معركة كسر عظم

نصر اليوسف
nalyusef@gmail.com

2014 / 6 / 15

منذ أن قام الخميني بثورته، وأعلن استراتيجية "تصدير ثورته الصفوية"، التي غلفها بغلاف الإسلام وآل البيت، دخلتْ منطقتــُنا في نفق مظلم،،،
لقد بدأ الخميني استراتيجيته هذه بحرب على العراق استمرت عقداً من الزمان،
وبالتزامن مع ذلك،
اختلق تقاطعات عقائدية ومصالح مشتركة مع حافظ الأسد، فبسط همينته على سورية،
أوجد حزب الله في لبنان وسلحه فسيطر على لبنان،
استولى كليا على العراق عبر الأحزاب الشيعية التي أسسها وموّلها، ودفع بها إلى العراق بالتزامن مع دخول القوات الأمريكية الغازية.
لعب بعقول زيدية اليمن وشيعة الخليج، فحولهم إلى صفويين، وربطهم ربطاً وثيقا به، ليصبح ولاؤهم ليس لأوطانهم وشعوبهم وقوميتهم، بل لإيران ووليها الفقيه. لدرجة أنك قـلّما تجد شيعيا عربياً ـ في الوقت الراهن ـ ليس تابعاً روحياً وجسدياً لإيران.
هناك بعض العرب الشيعة من يتستر بالعلمانية أو بالماركسية أو بالتقدمية أو باليسارية أو حتى بالإلحاد، لكنك ما أن تتعمق بالنقاش معه، حتى تكتشف حقيقة شيعيته وارتباطه الروحي بإيران...
لم يعدْ مفيداً دسّ الرؤوس في الرمال وتجاهل الوقائع على الأرض.
يجب الاعتراف بأن منطقتنا انقسمت إلى حلفين متناحرين؛
1 ـ عروبي؛ يتألف في غالبيته الساحقة من السنة، لكن دون مرجعية دينية أو دنيوية.
2 ـ صفوي فارسي يمثل السيستاني وخامنئي نواته الصلبة،
ويجب الاعتراف كذلك بأن هذين الحلفين دخلا في مواجهة مفتوحة، في معركة كسر عظم، ومن المؤكد أنه؛
بعد الدماء التي أريقت في العراق ثم في سورية وكذلك في لبنان،
وبعد الدمار الهائل الذي أحدثه الحلف الفارسي الصفوي في هذه المنطقة،
لن تتوقف المواجهة بينهما قبل أن ينتصر أحدهما انتصارا بيـّـناً، وينكسر الآخر انكساراً بيـّناً.
أما التنبؤ بنهاية هذه المعركة، فأمر متروك لكل مراقب ومحلل، وكذلك، للمستقبل القريب.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن