه، وانعكست على حياتها الاجتماعية والاقتصادية فلا يمكن أن نتصور أن هناك خطرا يهدد سلامة أي مجتمع وأمنه ويثير المخاوف حول مستقبله كما تفعل المخدرات ذلك أنها تنشر الأمراض والفساد وتقتل من يتعاطاها
حيث أصبحت ظاهرة تعاطي المخدرات، مصدر اهتمام كبير من طرف العلماء و الباحثين لدراسة أسبابها و عواملها و تأثيراتها، فهناك من أرجعها إلى عوامل بيولوجية و نفسية و البعض الآخر يسندها إلى عوامل اجتماعية و نحن كباحثين في علم الاجتماع و بعد القراءة الطويلة في هذا المجال عمدنا في دراستنا هذه الاقتراب من عينة من أفراد متعاطين للمخدرات لدراسة أثر الظروف الاجتماعية و الاقتصادية للأسرة المحيطة بهم في ذلك لأنهم هم الكفلين بمعرفة أسبابها و دوافعها ، حيث ستكون دراستنا ميدانية بحتة من خلال التقرب من مجموعة من المتعاطين محاولين دراسة أثر الظروف الأسرية على التعاطي المخدر
أولا : الاشكالية :
يلعب الشباب دورا هاما في بناء المجتمعات، حيث أنّ المجتمع الشاب هو أقوى المجتمعات؛ لأنّه يعتمد على طاقة هائلة تحركه، وقال الرسول (صلى الله عليه وسلم): "نصرت بالشباب" في إشارة واضحة إلى اهمية الشباب في تحريك المجتمع وتنميته.
وينمي المجتمع التجمعات الشبابية، حيث يتم التعاون على تنفيذ أنشطة تعود بالفائدة على شرائح معينة، كمساعدة الأسر الفقيرة والمهمشة وجمع الدعم المادي والمعنوي لها تهيئة بيئة مناسبة لهم.
كذلك يكون الشباب قادة المستقبل بقوة آرائهم ونضجهم الفكري المقرون بالطاقة والصحة الجسدية السليمة، التي تدفع عجلة التنمية إلى الامام، فبالعلم يرتقوا ويفكروا، وينتجوا، ويساهموا بالعطاء الفكري، ليكونوا قادة رأي عام يؤثروا في مختلف شرائحه.
وهم عماد أي أمة وسر النهضة فيها، وهم بناة حضارتها وخط الدفاع الأول والأخير عنها، ويشاركون في عمليات التخطيط الهامة، واذا ما لاحظنا نجد ان المجتمعات العربية مجتمعات شبابية أي أن الشباب هو السمة البارزة في الدول العربية فنسبة الشباب بلغت " أكثر من 60 بالمئة من عدد السكان الذي يبلغ فيها عدد الفئة العمرية من (15_ 29) سنة 2009 حوالي113مليون شخص حسب تقديرات الأمم المتحدة وهو ما يساوي ثلث مجموع سكان العالم العربي ومنها الجزائر إذ ی-;---;--قدر الشباب من كلا الجنسين 40% للذين يتراوح أعمارهم ما بين 15_ 34 سنة من عدد سكان الجزائر"
لكن تزايد فئة الشباب ومتطلباتهم ورغباتهم وميولتهم وكذا تفاقم مشاكلهم مع خصوصا مع الغزو الثقافي الذي تشهده البلاد فأصبحت هذه الفئة التي كانت بالأمس قوة اقتصادية واجتماعية عبئ تتحمله الدولة والمجتمع من خلال انتشار البطالة والتسرب المدرسي والانحراف والتدخين والسرقة والجريمة والادمان على المخدرات والكحول حيث " قدرت الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث " الفورام " وجود مليون مدمن ومستهلك للمخدرات في الجزائر، في حين أحصى المركز الوطني للدراسات والتحليل الخاص بالسكان والتنمية 180 ألف مدمن على المخدرات و300 ألف مستهلك لها " .
حسب مصالح الأمن الولائي لولاية الأغواط أنه تم خلال الأشهر المنصرمة من هذا العام ( 2014) " تم حجز أكثر من 14 قنطار من الكيف المعالج ومن بين هذه الكمية من المخدرات التي تمت مصادرتها في تلك الفترة توجد 10 قناطير من الكيف المعالج ضبطت في عملية واحدة في شهر أوت المنصرم داخل شاحنة إثر حاجز أمني على محور الطريق رقم (23) والتي كانت قادمة من المغرب ومهيأة للتهريب نحو جنوب الوطن وخلال ذات الفترة عالجت ذات المصالح الأمنية ما مجموعه عشرة ( 10 ) قضايا تتعلق بالمخدرات والتي أسفرت عن إيداع ثمانية (8) أشخاص الحبس المؤقت يضيف المصدر. وتعد الحصيلة المحققة في مجال مكافحة المخدرات " قياسية " بحسب ذات المصدر الأمني مقارنة بحصيلة سنة 2013 كاملة والتي لم تتجاوز الكميات المصادرة 7ر2 كلغ من المخدرات وتم حينها معالجة 16 قضية في هذا الخصوص أودع 15 شخصا الحبس المؤقت من المتورطين فيها. للإشارة فإن التغطية الأمنية لمصالح أمن ولاية الأغواط تشمل حاليا سبع (7) دوائر من أصل 10 دوائر بالولاية فضلا عن تواجد عديد مقرات الأمن الحضري المنتشرة بالتجمعات السكنية الكبرى " .
يرجع العديد من الباحثين أن السلوك الاجرامي أو الغير سوي للفرد يساهم فيه بدرجة كبيرة المحيط الذي ترعرع فيه خاصة الأسرة باعتبارها المؤسسة الاجتماعية والتربوية الأولى المسؤولة عن تنشئة أبنائها التي من خلالها يكتسب ثقافته ويشكل شخصيته ومنه سنحاول دراسة أثر الظروف الاقتصادية والاجتماعية في تعاطي الشباب للمخدرات ، فما هي الظروف الاقتصادية والاجتماعية المؤثرة في اقبال الشباب على تعاطي المخدرات ؟
التساؤلات الجزئية للدراسة :
_ هل لانخفاض دخل الأسرة وقلة الأجهزة المنزلية وكذا ضيق السكن وارتفاع حجم الأسرة سبب في تعاطي الشاب للمخدرات ؟
_ هل للتنشئة الأسرية دور في تعاطي الشاب للمخدرات ؟
_ هل للتفكك الأسري من خلال انفصال العلاقة الزواجية للوالدين سبب في تعاطي الشاب للمخدرات ؟
ثانيا : فرضيات الدراسة :
الفرضية العامة :
يساهم انخفاض دخل الأسرة وضيق السكن وارتفاع حجم الأسرة بالإضافة الى أسلوب التنشئة الأسرية الفاسدة وكذا تفكك الأسرة من خلال انفصال العلاقة الزواجية للوالدين في اقبال الشاب الى تعاطي المخدرات .
الفرضيات الجزئية :
_ يؤثر انخفاض دخل الأسرة و ضيق السكن وارتفاع حجم الأسرة على اقبال الشاب لتعاطي المخدرات
_ تؤثر التنشئة الأسرية الفاسدة في تعاطي الشاب للمخدرات
_ يساهم التفكك الأسري من خلال انفصال العلاقة الزواجية للوالدين الى تعاطي الشاب للمخدرات
ثالثا : أهمية الدراسة : تكمن أهميتها في كونها ترتبط بفئة الشباب ومكانة هذه الفئة في المجتمع سواء من حيث النسبة الكبيرة التي تمثلها كقوة اجتماعية و اقتصادية و ثقافية من جهة ، ومن حيث أنها مستقبل المجتمع وثروته من جهة أخرى
وتتمثل اهمية المشكلة بانتشار المخدرات وتعاطيها خاصة بين فئة الشباب لما فيها تلاميذ المدارس وطلاب الجامعات وظهور انواع جديدة غير التقليدية المعروفة.
رابعا : أهداف الدراسة :
1_ التحقق من صحة الفرضيات
2_ معرفة مدى تأثير المخدرات على المحيط الأسري
3_ الكشف عن العلاقة بين التنشئة الاجتماعية التي يتلقاها الشاب من أسرته وتأثير ظروفها الاقتصادية والاجتماعية وبين سلوك التعاطي للمخدرات والإدمان عليها.
4_ كما تهدف لإبراز مدى أهمية استقرار الأسرة و دورها في عملی-;---;--ة التنشئة الجی-;---;--دة للشباب
و في تحصينهم من تعاطي المخدرات.
خامسا : مفاهيم الدراسة :
1 _ مفهوم المخدرات :
المواد المخدرة هي كل مادة نباتية أو مصنعة منها أو كيمائية أيا كان شكلها سائلا أو أقراصا أو مسحوقا يكون من شأنه تعاطيها حدوث تأثير على الجهاز العصبي المركزي، قد يكون منشطا أو ملهوسا أو منوما أو مسكنا.
وهو مادة كيميائية تؤثر على الوعي والمزاج والفهم نتيجة سوء استخدامها الذي قد يؤثر تأثيرا سيئا في المجتمع
التعريف الاجرائي : المخدرات هي كل مادة من شأنها اذا دخلت الى جسم الانسان تغيره من حالة الى أخرى والتعود عليها سوف يؤدي الى الادمان عليها مما يضر هذا الجسم نفسيا واجتماعيا
2 _ مفهوم التفكك الأسري : هناك من يطلق عليه تصدع الأسرة ويحدث في حالة تعدد الزوجات أو وفاة أحد الوالدين أو الطلاق وهناك من يطلق عليه مصطلح البيوت المحطمة التي يخربها الطلاق أو الفراق أو الموت
التعريف الاجرائي : ونقصد به هو تغير العلاقة الزواجية للوالدين اما من خلال الوفاة أو الطلاق أو اعادة الزواج
3 _ مفهوم الشباب :
ی-;---;--عتبر علماء السكان أول من حاول تقديم مفهوم الشباب مستندی-;---;--ن في ذلك إلى معی-;---;--ار
السن أو العمر الذي يقضيه الفرد في سی-;---;--اق التعامل الاجتماعي، و يختلفون فی-;---;--ما بينهم في
البدای-;---;--ة و نهاية هذا السن حی-;---;--ث يذهب بعضهم إلى أن الشباب هم من ی-;---;--قعون في الفئة العمری-;---;--ة) 15، 35) عاما
المفهوم الإجرائي للشباب: و نقصد بالشباب في هذه الدراسة بأنهم كل جماعة أفراد من
الجنسی-;---;--ن يتعاطون المخدرات و ی-;---;--تراوح عمرهم في حدود 15سنة باعتباره السن الذي ی-;---;--بدأ
فيه البلوغ وهو السن الذي ی-;---;--تفق عليه أغلب العلماء في تحدی-;---;--د بدای-;---;--ة مرحلة الشباب، إلى
غای-;---;--ة السن35 سنة
4 _ مفهوم التنشئة الأسرية :
هي عملية تعلم وتعليم وتربية تقوم على التفاعل الاجتماعي وتهدف إلى إكساب الفرد سلوكا ومعايير واتجاهات مناسبة لأدوار اجتماعية معينة تمكن من مسايرة جماعته والتوافق الاجتماعي معها وتيسر له الاندماج في الحياة الاجتماعية ويبدأ تشكلها منذ اللحظة الأولى التي يره فيها الطفل الحياة ويستمر تشكلها طيلة حياة الفرد
التعريف الاجرائي : هي كل عملية تربية وتعليم يتلقاها الفرد داخل أسرته
5 _ التعريف الاجرائي للتنشئة الأسرية الفاسدة :
حيث لا تمارس الأب أو الأم أو خلالها دوره المنشود في تنشئة وتربية الأبناء وتوجيههم التوجيه الصحيح، وحينما تكون هناك تفرقة ما بين الأبناء في المعاملة، كتفضيل الولد على البنت أو الكبير على الصغير أو غير ذلك، أو عدم مساعدتهم فيما يخص احتياجاتهم الشخصية وتجاهل نجاحاتهم أو استخدام القسوة والضعف في التعامل معهم وقد يكون السبب إهمال تربية الأبناء بصورة تامة أو تدليلهم ومنحهم الثقة الزائدة دون متابعة وإرشاد، والمشكلة تزداد تعقيداً حينما يكون أحد الأبوين أو كلاهما منحرفاً فكرياً وسلوكياً بحيث يؤثر سلباً على الأبناء ويكون عاملاً مساعدة على انحرافهم وانزلاقهم في متاهة تعاطي المخدرات.
الجانب النظري للدراسة :
أولا : المخدرات وأنواعها :
1)_ مفهوم المخدرات :
لغة مشتقة من الخدر وهو ستر يمد للجارية في ناحية البيت، والخدر: الظلمة والخدرة : الظلمة الشديدة، والخادر الكسلان، والخدر من الشراب و الدواء :فتور يعتري الشارب وضعف .
يعتبر المخدر فقدان الإحساس الواعي أو ضعفه وهو عام يشمل الجسم كله
تعريف الأمم المتحدة : هي كل مادة خام أو مستحضرة تحتوي على مواد منبهة أو مسكنة من شأنها اذا ما استخدمت في غير الأغراض الطبية أو الصناعية أن تؤدي الى حالة من التعود أو الادمان عليها ، مما يضر الفرد جسميا و نفسيا وكذا المجتمع
2)_ أنواع المخدرات :
بالرغم من اختلاف الآراء حول المواد المخدرة الا أنها وفي النهاية لا تعدو أن تقسم الى ثلاثة أقسام :
أ _ المخدرات الطبيعية : وهي تزرع كنباتات عشبية أو أشجار
ب _ المخدرات التخليقية أو المصنعة : وهي المواد التي تستخلص من المخدرات الطبيعية الخام بعد اجراء بعض التعديلات الصناعية عليها بإضافة بعض المواد الكيماوية و الالوان
جـ _ المخدرات الاصطناعية : وهي مواد كيماوية الأصل تنتج بواسطة ادخال الغازات الأولية كالكربون ، و الأوكسجين ، و الهدروجين وغيرها من بعض المواد ، مما ينتج عنه مادة تماثل المخدرات الطبيعية من حيث التأثير وما يتبعه من ادمان
ثانيا : الظروف الأسرية المساهمة في ادمان الشاب :
1 _ التنشئة الأسرية الغير سليمة :
عندما تكون عمليات التنشئة الاجتماعية قاصرة و متناقضة وسائبة كأن تعتمد على مبادئ الثواب و العقاب ولا توازن بين أساليب الشدة و اللين في المعاملة و التفاعل مع الصغير أو المراهق ولا تقتضي صيغ الرعاية الاجتماعية المكثفة ولا تهيئ الظروف و المستلزمات الأساسية التي تتطلبها التنشئة الاجتماعية الناجمة والفاعلة فان الصغار و الشباب الذين يمرون في مثل هذه العمليات التأنيسية و التربوية سيعرضون الى الانحرافات السلوكية و التفاعلية المتقاطعة مع قوانين وقيم ومثل مقاييس المجتمع وهنا لا يتعرض الصغار و الشباب فقد الى الضرر بل يتعرض معهم المجتمع أيضا طالما أن انعكاسات الجريمة لا تصي المجرمين وحدهم ، بل تصيب مجتمعهم المحلي ومجتمعهم الكبير ، كما أن أي خلل أو مشكلة يتعرض لها الصغير أثناء مروره في مراحل التنشئة الاجتماعية فإهماله وعدم الاكتراث بموضوع تربيته وصقل مواهبه وتحصيله المدرسي أو اختلاطه بأبناء السوء و المنحرفين كل ذلك يسبب للحدث انحرافات ومشكلات سلوكية تؤثر تأثيرا سلبيا في تفاعلاته اليومية ودرجة تكييفه المتزن مع بيئته الاجتماعية الأمر الذي يقوده الى الجريمة أو ارتكاب الأفعال المشينة المتقاطعة مع قوانين المجتمع وسياقاته السلوكية و التفاعلية
2 _ التفكك الأسري وأثره على تعاطي الشاب للمخدرات
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ) : " كل مولود يولد على الفطرة ، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه " ( رواه مسلم
أ _ التفـكك الأسـري :هو عدم توفر الجو الصالح في محيط الأسرة الواحدة للتربية وتقويم سلوك الأبناء ، هذه الظاهرة تتزايد في مجتمعاتنا مع مرور الأيام أصبحت مأساة .
التفكك الأسـري يدفع الأبناء نحو الانحراف السلوكي نتيجة القلق النفسي في البيئة البيتية وهذا القلق يولد الشعور بعدم الارتياح مما يجعل الأبناء ينحرفون أخلاقياً لينسوا مجتمعهم الصغير ويبحثوا عن مجتمع بديل خارج الأسرة ويكونوا مجتمعاً لعلهم يجدون فيه مالم يجدون عند أسرهم .
ب_ أسـباب التفـكك الأسـري :
_ انشغال الوالدين : السعي الدائم من قبل رب الأسرة لتحسين المستوى المادي لعائلته ، فيكون مشغول طوال اليوم بحجة العمل بدون توقف وبهذه الطريقة يهمل أهم شيء في حياته وهي أسرته التي في حاجة ماسه إلى وجوده جانبهم وبعض الآباء يهملون أبناءهم إهمالا كليا لدرجة أنه لا يعرف ابنه في أي مرحلة دراسية والكثير من الآباء يفضلون الغربة والبعد عن أبناءه بحثا عن لقمة العيش ويصبح ما يربطه بهم مجرد حفنة من المال يرسله لهم من وقت لأخر .
كيف لأب يلهث وراء المال أن يبني شخـصية عـظيمة في ابنه إذا لم يخصص من وقته جزءاً ليجلس معه ، وانشغال الأم لا يقل خطورة عن انشغال الأب ، فالزيارات الاجتماعية تأخذ الكثير من وقتها فهي تتنقل يومياً لزيارة الجارات والأقارب وحضور الأعراس والتجول في الأسواق ..
يصبح الأبناء تائهون لا يجدون الأب يسأل عنهم ولا الأم تساعدهم وتلبي احتياجاتهم فيلجؤون إلى أصدقائهم ويتخذون الصديق كشخص بديل في غياب من يخفف عنهم همومهم .
_ انفصال الوالدين) الطلاق(: " وهو الإعلان الرسمي عن فشل الحياة الزوجية و هو احد المشكلات الخطيرة التي تهدد كيان الاسرة "
يلعب الطلاق دورا هاما في التفكك الأسري ، فغياب إحدى الأبوين يشكل حالة صعبة وأزمة عاطفية للأبناء فتبدأ معاناتهم في ظل هذا التباعد والفراق ، ومما يزيد الطين بله استخدام الأبوين أسلوب العناد والتحريض بحيث ينصب تفكيرهم على المصلحة الشخصية والانتقام بعيدا عن مصلحة أبناءهم فيكون لهذه الحالة نتائج سيئة وقد يصبح مصيرهم الشارع ، فطيش الآباء يدفع ثمنه الأبناء .
_ المشاحنات الزوجية) الخلافات( : الخلافات الدائمة بين الوالدين .. الأم من ناحية والأب من ناحية آخر يخلق جو من التوتر النفسي ويضاف إلى ذلك العنف المنزلي الممارس من الوالد على الزوجة من ناحية وعلى الأبناء من ناحية آخر ، زواج الأب من امرأة أخرى يشكل كل ذلك مأساة للأبناء يعانون من مشاكل نفسية تعيق تقدمهم في مجتمعهم وتؤدي إلى فشلهم الدراسي وانحرافهم
" وقد تكون هذه المشاجرات بناءة أو هدامة من جانب آخر، فالهدامة يستعمل فيها التجريح والقذف والغاية منها تصعيد الموقف والزيادة في حدة التوترات، ومن ثمة يشحن الجو الأسري بالانفعالات السلبية، أما البناءة تتضمن إعادة تحديد الموقف وتفسيرها وتخفيف التوترات الانفعالية وإعادة بناء التوقعات"
ادمان الأبـناء للمخدرات :
انعدام وجود الصلات العاطفية التي تشيع الدفء والاستقرار النفسي بين أفراد الأسرة يحرم الأبناء في سنواتهم الأولى من التكامل النفسي السوي ويؤدي إلى الإحساس بعدم الأمن والاطمئنان النفسي للعائلة ثم المجتمع فيما بعد .
ومع غياب ملجأهم الوحيد يبدؤون في البحث عن البديل في الغالب الرفقة هي البديل في هذه الحالة تلعب دور في تشكيل الجانب السلوكي للأبناء إصلاحاً أو عكسه ، يتعلمون التدخين ، السهر حتى الصباح خارج البيت ، الهروب من المدرسة ، السرقة ، الكذب ، شرب الخمور والمخدرات ، انحراف عام في السلوك والأخلاق وفرض الرأي بعصبية ، عدم احترام من هم أكبر سنا.
منهجية البحث وتقنياته :
أولا_ منهج البحث :
1_المنهج الوصفي : و يعرف المنهج الوصفي بأنه " أسلوب من أساليب التحليل المركز على معلومات كافية و دقيقة عن الظاهرة أو موضوع محدد ، من خلال فترة أو فترات زمنية معلومة ، و ذلك من اجل الحصول على نتائج عملية ثم تفسيرها بطريقة موضوعية " حيث يساعدنا هذا المنهج في دراسة ووصف الأسباب التي أدت الشاب الى تبني سلوك التعاطي المخدرات ، وكذا وصف الوضعية الأسرية و الاجتماعية و الاقتصادية و العلاقات الأسرية سواء بين الوالدين أو بين الشباب و أوليائهم وأفراد الأسرة
2_ المنهج الإحصائي :" يمكن المنهج الإحصائي من التحليل الكمي القياسي للظاهرة المدروسة والاقتراب من الموضوعية والدقة والوصول إلى النتائج العلمية والابتعاد عن الأحكام الذاتية، وذلك من خلال تعاملنا مع الأرقام والنسب، فالمنهج الإحصائي هو عبارة عن مجموعة من الأساليب والتقنيات المتنوعة والمستعملة لجمع المعطيات الإحصائية
وقد يتم توظيف هذا المنهج في الدراسة من أجل محاولة الاقتراب أكثر من الموضوعية والدقة، وذلك باستخدام الكم ، بحيث يتم تحويل المعطيات و البيانات الكيفية الخاصة بالموضوع المتحصل عليها في الجانب الميداني(الاستمارة) إلى بيانات الكمية، وبناء جداول بسيطة ومركبة يتم من خلالها الربط بين المتغيرات ربطا تفسيريا واضحا من أجل قياس وبناء المقارنات السوسيولوجية للوصول إلى تحليلي علمي و موضوعي.
ثانيا : المقاييس الاحصائية المستعملة في الدراسة :
_ النسب المئوية
_ كاي مربع
_ معامل التوافق
_ معامل فاي
ثالثا : العينة وكيفية اختيارها : نظرا لحساسية سلوك تعاطي المخدرات الذي يعتبر مخالفا للشرع و القانون والعرف الاجتماعي فان مجتمع المتعاطين للمخدرات مجتمع منغلق متستر مما يعقد عملية الوصول اليهم و الاتصال معهم لذلك تم الاعتماد على العينات الغير احتمالية وذلك لعدم وجود قاعدة المعاينة لكل مجتمع المتعاطين للمخدرات من فئة الشباب وعليه سنستعين بالعينة الغير احتمالية و المتمثلة في العينة كرة الثلج في عينة كرة الثلج نبدأ باختيار شخص يستوفي المواصفات الموضوعة للاختيار ضمن العينة ثم نطلب منه أن يقترح آخرين بنفس المواصفات ، بحيث سننطلق من عينة من المبحوثين تتوفر فيهم شروط الدراسة من خلالهم نتصل بالأخرين وهكذا فان أفراد مجتمع البحث هم الذين يساعدوننا في بناء العينة " أي أننا نتوجه الى البعض من خلال البعض الأخر الى غاية الحصول على العدد المطلوب كما لو كنا ندفع كرة الثلج " وقد قمت بتوزيع الاستمارات بعد الاتصال بالمبحوثين وكذا بمساعدة بعض الأصدقاء خلال مدة من 10/12/2014 الى 30/12/2014 ورغم ضيق وقت الدراسة الا أنني تحصلت على 52 مبحوث أي 52 استمارة تم الغاء 4 منها لأنها ملئت بنوع من الاستخفاف و وبعض الأسئلة لم يجاوبون عنها كما تضمنت بعض المصطلحات ورسومات منافية للحياء
رابعا : الأدوات المستخدمة : في جمع المعطيات اعتمد على الاستمارة كون المجتمع المدروس هو المدمن بحيث تكون الاداة المناسبة في جمع البيانات و المعلومات
2.1. الاستمارة: هي من الوسائل المنهجية شائعة الاستخدام في جمع البيانات والمعلومات
نتائج الدراسة :
_ أوضحت هذه الدراسة أن هناك علاقة ما بين المستوى الاقتصادي للأسرة و تعاطي الشاب للمخدرات ، نتيجة الحرمان المادي الذي يعانيه أفرادها حيث توصلنا أن الأسر التي عائدها ضئيل يتراوح ما بين 10000_20000 دج عدم تمكن أسر أفراد العينة من تلبية حاجيات أفرادها وذلك بسبب غلاء المعيشة و تعدد حاجيات أفرادها مما ينعكس ذلك سلبيا على الحياة العائلية خاصة الشباب الذين يعوضون هذا التهميش الاقتصادي بتعاطي المخدرات ، كما لا ننس دور التوزيع الفيزيقي للمسكن في توجيه سلوك التعاطي بالخصوص الأحياء الشعبية و الفقيرة حيث توصلنا في دراستنا أنه كلما كان الحي الذي يقطن به الشاب شعبي وقصدير زاد مدى التعاطي والعكس صحيح ، كما أن سوء حال المسكن وضيقه يترتب عليه الاهمال العاطفي للفرد وينعكس ذلك عل شخصياتهم و سلوكياتهم فلا يجدون الراحة والاستقرار في المسكن مما يؤدي بهم الى البحث عن مأوى خارج المنزل و البقاء في الشارع لساعات متأخرة في الليل فيعرضهم ذلك أكثر لرفقاء السوء حيث توصلنا أن هناك ارتباط بين عدد غرف المسكن وزيادة حدة التعاطي حيث وجدنا أنه كلما قلت عدد غرف المسكن زاد الشاب من تعاطيه للمخدرات حيث نجد أن أكبر نسبة شكلت نسبة 79.16% من أفراد العينة أجابوا بأنهم دائما يتعاطون المخدرات مدعمة بسبة 76.19% أجابوا بأن عدد غرف الأسرة 3_ 4 غرف ، وهذا ما يثبت صحة فرضيتنا الأولى و التي مفادها " يؤثر انخفاض دخل الأسرة و ضيق السكن وارتفاع حجم الأسرة على اقبال الشاب لتعاطي المخدرات"
_ كذلك توصلنا أن للتنشئة الأسرية الغير سليمة أثر في تعاطي الشاب للمخدرات وذلك أننا توصلنا أن أكثر أساليب التنشئة هو أسلوب القسوة والشدة شكلت أكبر نسبة 22.91% الذين أجابوا بأن أسلوب التنشئة في الأسرة قائم على القسوة والشدة من خلال التهديد والشتائم البذيئة والضرب البدني والطرد من المنزل ، وكل ما يؤدي إلي إثارة الآلام الجسمية والنفسية للأبناء ولهذه الأساليب أثارها السيئة عليهم ، ويتمثل ذلك في رد الفعل الصادر من الأبناء تجاه أفراد الأسرة والآخرين كالإدمان المخدرات
كما وجدنا أن ردة الفعل ار للوالدين اتجاه سلوك غير سوي لأبنائهم تمثل في المناقشة والاقناع بنسبة 29.16% ثم تلتها نسبة 27.08% أجابوا بأن أبائهم يسامحوهم عند القيام بسلوك غير سوي ، لكن هناك من يتسامح وهذا خطأ يدفع الشاب الى تكرار السلوك والأمر نفسه بالنسبة اللذين يجبروهم على ترك السلوك الأمر الذي يجعل الشاب يقوم بالسلوك عمدا
وتوصلنا أن أغلب الأولياء لا يهتمون عند قيام أبنائهم بسلوك سوي بنسبة 68.75% في حين شكلت نسبة المتبقية 31,25% بأن والديهما يشجعون ويمدحون المبحوث عند القيام بسلوك سوي فعدم الاهتمام واللامبالاة عند قيام الابن بسلوك سوي وجيد لا يشجعه على تكراره ويتخلى عنه ويجعله أكثر اقبالا للقيام بسلوكيات سبيلة
كما أن الوالدين يفرقون ويفضلون أحد أبنائهم عن المبحوثين بنسبة 54.16% في حين أجاب الباقي بأنه ليس هناك تفرقة بينهم وبين اخوتهم بنسبة 45.83%
لأسلوب التفرقة بين الأبناء في المعاملة تأثير سيئ علي شخصيات الأبناء إذ يؤدي إلي أن تنمو شخصيتهم ضعيفة ، وقد أوضحت الدراسة أن التفرقة في المعاملة بين الأبناء تؤدي إلى تعرض الأبناء للعديد من السلوكيات المنحرفة كالمشجرات والاعتداء علي الأخوة والزملاء ويكون أكثر عدونيا وقابل للانحراف كالإدمان الذي يجده متنفس له ، أما فيما يخص معرفة المبحوثين بأمور الدين وجدنا أن أكثرهم لهم معرفة قليلة ثم تلاها الذين ليست لديهم معرفة بأمور الدين وذلك بنسبة 45.83% و 29% على يتضح أن أغلب الشباب لديهم معرفة متوسطة في أمور الدين وهذا ما يعكس التنشئة الأسرية الغير سليمة من طرف الوالدين لأن الآباء هم الذين يربون أبنائهم على اكتساب المعارف الدينية ، ان ضعف الوازع الديني يجعل الشاب أكثر اقبالا على المنكرات والمحرمات كالإدمان ، أما بالنسبة لأداء فريضة الصلاة وجدنا أن أغلب المبحوثين لا يقومون بأداء الصلاة بنسبة 70.83% من المبحوثين أما البقية يأدونها بنسبة 29.16% هذا راجع الى ضعف الوازع الديني بحيث يؤثر على شخصية الانسان و تتولد له عدم مبالاة في قضايا التحريم و ينصرف الى المحرمات والاعتقاد بأنها ليست محرمة كالمخدرات ، وهذا ما يثبت صحة الفرضة الثانية " تؤثر التنشئة الأسرية الغير سليمة في تعاطي الشاب للمخدرات "
_ كما توصلنا أن التفكك الأسري يأثر على تعاطي الشاب للمخدرات حيث وجدنا أكبر نسبة 79.16% بأنهم دائما يتعاطون مدعمين بـنسبة 90.90 % من الذين والديهما مطلقان ونسبة 85.71% من الذين أحدهما معيد للزواج.
فالطلاق ی-;---;--عوق عملية التنشئة الاجتماعية و ی-;---;--وقفها بانفصال الوالدی-;---;--ن ويدهور عملية تكوی-;---;--ن الشخصية الشابة مما يحسس الأفراد بالإهمال و ألا مبالاة و الشعور بالانتقام من الوالدی-;---;--ن و قد ی-;---;--صحب الانفصال أو الطّلاق في معظم الحالات توترا انفعالی-;---;--ن للأطفال مما ی-;---;--عرضهم للانحراف ، كما وجدنا أن علاقة الوالدين داخل الأسرة ومدى التعاطي المبحوثين وجدنا أكبر نسبة 79.16% الذين أجابوا بأنهم دائما يتعاطون مدعمين بـنسبة 94.11 % من الذين والديهما في صراع دائم ونسبة 81.25% من الذين أجابوا بأن هناك توتر أحيانا فأغلب أفراد العی-;---;--نة ی-;---;--سود أوليائهم صراع دائم و علاقة متوترة في بعض الأحيان، مما ی-;---;--عني أن هنالك علاقة سطحية و متوترة تعتري الوالدی-;---;--ن فی-;---;--شكل هذا التوتر و الصراع العائلي المتكرر بی-;---;--ن الوالدی-;---;--ن إقبال الأفراد على تعاطي المخدرات كرد فعل ثوري على هذا الصراع، أو بالتوجه لجماعة الرفاق للتعويض الهدوء و السكينة المفتقدة داخل الأسرة ، كما أن هناك أثر بين تجمع أفراد الأسرة للحوار على مدى تعاطي الشاب للمخدرات حيث شكلت أكبر نسبة 79.16% الذين أجابوا بأنهم دائما يتعاطون مدعمين بـنسبة 85.29 % من الذين أجابوا بأنه ليس هناك تجمع لأفراد الأسرة للحوار ووجدنا أيضا هناك علاقة ما بين علاقة المبحوث مع والديه وأثره على مدى التعاطي حيث شكلت أكبر نسبة 79.16% الذين أجابوا بأنهم دائما يتعاطون مدعمين بـنسبة 95.65 % من الذين أجابوا بأن علاقته مع والديه سيئة حيث ی-;---;--تضح لنا أن أغلب أفراد العی-;---;--نة تربطهم علاقة سيئة مع أباءهم، بحی-;---;--ث أنّ العلاقات السيئة بی-;---;--ن الوالدی-;---;--ْن و أفراد العی-;---;--نة التي تنتج عن الخلافات و المشاجرات المستمرّة تؤدّي إلى سوء تكی-;---;--ّف الفرد وتهيئته للانحراف ، ووجدنا أن هناك علاقة ما بين أثر رقابة الوالدين على مدى التعاطي حيث شكلت أكبر نسبة 79.16% الذين أجابوا بأنهم دائما يتعاطون مدعمين بـنسبة 96.24 % من الذين أجابوا بأن رقابة الوالدين مهملة فأغلب أسر أفراد العی-;---;--نة لا تتابع أبنائها في المحيط الخارجي فهي لا تدرك بأنواع العلاقات و ما الأماكن التي يتوافدون اليها و عدم معرفتهم لطبيعة الجماعات التي يحتكون بها ومن جانب أخر فالأسرة ذات الحجم الكبير لا تتی-;---;--ح لأفرادها الوقت الكافي لمتابعتهم إضافة للعبء المادي الذي يفرضه العدد الكبير من الأبناء، كما أن غی-;---;--اب السلطة الأبوية بسبب الطلاق أو إعادة زواج أو الوفاة في المنزل من شأنها أن تزی-;---;--د من اهمال المراقبة، فقد يخالطون جماعة السوء التي تتوفر لديهم المخدرات فيقعون فريستها وهذا ما يثبت فرضيتنا الثالثة : " يساهم التفكك الأسري من خلال انفصال العلاقة الزواجية للوالدين الى تعاطي الشاب للمخدرات"
التوصيات :
1. ان التربية الاسرية للشباب دورا كبيرا في تحصينه من الظواهر السلبية التي تظهر في المجتمع ومنها الادمان على المخدرات.
2. تشجيع الشباب على مزاولة هواياتهم الرياضية والفنية من خلال منتديات الشباب.
3. اصدار نشرات جدارية واعلانات تلفزيونية تتضمن اثار العقاقير الطبية والادمان عليها واثارها السلبية على الصحة.
4. وضع عقوبات رادعة بحق الذين يتعاطون المخدرات.
الخاتمة :
من خلال كل ما سبق نستنتج أن هناك علاقة وطيدة ما بين العوامل الاقتصادية والاجتماعية للأسرة وتعاطي الشاب للمخدرات وذلك من خلال الحرمان المادي نتيجة للظروف الاقتصادية كانخفاض الدخل أو بطالة الأب بالإضافة الى ضيق سكن ونوع الحي وكبر حجم الأسرة ، تساهم هذه الظروف في اقبال الشاب الى تعاطي للمخدرات نتيجة للضغوط المتنامية الناتجة عن ذلك ، اضافة الى نوعية التنشئة الأسرية الغير سليمة كأسلوب القسوة والتوبيخ والشتائم والضرب وعدم المبالاة والاهمام والتدليل وعدم مراقبة أبنائها و اعطائهم المبادئ الضرورية للحياة و الدين الاسلامي اضافة الى التفكك الأسري نتيجة للطلاق أو الوفاة أو زواج أحدهما كلها عوامل تتظافر مع بعضها لتأثر في الشاب فلا يجد سبيل لراحته واستنشاقه للحياة الا من خلال تعاطيه للمخدرات التي تنسيه همومه على حد تعبيرهم .
قائمة المراجع :
1_ الكتب :
_ موريس أنجرس ، منهجية البحث العلمي في العلوم الانسانية ، ترجمة : بوزيد صحراوي و كمال بوشرف ، دار القصبة للنشر ، الجزائر ،2004
_ سناء خولي، الزواج والعلاقات الأسرية، بيروت، دار النهضة العربية، 1984
_ صفوت درويش محمود، مكافحة المخدرات بالتربية والتعليم، اسكندرية، دار المعارف، 1989
_ عبد الله قازان ، إدمان المخدرات والتفكك الأسري، ط 1، الأردن، دار الحامد للنشر والتوزيع ، 2005
_ أحمد عبد العزيز الأصفر ، عوامل انتشار ظاهرة تعاطي المخدرات في المجتمع العربي ، ط1، الرياض ، جامعة نايف للعلوم الأمنية ، 2004
_ الياسين جعفر عبد الأمير ، أثر التفكك العائلي في جنوح الأحداث ، بيروت ، عالم المعرفة ،1981
_ الخولي سالم ابراھی-;---;--م الخولي، المشكلات الاجتماعی-;---;--ة المعاصرة في المجتمع المصري، ط1 دار الندى للطباعة و النشر، القاھرة،2007
_ عصام الهلالي وخير الدين عويسد، الاجتماع الرياضي ، القاهرة دار الفكر العربي ط 1
_ غازي عناية ، منهجية إعداد البحث العلمي ، دار المناهج،عمانالاردن،2008، ص77
_ عمر الجولاني فاديه، "تصميم البحوث الاجتماعية و تنفيذها" ، المكتبة المصرية، الإسكندرية،(2006)
_ سلوى عثمان الصديقي، انحراف الصغار وجرائم الكبار، اسكندرية، المكتب الجامعي الحديث، 2006
_ محمود حسن ، الاسرة و مشكلاتها ، دار النهضة العربية ، بيروت ،1981
_ محمود شديفات ، الادمان ، الطريق للنشر و التوزيع ، الطبعة الأولى ، عمان ،2005،ص 91.
_ جعفر عبد الأمير الياسين، أثر التفكك العائلي على جنوح الأحداث، ط 1، بيروت، عالم المعرفة، 1981
2_ القاموس :
_ لسان العرب لابن منظور ج
3_ الملتقيات :
_ العايب سليم ، بغدادي خيرة ، التفكك الأسري وأثره على انحراف الطفل ، الملتقى الوطني الثاني حول : الاتصال وجودة الحياة في الأسرة ، أيام 9/10أفريل 2013، قسم العلوم الاجتماعية ، جامعة قاصدي مرباح ، ورقلة
4_ المديريات الولائية :
_ مصالح الأمن الولائي لولاية الأغواط 2014
5_ مواقع الأنترنيت :
- إبراهيم الحيدري ، ثورة الشباب و التغيير الجذري ،http://www.elaph.com/web/opinion/2011/2/629281.html. 2011/04/23 . 5:30
_ بلقاسم حوام ،مليون مستهلك و350 ألف مدمن مخدرات في الجزائر ،2013/12/19
http://www.echoroukonline.com/ara/articles/188799.html




https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن