تاملات طريق الشعب في انقلاب 8 شباط 1963

سيف عدنان ارحيم القيسي
alsaaif2003@YAHOO.COM

2014 / 5 / 19

تأملات طريق الشعب السرية في انقلاب الثامن من
شباط 1963
مرت صحافة الحزب الشيوعي العراقي بمسيرات طويلة وشاقة فمن الشرارة الى القاعدة واتحاد الشعب حتى أصبحت طريق الشعب هي لسان حال الحزب الشيوعي العراقي في عام1963 والتي تصدر بصورة سرية بسبب الإجراءات الحكومية التي فرضت على الحزب الشيوعي العراقي بعد سياسة التراجع التي أتبعت ضده بعد عام 1959.
فأخذت طريق الشعب بين الفينة والأخرى تسلط الضوء على مجريات الأحداث السياسية تبعاً لتتابعها والمستجدات التي تطرأ على الساحة السياسة العراقية فقبل وقع انقلاب شباط 1963 دعت طريق الشعب نظام عبدالكريم قاسم بضرورة الإصلاح الشامل وضرورة اليقظة والحذر لما يشاع من محاولات انقلابية في العراق وصمت لها الأذن دون معرفة الأسباب معللين ذلك بأنها محاولة من الشيوعيين لخلق حالة من الفوضى والارتباك العام وتحققت تلك التأملات بانقلاب الثامن من شباط 1963 فلم يمتلك الحزب الشيوعي الامكانيات العلنية ليعزز تواجده المستمر فاعتمد على بياناته المطبوعة بآلة الرونيو وغيرها التي تؤمن وصول اكثر عدد من بياناته لأعضائه ومؤازريه فطبع بيان الثامن من شباط 1963 والذي دعى الى حمل السلاح لسحق "المؤامرة الرجعية الامبريالية والدفاع عن استقلال شعبنا ومكتسباته".
ولكن قوة قادة الانقلاب التي تمثلت بسيطرته على الجيش القوة الحاسمة لمجريات الإحداث قد مكنتهم من كسب المعركة وسببت للحزب الشيوعي العراقي ارباكاً تنظيمياً عاماً بسبب اعتقال وإعدام قادته وكوادره والتي سببت صدمة كبيرة بين صفوفه.
وفي ظل التحولات الجديدة تمكن بعض قادة الحزب الشيوعي العراقي ممن لم يطالهم الاعتقال وعلى رأسهم جمال الحيدري الذي تمكن من أعادة ربط منظمات الحزب الشيوعي والذين لم تطالهم أيادي الحرس القومي فأعيدت طريق الشعب للصدور من جديد فصدر العدد الأول في اواسط حزيران 1963 والذي بدور أشار الى الأساليب"البربرية"التي اتبعها الانقلابيين بحق ابناء الشعب العراقي"، وإعلانه الحرب البربرية المكشوفة على شعبنا في كردستان متحدية أرادتكم في حل أزمة كردستان سلمياً وديمقراطياً"،أثار هذا البيان بدوره حافزاً لكوادر الحزب الشيوعي العراقي التي تمكنت من اعادة الصلة بالتنظيمات وهذا الأمر ينطبق على قادة حركة حسن سريع الذين بدءوا يفتشون بين ثنايا الركام الذي سببه الانقلاب عن قادتهم من اجل تنسيق العمل بين الجانبين بالرغم من مطالبة مركز قيادة الحزب بضرورة التريث في الحركة لكون الحزب يمر بفترة اعادة صلة الوصل بين تنظيماته التي انفرط عقدها.
وبالرغم من الضربة الأخرى التي تلقاها الحزب الشيوعي باعتقال جمال الحيدري في تموز 1963 فان من تبقى من كوادر الحزب الشيوعي تمكن من طبع عدد ثاني من طريق الشعب مخطوط باليد حمل في وسط صفحته"الحكم العفلقي يقترب من نهايته" مشيراً في الوقت ذاته"لقد تصورت عصابة البعث عفالقة العراق هي بذلك تخدع نفسها باستطاعتها التستر على طابع انقلابها الفاشي الرجعي عن طريق التهريج بالشعارات الديماغوغية"،وعرجت الصحيفة الى ما أشار اليه سلام عادل في رسالته الأخيرة أبان الانقلاب"لابد لمثل نمط هذا الحكم المنعزل ان يجابه نهايته السريعة جداً على يد شعبنا العراقي المجاهد الباسل".
وبالرغم من اقتصار صدور عددين لطريق الشعب في ظروف صعبة لم يمر بها الحزب الشيوعي العراقي في ما مضى لكونه فقد القيادة والقاعدة الجماهيرية في وقت واحد ولكن بعودة سريعة خاطفة لطريق الشعب ابقت ومضة أمل لمن يرنو أن يبقى حزبه قائماً ومحركاً لجماهيره.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن