صراع الافكار يُنزف العراق دماً

احمد عبد المهدي جواد
alsafi_ahmed@ymail.com

2014 / 2 / 20

صراع الافكار يُنزف العراق دماً
منذ عام 1941 عندما شهدت بغداد اول حادثة اقتتال اهلي في تاريخها حيث قُتل العديد من يهود بغداد واُحرقت منازلهم ومكاتبهم ومحلاتهم وسميت هذه الحادثة بحادثة الفرهود التي طالت محلة التوراة وحسن باشا وغيرها من المناطق وكان سبب هذه الحادثة وكما يقال هو وقوف اليهود ضد هتلر وحزبه النازي اثناء الحرب العالمية الثانية مما ادى بأنصار الحزب النازي في العراق الى القيام بعمليات قتل لليهود. هذه الحادثة لم يتطرق لها العديد من المؤلفين والكتاب وفي الحقيقة تعتبر هذه الحادثة نقطة تحول في تاريخ المجتمع البغدادي. بعد انقلاب 1958 برزت نزعة شعبية جماهيرية جديدة وظهور مصطلحات تنادي بالموت لاذناب الاستعمار والخونة والعملاء وغيرها من الكلمات التي تعبر عن حالة نيكروفيلية اجتاحت المجتمع العراقي تطورت هذه النزعة بعد انقلاب 1963 حيث ادى هذا الانقلاب الى قتل وسحل انصار عبد الكريم قاسم وخاصة الشيوعيين وكان هذا نتيجة الصراع القومي اليساري او الناصري القاسمي. العامل المشترك بين النزعات الثلاثة التي ذكرتها هي اننا نتقاتل فيما بيننا لمصلحة انظمة ورؤساء فالنزعة الاولى قُتل اليهود على اساس وقوفهم ضد هتلر والثانية ادت الى اراقة دماء تحت شعار الموت لعملاء بريطانيا والثالثة نتيجة لاصرار عبد الناصر على قيادة الامة العربية ووقوف قاسم ضده حيث كان قاسم يريد العراق دولة لا اقليم . في السنوات الاخيرة ارى ان نفس السيناريو الذي يولد نزعات جماهيرية يعاد لكنه متمثل بصراع ايراني سعودي على المنطقة والعراق كعادته ساحة معركة والخاسر الاكبر هو الشعب العراقي بكل اطيافه . السؤال هنا الى متى نتقاتل فيما بيننا ونحارب نيابة عن افكار وانظمة لايهمها الا التوسع وفرض سياستها على دولة كالعراق مزقته الحروب والارهاب والطائفية والانظمة التي حكمته . تعددت الافكار والموت واحد تغيرت الانظمة والذبح مستمر اين العراق في خضم هذه المذابح .مايمكن ان اقوله ان الصراع على حلبة السلطة يدفع ثمنه من هو خارج هذه الحلبة . كل الشعب ومنذ عقود ينتظر سماع آذان الفجر الذي سيعلن بزوغ فجر جديد يقطع به مشهد الظلام وانى لهذا الآذان ان يرفع دون وجود مصليين متارصفين الصفوف . بكل بساطة متى كان الشعب يدا واحدة سيكون شعب واحد قادر على انتشال نفسه من حمام الدم.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن