تخرصات عبد الحسين شعبان

محمد علي محيي الدين
abu.zahid1@yahoo.com

2014 / 5 / 18

قرأت بتمعن كبير ما كتبه الرفيق جاسم الحلوائي عن كتاب عبد الحسين شعبان( النار ومرارة الأمل – فصل ساخن من فصول الحركة الشيوعية) الذي تناول فيه نتف من حياة ومواقف الفقيد عامر عبد الله، ورغم أني لم أطلع على الكتاب الأصلي توقفت لأرى ردة الفعل والرد من السيد شعبان على تساؤلات الحلوائي المشروعة وقراءته الموضوعية للكتاب وتعليقاته المستندة الى وثائق لا يمكن دحضها أو التغاضي عنها، والطريقة المؤدبة في العرض والتحليل وعدم اللجوء الى النابي من الكلام، وهو أسلوب عرف به الشيوعيون عبر تاريخهم الطويل فليس في القاموس الشيوعي ما ينبوا عن الذوق أو يمجه السمع ويتعارض مع المنطق أو يتهاوى في مهاوي الشتم والسب أو الإساءة لأحد، وهو أسلوب – في نظري- فقد بريقه في ظل الانفلات الذي عليه الكثير ممن يكتب هذه الأيام ومنهم السيد عبد الحسين شعبان الذي لا يتورع عن الإساءة والنيل من المحاور بأسلوب عرف به صحفيو الجرائد الصفراء، ولا غرو في ذلك فهو قد تربى في أوساط لا يعيبها أن تنزل لمستويات ضحلة بغية الوصول لغايتها أو تبرير أخطائها.
وعبد الحسين شعبان أكاديمي ولكنه للأسف لا يتحلى بالخلق الأكاديمي المبني على المنهجية والاعتماد على الوثيقة والتحري عن الموضوعية وتجنب الانزلاق الى ما يسيء أو يبتعد عن الحقيقة والواقع، ولكن النرجسية المقيتة وتضخم الذات وطغيان الأنا دفعته لينزلق الى هذا المنزلق الخطير ويلجأ للأسلوب ألشارعي الذي يأنف أفاضل القوم الوقوع فيه أو الانحدار إليه، فقد حاول في رده الطويل توزيع الشتائم وكيل الاتهامات في مختلف الاتجاهات ظنا منه أن هذا الأسلوب سيجعله منتصرا في هذا النزال ناسيا او متناسيا أن المنهجية والعلمية هي خلق، على من يحمل شهادة عليا أن يتحلى به، وأن يكون بمستوى ما حصل عليه من معارف وعلوم، ولكن الأصل "غلاب" لذلك تطفح هنا وهناك ترسبات تعيده إلى أصله وتجعلنا نسير مغمضين خلف نظرية دارون في النشوء والارتقاء.
وما يؤسف له أن عبد الحسين شعبان لا يتأسى بالمثل القائل "إذا كان بيتك من زجاج فلا ترمي الناس بحجر" فنراه دون وعي أو دون شعور بمغبة ما يفعل يرمي بحجاراته هنا وهناك ناسيا أن للناس السن تتكلم وعيون تنظر وتاريخ معروف لهذا أو ذاك، وتاريخ شعبان معروف للقاصي والداني فقد أنجر في تاريخ مبكر من حياته السياسية ليكون عونا للمخابرات العراقية على رفاقه عندما أطلق سراحه بصفقة ليصبح العين التي لا تغمض في رعاية نظام البعث وتزويده بالصغيرة والكبيرة عما يدور داخل الاجتماعات السرية، وعندما لوح النظام للبعض بعظمة خالية من اللحم كان شعبان في مقدمة الراكضين لعضها، وقدم للنظام خدمة جلا عندما أسس مع مجموعة وافقته في الخلق والتصرف ماخورا ليكون منبرا لمحاربة الشيوعية، وعندما تحركت المعارضة العراقية لإسقاط النظام اندس شعبان في صفوفها ليقبض الثمن المضاعف من أسياده في بغداد وأعمامه في واشنطن وتصدر قادة المؤتمر الوطني العراقي الذي يقوده الجلبي ليقبض من السي أي أي الرواتب المجزية وعند انكشاف أمره طرد شر طرده، وموقفه المفضوح في التعامل مع نظام القذافي واستلامه الأموال الطائلة منه، الى غير ذلك من المخازي التي يبحث عنها كما يبحث الغراب عن الفطيسه.
أن رجلا بهذا التاريخ وهذا الماضي المثقل بالعيوب عليه أن ينزوي ويبتعد عن الأضواء ولكنه بما يحمل من صلف ووقاحة لا يتوانى عن الظهور بجديد كل يوم فتارة يحارب الاحتلال الأميركي ويلعن من سار معه ناسيا علاقاته السابقة معه، وأخرى يدعي الشيوعية وهو بعيد عنها عندما أخرج لأسباب معروفة للجميع، وتارة يدعي الوطنية ويقف الى جانب الإرهاب ورعاته ممن أمعنوا قتلا في العراقيين، وقد يدفعه صلفه يوما ليدعي ما ليس فيه وينصب نفسه زعيما للمعارضة العراقية متناسيا ما ملأ جيوبه من فتات النظام العفلقي.
أن رجلا بهذه الصفة كان على الرفيق الحلوائي تركه وعدم التحاور معه رغم علمي أنه من طلب أن يكون للحلوائي رأي في كتابه، ويبدو أنه أمر دبر بليل وأعدت له العدة لينفث شعبان قيحه ويتهجم على الحزب الذي جعل منه دكتورا وصير منه شيئا مذكورا بعد أن كان نكرة لا مكان لها من الأعراب.
كان بودي التوسع ومناقشة أراء شعبان وتخرصاته وفضح أهدافه ومراميه والجهات التي تقف خلفه وتموله وتطبع كتبه، لكن رأيت أن أطوي كشحا عنه وأن لا أدخل معه في سجال يجعلني أكشف الكثير مما لا يسره وعسى أن يتعظ مستقبلا وينصرف لبحثه العلمي إن كان عالما ويترك ما يسيء لحزب أواه وجعل منه شيئا بعد أن كان لا شيء.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن