ذاكرة الذهن المغلق !!

فوزية الحُميْد
FAAA-HHH@HOTMAIL.COM

2014 / 1 / 25


الذهنية المغلقة هي الذهنية المنحازة لفكرها, ولذاكرتها المخزنة بالكامل, والعصية على التفكير,ولها وجودها المؤثرفي جوانب مختلفة إجتماعية وسياسية واقتصادية .وهي صادقة مع ذاتها ,ومخلصة مع تنظيماتها التي تفرخ الدواعيش وما أكثرها في مجتمعاتنا العربية ,وأهم صفة لها أنها لاترى غير ذاتها الفارغة إلا من حمقها القائم على الإجرام والذي هو نتيجة طبيعية لثقافة العنف كون الإنسان لايولد مجرمًا ولكنه يتأهل بالثقافة التي تشكله وفي أمتنا العربية المبتلية بآفة الذهنيات المغلقة التي هي الإعاقة الحقيقية الدافعة بمجتمعاتنا لكل هذه المآسي في تنظيمات إجرامية تستتر بالدين وتحيل أفعالها إلى العقل الإسلامي الشامل مجتمعات عديدة لاعلاقة لها بمكونات أية ذهنية في خيرها وشرها . ولأن العقل تكريم للإنسان من الله تعالى, ومن غير المنصف أن ننسب التنظيمات الإرهابية إلى أي عقل إنساني ! كونها تنظيمات لاتمثل سوى ذهنيتها التي هي نتاج ثقافة محددة قوامها التدريب الذي يؤدي فيه المتدرّب الدرس جيدًا بينما المدرّب خارج النّار التي أشعلها بأفكاره ,وذهب بعيدًا يسرح ويمرح وينعم بكل مباهج الدنيا وزينتها ! إنه المارد الهمجي الخارج من القمقم الناقل في ثقافة الاقتتال بسفك دماء الإخوة !و في ذهنية عشوائية ودموية لامساحة للعقل فيها! وحيث يعتبر ديكارت أن هوية الشخص العقل والتفكير .وماتفعله بعض الأنظمة والتنظيمات في مجتمعاتنا العربية لا علاقة له بالعقل بالتفكير! وإنما بشحن الذهنية بالفكر المحدد ! وإخضاع الدين والعلم للإنشاء في فوضى الأفكار والفتاوى على قنوات التواصل الاجتماعي والتي تصنع من الداعية والواعظ مفتيًا ,ومن مدعي الثقافة علماء ومفكرين ! ويتحول الأمر فيما بعد للسباب والشتائم وتبادل الاتهامات ! التي تحل محل النقاش العلمي !والسؤال لماذا حين نعجز عن النقاش نلجأ للقذف والشتم؟ . وحيث انعدام الحوار مع ذهنيات ترى في ترهيب و قتل مجتمعاتها نصرة لها, بل عزة ورفعة والمصيبة حتى الأطفال يُدفع بهم كأشبال لهذه التنظيمات لقد قرأت خبرًا عن الواشنطن بوست بالكشف عن معسكر تدريبي للأطفال الصغار في سوريا تشرف القاعدة عليه! فكيف تسلم الأمومة أطفالها وتسرب عصافير روحها لهذا الدمار ؟ وكيف يدفع الأب بأطفاله في معاقل الظلام خاليًا من ضوء بصيرة ؟ أطفال يموتون ببوابل الرصاص ,وأطفال يتدربون على القتل والترهيب. أية ثقافة هذه التي تقتل مستقبلها ! وتتسابق في سفك الدماء لا في سباق المعرفة والصّرف على البحث العلمي, والكشف عن القدرات الإبداعية وتنميتها ,والاهتمام بالعلماء المبدعيين لا التسابق في خطف الأذهان وشحنها بهذا السواد المدعوم من الذهن التقليدي الذي لايقبل النقد . فضلًا عن إعتباره التحديث الإيجابي قطيعة معرفية مع أن المعرفة تراكمية . أما القطيعة المعنية فتتجلى بوضوح في مشكلة هذا الذهن المغلق العاجزعن التواصل حتى مع المذاهب المختلفة في المعتقد الواحد!! إنها الذاكرة المطمئنة لشحنها دون سواه في تنظيمات التلاعب بالأذهان واختطافها.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن