إمارة قطر..المخطط له اوجه كثيرة

احمد البهائي
f.mrahi@kpnplanet.nl

2014 / 4 / 4

إمارة قطر..المخطط له اوجه كثيرة
قال مسئول أردني رفيع المستوى،" إن زيارة أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى الأردن ، تشكل نقطة تحول ايجابية، للعلاقات الثنائية بين البلدين في كافة المجالات خاصة الاقتصادية منها، وستكون زيارة حافلة بالعديد من الموضوعات الاقتصادية والتي من شأنها تعزيز التعاون بين البلدين في جميع المجالات وعلى وجه الخصوص الاستثمارية والتجارية منها ، مضيفا .. إن قطر وكنتيجة مباشرة للزيارة من المرجح إنها ستفرج عن المنحة التي خصصتها قبل ثلاث سنوات تقريبا للأردن بمقدار 1.25 مليار دولار، ضمن مساهمتها في الصندوق الخليجي لدعم الأردن وبواقع 250 مليون دولار سنويا، والتي لم تسدد مساهمتها حتى الآن به ".

فإمارة قطر تحاول عبثا لعب دورا هو في الحقيقة اكبر منها بكثير ، متناسية عمدا ان هناك عوامل تاريخية وجغرافية وانسانية ، قد تعيق تحقيق هذا الدور، ليس بفعل مؤامرة او اداة خارجية ، بل بفعل قوة الزمن وصفحات التاريخ ، فامراء قطر يدرسون التاريخ ويقرأونه ، ولكن حددت لهم صفحات بعينها منه واختيرت بعناية ، فهم لا يدركون ان هناك قرق كبير بين الحلم والواقع ، فجميعنا نحلم ..ونحلم ولكن كلا على طريقته ، وحسب ما اكتسب من جرعات تربوية وصفات وملامح فكرية بنيوية شخصية ، كلها معا تحدد نوعية الحلم وآلياته ومقتضياته ، والاسوء هنا عندما يكون الحلم على طريقة الاساطير الاغريقية او على الطريقة الشكسبيرية ، فالحلم فيها لكي يتحقق لابد من مواجهة الزمن وابطاله "القدر والتاريخ " والانتصار عليه ، وهذا هو الكابوس والوهم القاتل ، والموت هو النهاية الحتمية .

فحقيقة الامر ان قطر تقوم بدورا فوضويا عبثيا في المنطقة كلها ، لحساب جهات اخرى تستخدمها كاداة لتحقيق مخططها القديم ، الذي اصبح جديدا بفعل من يدعون انهم اشقاء واخوة ومن الاهل والعشيرة ، فالادلة والبراهين واضحة كوضوح الشمس لاتحتاج الى عناء في اثباتها ، فننظر.. ماحدث في العراق ، وما يحدث الان في سوريا ، وماتعانيه مصر ، وماتمر به ليبيا ، والانقسام في اليمن ، والاستقطاب في تونس ، كل ذلك تجد ورائه الصبي المراهق امراء قطر .

ومن هنا نقول ان صبية قطر تربوا وتعلموا وتتلمذوا على يد من خطط لشرق اوسط جديد ، فأسقوهم المخطط وآليات تنفيذه على جرعات مركزة ومقسمة ، عددها بعدد دول المنطقته كلها ، فكل جرعة لها حجمها ومقدارها وكيفية تناولها ، بالامس وجدناهم على ارض المملكة الاردنية الهاشمية الشقيقة في زيارة البعض يقول انها كانت زيارة مرتب لها سلفا ، ولكنها في حقيقة الامر تدخل ضمن برنامج الجرعات السابق ذكره .

فامارة قطر تعلم اهمية الاردن ودورها في المنطقة ، وموقعها الاستراتيجي الذي يزداد اهمية يوما بعد يوم ، فهي تحاول كالعادة في ازدياد رقعة الانشقاق والتمزق ، ويظنون ان باموالهم يمكن تحقيق الحلم ، فعندما يحسون بتقارب ما بين دول المنطقة يهرولون ومعهم اموالهم ، لتحطيم هذا التقارب على سخرة مخطط صانعي الشرق الاوسط الكبير ، وهذا ما يحاولون فعله في الاردن ، فالجرعة هنا مقدمتها اقتصادية من خلال تقديم مساعدات في شكل صفقات ومشاريع ، التي هي في حقيقتها خراب للمنطقة كلها ، والامثلة كثيرة واهمها ومنها محاولتهم الاستيلاء على ممر قناة السويس المصرية لصالح دول المخطط تحت مسمى مشروع تنمية اقليم القناة ، الان هذا ما يحاولون فعله مع الاردن بعد فشلهم في مصر ، وخاصتا ما يريدون ان يقدموه في منطقة البحر الميت من مشاريع ، هدفها ضرب اقتصاديات بلاد عربية رفضت الهيمنة والتبعية ، فمشروع ربط البحر الميت بالبحر الاحمر ومنه بالبحر المتوسط لا يتم الا بموافقة الاردن .

حيث انكشف المستور وظهرت حقيقة العلاقة بين امراء قطر والكيان الصهيونى ، وماتقوم به قطر من اجل تحقيق حلم صهيون في قيام مملكة بيت المقدس الصهيونية الكاملة على ارض فلسطين ، فهم يعلمون مدى العلاقة التي تربط الاردنيون باخوانهم الفلسطنيين ، فمن خلال الجرعة الاقتصادية يتحقق المراد والغرض السياسي ، فالبحر الميت جزء منه في الضفة الغربية والفائدة تعم حسب ما يطرحه مخططهم ، ومن هنا تأتي ورقة الضغط لتساعد في الاستسلام والاعتراف بفكرة الوطن البديل للفلسطنيين ، وتكون الضفة الغربية جزء من الاردن ، وهذ ماتطرحه امارة قطر ولكن ليس بالطريقة التقليدية التي نعرفها فآليات التنفيذ اعدت بعناية وسخرت لها كل الامكانيات ويحاولون البدء بها ، ومن هنا يضربون عصفورين بحجرة واحدة ، وهذا جزء من مخططهم الكبير ، فهم يعضون على اصابعهم ويأكلون السنتهم بعد فشل مخططهم في قطاع غزة بذهاب جماعة اخوان مصر الارهابية ، فجميعنا على يقين الان بان حماس فصيل من جماعة تنظيم الاخوان المسلمين الارهابية ، وما كانت تريده قطر من ضمها (قطاع غزة) لتصبح جزء من الاراضي المصرية بموافقة حماس ، باستخدام الاقتصاد لتحقيق المخطط الكبير ، فسواحل القطاع ومياهه الاقليمية عائمة على كنز من البترول والغاز وهذا هو ما حققته الاقمار الصناعية ، ومن هنا تكون ورقة ضغط وتذوب قضية الدولة الفلسطينية تحت واقع الوطن البديل كما خطط له ، ومن فينا لا يتذكر زيارة امير قطر الشيخ "حمد بن خليفة آل ثاني" وقتها إلى قطاع غزة 23/10/2012 ، والتى انطلقت من معبر رفح المصري ، والعجب عندما سمح له بالزيارة من الجانب الاسرائيلي كأول زيارة من نوعها لمسؤؤل عربي كبير في التاريخ الحديث ، حيث اطلق عليها زيارة تاريخية ، نعم تاريخية لان الهدف منها كان وضع حجر الاساس لبدء تنفيذ المخطط في القطاع .

فكثير من المحللين والمراقبين ، يؤكدون بان الزيارات التي يقوم بها امراء قطر لدول عربية وخاصة الاردن ،تأتي في وقت تواجه فيه قطر شبه عزلة خليجيا، بعد أن أقدمت السعودية والإمارات والبحرين على سحب سفرائها لدى الدوحة بسبب عدم التزام الدوحة بمقررات تم التوافق عليها ، وتتعلق بالتوقف عن دعم الإرهاب والتحريض الاعلامي الموجه لمصر على وجه الخصوص ، والهدف الاساسي منها تحسين صورة الامارة عربيا ، وضمان وقوف الأردن إلى جانبهم في ظل الأزمة السياسية مع دول الخليج ، والوساطة في عودة العلاقات بينهم وبقية دول الخليج ، فهذا ليس بصحيح كما يظن الكثيرون ، فامراء قطر لا يهمهم هذا كثيرا ، لانهم طرحوا إنتمائهم وعروبتهم وراء ظهورهم وسخروا كل امكانياتهم من اجل انجاح المخطط القديم تحت عنوانه الجديد الشرق الاوسط الكبير ، ولكن مالم يعلمه خدام المخطط ان هناك رجال خارج فصيلتهم من نوع لا يقدر بمال ، بإختصار رجال لا يباعون ولايشترون .



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن