هل تعود الأحزاب القديمة للحكم في بلدان الربيع العربي ؟

مجدي جورج

2014 / 1 / 10

بعد الثورات التي قامت ضد الأنظمة الشيوعية في نهاية الثمانيات من القرن الماضي في أوروبا الشرقيه في رومانيا وبلغاريا والمجر وألبانيا وغيرها ، عادت الأحزاب الشيوعية المعدلة او ما سمي بأحزاب اليسار الديمقراطي الي الحكم بعد فترة من حكم مجموعة من الأحزاب اليمينية التي كانت قد قامت بالثورة ضد الأنظمة الشيوعية السابقة .
وهذه العودة السريعه للأحزاب الشيوعية القديمة للحكم راجعة لعدة أسباب منها :
اولا هو حنين الناخبين في تلك البلدان للأوضاع القديمة فرغم الظلم والقهر الذي عانت منه هذه الشعوب تحت الحكم الشيوعي الا ان هذا الظلم كان مقبول بمنطق ان المساواة في الظلم عدل فالجميع تقريبا يعيشون نفس المعاناة ونفس الظروف الحياتيه .
ثانيا ان إسراف الأحزاب اليمينية في الوعود برغد العيش للجميع تبخرت مع الوقت ووجد المواطن ان الدولة مع الأنظمة الشيوعية السابقة كانت توفر للمواطن العادي حياة شبه كريمة يتمتع بها غالبية المواطنين بينما مع حكم الأحزاب اليمينية أصبحت هناك فروق رهيبة في مستويات المعيشة فهناك أقليه تعيش حياة البذخ وأغلبية لا تجد قوت يومها .
ثالثا ان الأحزاب الشيوعية عدلت من أوضاعها ونجحت في التخلص من العناصر الفاسدة داخلها وعادت بفكر جديد يقبل بتداول السلطة وحرية الرأي مما أوجد لها قبول عند الناخبين .
والآن اذا نظرنا للأوضاع في دول الربيع العربي وتحديدا في مصر وتونس اللذين سقط فيهما النظام القائم ( استبعدنا اليمن لان النظام الذي فيها لم يسقط تماماً فقد سقط راس النظام ولكن هياكله وآلياته وأحزابه لازالت تحكم ، واستبعدنا ليبيا أيضاً لان نظامها لم يكن يعرف احزاب من قبل وان كان هناك الان حنين لعصر ألقذافي ).
ففي مصر وبعد ثورة يناير نجحت الأحزاب اليمينية ممثله في احزاب التيار الاسلامي وعلي رأسهم الاخوان المسلمين في القفز الي السلطة ولكنهم لنفس الأسباب السابقة التي أطاحت بالاحزاب اليمينية في أوروبا الشرقيه ، نجدهم فقدوا السلطة في مصر سريعا نتيجة الثورة الشعبية في 30 يونيو الماضي. والآن فإننا لا تستبعد باي حال من الأحوال ان ينجح بعض رجال الحزب الوطني السابق في العودة للواجهة مرة اخري وربما يستطيعوا الوصول لمنصب الرئاسة او تشكيل الوزارة ان لم يكن في هذه الانتخابات ففي الانتخابات التالية وذلك بشرط ان يتمكنوا من استبعاد كل العناصر الفاسدة ، خصوصا ان الحزب الوطني المنحل كان به كفاءات وقدرات لا غبار عليها كحسام بدراوي الذي أعلن عن تأسيس حزب الاتحاد او احمد شفيق المتوقع ترشحه للرئاسيات في حالة عدم ترشح الفريق عبد الفتاح السيسي والذي كون حزب الحركة الوطنية .
في تونس وكما في مصر نجحت الأحزاب الدينية ممثلة في حركة النهضة الإخوانية في الوصول للحكم بعد إسقاط بن علي وقد قامت مظاهرات عارمة في تونس ضد حكم الإسلاميين لان المواطن العادي قد كفر بحكم هؤلاء الإسلاميين لتردي الأوضاع الأمنية والاقتصادية والمعيشية ولكن ما حفظ نظام حكم النهضة من السقوط للان هو ذكاء راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة الذي لعب علي الاختلافات بين معارضيه وكذلك لانه تعلم الدرس من سقوط الاخوان في مصر مما جعله يقدم بعض التنازلات في الأوقات المناسبة وهذا ما حفظه من السقوط حتي الان .
ولكن ان استطاع رجال العهد القديم ممثلين في حزب نداء تونس الذي يرأسه الباجي قائد السبسي في تنظيم صفوفهم وفي تنقيتها من الفاسدين فقد يتمكنوا في قادم الأيام من الوصول للحكم نتيجة فشل تجربة حزب حركة النهضة الإخوانية .
مجدي جورج
Magdigeorge2005@hotmail.com



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن