حشود عاشوراء والاستخدام المزيف لها من قبل قادة الاسلام السياسي..!!

قحطان جاسم
kahttan11@Yahoo.com

2014 / 12 / 14



تخلق الحشود نشوة مزيفة عند الزعماء والقادة السياسيين او الحزبيين او حتى عند الناس العاديين . وحين اهتم القياصرة الرومانيون ببناء ملاعب ضخمة لاجراء شتى صنوف الالعاب والعروض الرياضية والحربية، كانت في بالهم ما تبعثه صيحات الحشود من هستيريا المشترك، بحيث يغيب الفرد والعقلانية في بحر متلاطم من العاطفة. فاستخدموا تلك المناسبات ،التي كانت تتخللها مذابح انسانية مرعبة ،لتغييب وعي تلك الجماهير عن الذل والعبودية وما تتعرض له من الظلم، وللايحاء بقوة هيمنتهم وجبروت سلطاتهم. وقد استمرت اهمية الحشود حتى عصرنا الراهن. فقد شاهدنا كيف اهتمت النازية في المانيا او الفاشية في ايطاليا، و الدول الشمولية في بلدان الاشتراكية الشرقية سابقا بالاستعراضات الجماهيرية او العروض العسكرية الضخمة. كما استعارت العديد من القيادات السياسية في بلدان العالم الثالث فكرة الحشود كأدوات للتهييج الجماهيري وتعزيز الوهم لديها بنشوة النصر والقوة. ولو اخذنا وضع العراق فاننا نتذكر كيف كانت تخرج مسيرات مليوينة ضخمة تحت قيادة الحزب الشيوعي في خمسينات القرن الماضي ، وتكرر الامر في ظل سلطة الدكتاتور صدام حسين، فخرجت تلك الجماهير نفسها تحييه وترقص له، بل تحول العديد منهم الى ادوات في اجهزته القمعية. واليوم نشاهد معظم هذه الجماهير تساهم في مسيرات ضخمة بمناسبة عاشوراء . واذا كان البعض منها يساهم بفعل اسباب مختلفة منها دينية او نفسية للترويح عن المصائب التي يمرون بها ، فان الغالبية تقوم بذلك بفعل نشوة التحشيد والتهييج الجماهيري. ولم يفت قادة الاحزاب الاسلامية التي سرقت العراق وعبثت بمصيره وتسببت في انهيار الدولة وذلت فقراءه، القيام بتجيير هذه المناسبة لصالحها واستخدام الحشود الدينية لتأكيد وهم وزيف الشعور بالقوة والسطلة والنفوذ. ولان وهم الحشود والتهييج الجماهيري، الذي يغيب الفرد وذاتيته وتفكيره بوضعه المزري وحاله الحقيقية لا يدوم اكثر من فترات قصيرة جدا ، فسرعان ما تنفض هذه الحشود ، ويعود الفرد وحيدا، ليكتشف زيف تلك النشوة المؤقتة وهو يرى عمق المشاكل والمآسي التي تواجهه في الواقع يوميا، بينما يرفل قادته وعوائلهم بحياة آمنة ومرفهة .فمتى تتوقف لعبة التهييج الجماهيري واستخدام الحشود في صنع زيف ووهم القوة والنصر لدى الاحزاب الاسلامية ؟



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن