التجارة في مناطق الفصل بين الاديان

ابراهيم الثلجي
ythalji@hotmail.com

2014 / 1 / 30

صليت الفجر وانطلقت مبكرا لشراء البضائع من تل ابيب لبيعها في بلدي من باب المتاجرة الحلال، لانها اساس الحركة المنتجة بالحياة والتي توفر لك مردودا للانفاق على نفسك، واخر يزيد تمارس فيه انسانيتك وتبني سلوكا طيبا عمليا يتنزه عن التغني بفضائل لا لزوم لها ان بقيت في هامش الكلام والمن والرياء باسم التباهي والتفاخر بالاحسان
ركبنا عربية نقل كبيرة مع سائق اعتاد نقل بضاعتي وفي الطريق قبل الوصول كنا نتبادل الحوار واهمه كان دائما لماذا نتسول ونحن اهل البلاد والقادم من بعيد استقوى وكبر.... وساد
وصلنا الى متجر يهودي يدعى حيزي شعرت يوما انه احبني واحترمني بعد ان كان يجحرني بكراهية كلما راني
في الاسواق، فيوما قال لي احدهم من ابناء قومه ان والدته توفاها الله فبادرت بالعزاء...... وانطلقت شحنة محبة وطار العداء
ودعاني للمتاجرة معه بوعد المسايره.........وحسن الاداء
فدخلنا شركة حيزي وقد اجلس ملكات جمال يعملن بالفناء
انتظرنا حتى يفرغ لنا ويدعونا للدخول
دقائق قليلة وحرج من عنده حاخامات طوال عراض سمان
واطل معهم حيزي مودعا وهو بثوب المتدين وعلى راسه القبعة الصغيرة
فتاملت وقلت بنفسي حسبته لا ديني ...فاوجست خيفة ان يغدر بي في بضاعة فاسدة
فاستدار ورحب بي وادخلني المكتب وما ان جلس حتى خلع ثياب الدين ووضع الطاقية التلمودية على الرف وضحك قائلا : عدة الشغل كما ترى فقد كانت صفقة لمدرسة دينية وصار يغني بلكنة مصرية راقصا الشغل يحب الخفية والبيع عاوز طاقية
ونحن نناقش الاسعار ونوع البضاعة كان يجول بنفسي بانهم لا يتغيرون ...يخلطون الدين بالتجارة
ودفعت ثمن البضاعة ولم يعدها...فقلت له عد النقود فقال لا نعد خلفكم.....تعجبت وذهبت ورددت له التحية باحسن منها بالخجل من فحص البضاعة
عدنا لمدينتنا مساء ففي الصباح توزيع وعرض البضاعة
فتحت الصناديق فاذا هي من النوع الممتاز ولكن عليها شارات تشبه الصليب او تكاد
فقلت االتجارة ... في لب البضاعة...... وليس فيما يشبه اشارة
ولكني عرفت ما سر بخس ثمنها
فلم يستطع تسويقها في وسطه الديني فالقاها علي بمغريات السعر
عرضت البضاعة فلم يتناولها احد واعتذر الجميع من لمعان الاشارة
وعرض احد التجار علي ان ساجبر عنك البضاعة بنصف الكلفة عليك لانني ساتكلف في تبديل الاشارة
فكدت ان اقبل وتفكرت...لماذا لا ابيعها لمن يحب هذه الاشارة
فاعتذرت وطرت الى الاب جريس في دير بالمدينة واخبرته بان وقعت علي بضاعة ستعجبه...فراها وقال لقد بارت هذه في وجهك...... وجئت تعرضها بسبب احراج الاشارة
ساخذها منك,,, بنصف السعر,,,, وفقط ساخذ منها الاشارة
فقبلت واخذت الاصل وبعته بسعره الكامل لانتزاع الاشارة، وكانت النتيجة سعر ونصف
فقلت مستغربا هل التجارة بالدين................ شطارة
لو كان الدين واحدا لما حصلت نتيجة للاختلاف تلك التناقضات والفجوات التي كانت هي بعينها مصدر فرق جهد.......وحركة لفرق المناسيب فولدت حرارة وتجارة
فاباطرة القرون ولسنا اكثر منهم فصاحة، ما غابت عنهم هذه الحقيقة عندما بدلوا كلمات الله وحرفوا اديانا بل وقد يكونوا هم من صنعوا الفرق .....لابداع مثل هذه التجارة
فمنطقة الاستغلال هي منطقة ظل الاختلاف التي رسمته ايدي البشر باضافات بشرية افسدت على الناس دينهم الواحد وقطعته بخيوط سكنية، خليط من الاسود والابيض واشارات لا تعني الكثير سوى تضليل البشر



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن