خطة انقلابية بعثية بالتعاون مع منظمات اسلامية في الموصل

عبدالله مشختي
mishexti1@yahoo.com

2014 / 6 / 11

ان ما جرى في الموصل هو حلقة مرتبطة بما جرى ويجرى في مناطق الانبار والفلوجة ،وما تحركهم نحو صلاح الدين ومناطق كركوك الا جزء من مخطط تم العمل عليها منذ مدة ليس بالقليل ،كون الاحداث التى جرت وتجري على الساحة العراقية منذ انسحاب الجيش الامريكي من العراق،وسلسلة الاحداث المأساوية التي مرت بها العراق من تفجيرات وتفخيخات وتصفيات واغتيلات وتدمير خطوط انابيب النفط وضرب البنى التحتية للدولة العراقية،لم تكن تجري من قبل المنظمات الجهادية وحدها كما تطلق على الواقع نفسها ،ولم تكن تتمكن هذه الجماعات ان تتواصل على هذا الطريق والنهج رغم المساندة والدعم التي كانت تتلقاهما من جهات خارجية ان هذه الجماعات لا تملك تلك القاعدة الجماهيرية التي تمكنها مواصلة هذا الزخم من العمليات بدون قاعدة وحواضن تمكنهم على مواصلةهذه العمليات النوعية وادامتها.لولا اعتمادها على دعم داخلي عن طريق خلايا نشطة ونائمة تعمل داخليا لتهيئة ارضية مناسبة لتطوير خططهم وعملياتهم والاستعداد لمرحلة اخرى اكثر تطورا في محاولة للانقضاض على النظام القائم في العراق.من خلال تثبيت اقدامهم في مناطق الانبار ومن ثم نينوى وصلاح الدين وديالى ،وبذلك سيتم تثبيت القوس السني الذي سيحيط بالعاصمة بغداد من الغرب والشرق والشمال ومن المرحلة الاخيرة التي هي تطويق بغداد والتوغل ومن ثم الانقضاض على النظام .
مجموعات داعش كما عهدنا عملياتهم، منطقة معينة فانهم يرتكبون افظع الجرائم من قتل واعدامات وتفجير مؤسسات الدولة وسلب ونهب المواطنين،ولكننا اليوم امام نوع اخر من المسلحين وهو عدم ايذاء المواطنين والاعتداء عليهم والمحافظة على دوائر ومؤسسات الدولة وحراستها وترك الجنود المنسحبين من دون التعر ض لهم ،هذه المواقف ليست م مزايا عصابات داعش الاجرامية ،وان ما صرح به احد مسؤولي هذه الجماعات كما ادعى في احد مستشفيات الموصل وكما كانت تدل هيئته بانه لم يكن من المقاتلين بل كام مواطنا من مدينة الموصل نفسها لانهم سيعنون محافظا من اهالي نينوى يخدم مواطنيها ويدافع عنهم وعن جميع السنة ،تبرز هذه الكلمات معاني ومقاصد كثيرة بانهم من الخلايا البعثية في مدينة الموصل التي كانت من منذ خمسينيات القرن الماضي تعد مدينة شبه بعثية وما احداث ثورة الشواف عام 1959 واحداث 1963 الا ادلة تدل على صبغة البعث على هذه المدينة ،والا لازالت للبعث قواعد وتنظيمات نائمة ونشطة في الموصل .وحسب ما تفيد به الواقائع الجارية الان، ان حزب البعث هي التي اقدمت على هذه العملية التي اخرجت ثاني اكبر محافظة عراقية تعداد سكانها قريبة من 4 ملايين من تحت سلطة العراق ،اذ ليس من المنطقي ان تتمكن مجموعات من الارهابيين مهما يكن عددهم وان كانوا 3 الاف كما ادعوا ،ان يتمكنوا من اجبار اكثر من 60 الف من الجيش والشرطة والقوى الامنية بان يتبخروا خلال يوم بعد مواجهات لم تكن من القوة والشدة ايضا .وان يضطر القادة والضباط الى اخلاء المواقع القتالية وتلك المدينة الكبيرة وترك الدروع والاليات والاسلحة وينهار خلال يوم او يومين ،انه غريب وعجيب شئ كهذا في العرف العسكري والاستراتيجات العسكرية والامنية ،
اعتقد بان حزب البعث الذي اعدت هذه الخطة منذ زمن قد تمكنت من استمالت وكسب العديد من الضباط بين قوى الامنية للنظام العراقي الحالي وضباط الجيش وخاصة من الموجودين ضمن هذه التشكيلات ممن ينتمون الى محافظات نينوى وصلاح الدين وكركوك .وقاموا بتنفيذ الخطة بالايعاز الى القوى الامنية ومؤيديهم في الجيش للانسحاب وعدم القتال .والا كيف نفسر بانه حال اعلان اخبار سيطرة الارهابيين على مدينة الموصل انهارت بقية قطعات العسكرية وهي على بعد اكثر من مائة كم عن مدينة الموصل وفي مناطق اخرى من محافظة صلاح الدين ،ويتزامن الوقت في نفس الساعة بان داعش استولوا على بلدة فلان وفلان وهي بعيدة عن مركز المعارك وهي الموصل.
ولا اعتقد بان قادة عسكريون كبار يتركون ساحة القتال لمجرد الخوف من مجموعات ارهابية وهم محاطون باكثر من فرقتين عسكرتين لو لم يكن هناك شئ اخر يمكن قد احسوا بما يدار وما خطط له .المهم مهما تكن الامور اعتقد بان حظهم هذه المرة ايضا خانهم ولن يتمكنوا من النجاح في مسعاهم وان خططهم سينالها الفشل ولن يتمكنوا من العودة الى حكم العراق لان الشعب العراقي لفظهم وان بقيت لهم مؤيدين بعد ،لان تجربة 40 عاما من حكمهم هي التي اودت بالعراق الى هذا الوضع الذي نراه اليوم .وعلينا ان لا ننسى الدور الامريكي الذي اعلن امس حيث لم يكن متناغما مع ما يجري ،بل كان بالعكس حيث اعلن عن وقوفه الى جانب العراق بقوة .وهذا ما يضعف من مساعيهم وامالهم ولن يتمكنوا ان يحققوا ما يهدفون اليه لو لم تمدهم امريكا بالضوء الاخضر



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن