ذكرى الشهداء وأهمية النضال القاعدي الوحدوي

مصطفى بن صالح
aarrass.most@gmail.com

2014 / 8 / 19

ذكرى الشهداء وأهمية النضال القاعدي الوحدوي
هو ذا الشعار الذي سيؤطر تحركاتنا للاحتفاء بذكر شهداء الحركة القاعدية، حركة الطلبة القاعديين أو النهج الديمقراطي القاعدي، ونخص بالذكر الشهداء: مصطفى بلهواري بوبكر الدريدي وعبد الحق شباضة، جميعهم سقطوا شهداء بعد إضراب عن الطعام، في سجون نظام الاستبداد والاستعباد والاستغلال..القائم بالمغرب، خلال غشت سنة 1984 بالنسبة لمصطفى وبوبكر و89 بالنسبة لعبد الحق.
وبغض النظر عن واقع الحركة التنظيمي الذي أفرز منذ انشقاق سنة 1984، مجموعات وتيارات شتى، يلزمنا كفعاليات وتوجهات قاعدية، معنية بهذا الرصيد النضالي القيم والمشع بتضحيات مناضليه، وإحياء ذكرى الشهداء والتذكير بمساهمتهم المهمة في تجربة الحركة القاعدية..حيث لم تعد البيانات وكتابة الخواطر كافية لتقدير تضحيات من هذا الحجم.
فالشهيد بلهواري مثلا، ليس بالمناضل البسيط الذي مرت تجربته في صفوف "الطلبة القاعديين" بل يعتبر مؤسسا للتجربة في مراكش، حيث لم تكن جامعة القاضي عياض سوى عبارة عن كلية للعلوم وفقط، وبها عمل على تأسيس المجلس القاعدي خلال أول تجربة تنظيمية أوطمية بعد رفع الحظر..نفس الشيء بالنسبة للرفيق شباضة وما له من دور في قيادة الصراع ضد المراجعات الانتهازية التي هدمت الوحدة القاعدية منذ مطلع الثمانينات متجهة نحو التيار البيروقراطي الإصلاحي لمعانقته واختياره كمظلة سياسية لحل أزمة الحركة الطلابية ولإعادة هيكلة إطارها أوطم على نفس النهج وبنفس الرؤية البيروقراطية التي سادت قبل المؤتمر الوطني الخامس عشر، مع كل ما يستلزم من تنازلات مبدئية، نظرية وسياسية داخل الأطروحة القاعدية.
الشهيد بوبكر صقل تجربته داخل الحركة التلاميذية بمدينة مراكش ومن داخل حي الداوديات وأحياء شعبية أخرى، حيث عملت الطلائع التلاميذية التقدمية على هيكلة اللجن الثقافية داخل غالبية المؤسسات الثانوية: الحي المحمدي، القاضي عياض، أبو العباس السبتي، محمد الخامس، سيدي يوسف...الخ وهي تجربة غنية دام تأثيرها وإشعاعها لسنوات، أي منذ موسم 80/79 إلى حدود يناير 84 لحظة الانتفاضة، بعد أن تم الاتجاه لتصفية منابع الشبيبة التقدمية، الطلابية والتلاميذية.
فيجب الحرص على أن يبقى هذا الإرث النضالي، إرثا مشتركا وبألا تطال المنافسة حول الأفكار والمواقف داخل الحركة القاعدية جثث الشهداء..فإذا كانت هناك من ضرورة للمنافسة فيجب أن تكون ميدانية، علاقة بذكرى استشهادهم وما تتطلبه الذكرى من إحياء واحتفاء وتعريف بالشهداء وتقدير لعطاءاتهم وتضحياتهم وفضح في نفس الوقت للنظام الاستبدادي القائم ولممارسات أجهزته القمعية ولجميع من يطبلون لديمقراطيته وإنجازاته الوهمية..الخ.
فهل مازال لهؤلاء الشهداء حقوق علينا كحركة قاعدية؟ وهل مازال لهذا الإرث من اعتبار داخل مسار الحركة القاعدية بكل مكوناتها المناضلة؟
فبالنظر للوجود والتواجد الميداني البين لمجمل التيارات والمجموعات الطلابية ذات الارتباط والانتماء للحركة القاعدية أو النهج الديمقراطي القاعدي _الممانعون، الكراس، التوجه، البرنامج المرحلي بكل توجهاته، الماويون، لا بد من أن ترتبط برامجنا النضالية، بهذا الإرث المشترك، وبأن يقدم لهذه الأجيال المقاومة الآن في الساحة الطلابية كعامل تحفيز، مجمل الانجازات والتضحيات المقدمة باسم وتحت الراية القاعدية.
وحيث الصراع مازال على أشده حول مبدأ العمل الوحدوي لابد وأن يوجه النضالات الطلابية خلال هذه المرحلة بالذات، فلم يعد هناك من مبرر للتهرب من العمل الوحدوي المشترك وللنضال بشكل جماعي من أجل قضايا مشتركة يتقارب فيها الرأي بشكل كبير من لدن الفصائل والمجموعات التقدمية الطلابية الناشطة ميدانيا داخل الساحة الجامعية، يمكن صياغتها كالتالي:
1) قضية الحريات الديمقراطية، بما تعنيه من حرية للتعبير والتظاهر والتنظيم..الخ وبما تتطلبه من مناهضة لجميع أشكال القمع والحصار والمتابعة والاعتقال.. ومن حماية ودفاع عن حرمة الجامعة من أي تدخل قمعي يستهدف التضييق على النضالات الطلابية.
2) قضية الحق في التعليم وفي متابعة الدراسة الجامعية، وما يرتبط بذلك من نضالات طلابية من أجل توفير شروط التحصيل الدراسي في أوضاع أحسن، سواء تعلق الأمر بالمنحة أو بالمطاعم والأحياء الجامعية أو المصحات والفضاءات الترفيهية والثقافية..الخ أو تعلق الأمر بجودة المناهج والمقررات الأكاديمية والعلمية.
3) قضية الحق في المشاركة السياسية، وعدم عزل الحركة الطلابية عن نضالات جميع الفئات والطبقات الشعبية المضطهدة والمحرومة، كنضال لن يستقيم إلا بتحقيق تغيير حقيقي يضمن للمنتجين الكادحين حقهم في إقامة عدالة اجتماعية حقيقية تتجسد فيها المساواة والكرامة والحرية في تقرير المصير بعيدا عن النظام والمنظومة الرأسمالية المبنية على الاستغلال والاستعباد والطبقية.
4) تنظيم هذه النضالات بشكل يجسد هذه الوحدة الطلابية الميدانية، عبر خلق آليات لهذه الوحدة يكون الهدف منها إعادة الروح للإطار التاريخي أوطم من خلال الإبداع وتنويع المبادرات والمحطات، تجسيدا لمبادئ الاتحاد ودفاعا عن قيمه ومنجزاته التاريخية.
5) تكريس الدور التاريخي الذي لعبته الحركة الطلابية التقدمية في احتضان ومساندة القضايا الاجتماعية المتنوعة، العمالية والتلاميذية والطلابية والنسائية والشبابية..الخ عبر تنظيم الأيام النضالية المشتركة أو عبر الإسهام في التنسيقيات المناهضة للغلاء وللبطالة، أو المساندة للمعتقلين، أو المدعمة للقضية الفلسطينية..الخ.
هي ذي النقط التي لا نرى فيها خلافات يمكن اعتبارها جوهرية، وهي نقط يمكن أن تتعزز بأخرى من خلال السيرورة التي سيتخذها هذا المنحى الوحدوي الميداني، إذا ما ابتعد عن الانعزالية و"التكفيرية المذهبية"، يعني اشتراط الوحدة الفكرية وإبعاد التيارات الإصلاحية أو التحريفية..الخ فالصراع الفكري والسياسي يجب أن يبقى مفتوحا فيما بين جميع المكونات الطلابية التقدمية وبالتالي بين جميع المرجعيات الفكرية المناضلة التي تتغيى تأطير نضالات الطلبة في اتجاه يضمن مشاركة الجماهير الطلابية في عملية التغيير وفي نصرة جميع الفئات والطبقات الاجتماعية وفي مقدمتها وطليعتها الطبقة العاملة، المناضلة من أجل تحقيق الثورة الاجتماعية وبناء البديل المجتمعي الاشتراكي.
فعبر الاحتكاك والمقارعة النظرية والسياسية يتقدم النضال الطلابي، ويتوسع مجال الوعي في الوسط الطلابي الجماهيري، ويتاح بالتالي الفرصة لجميع المكونات التقدمية بأن تعبر عن آرائها وتصوراتها وأطروحاتها بكل حرية، في إطار من الصراع الديمقراطي والرفاقي المتكافئ، بعيدا عن التسلط وعن البيروقراطية وعن الإرهاب الفكري والسياسي.
وهي ذي المساهمة التي نراها ضرورية بمناسبة ذكرى شهداء الحركة الطلابية الخالدين والذين انضاف لهم شهيد آخر خلال الأيام الأخيرة الشهيد "مصطفى المزياني" حيث وجب اغتنام الفرصة لتحيين الشعارات والمواقف والبرامج النضالية التي اقتنع بها الشهداء ودافعوا عنها قيد حياتهم بدون هوادة أو تراجع أو انتظارية..الخ.
مجرد اقتراح: السعي لتنظيم وقفة احتجاجية وتنديدية بالقمع المسلط على قيادات النضال الطلابي التقدمي، نقترح بأن يكون توقيتها الذكرى الأربعينية لاستشهاد المزياني ومكانها الرباط أمام البرلمان و موضوعها شهداء الحركة الطلابية يوحدون الفصائل الطلابية التقدمية.
18 غشت 2014 مصطفى بن صالح



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن