على حسن السعدنى يكتب : دموع مصرية

على حسن السعدنى
alios_2010@yahoo.com

2013 / 11 / 10

يخطيء من يقيّم الأفراد قياساً على تصرفهم في لحظة من الزمن أو فعل واحد من الأفعال
ويسري ذلك على الأمم, فيخطيء من يقيّم الدول على فترة من الزمان, وهذا للأسف
سوء حظ مصر مع مجموعة من الاشخاص الذين لم يعيشوا فترة كفايه بمصر. تلك
الفترة كانت فيها مصر مثل الرجل الكبير تنفق بسخاء وبلا إمتنان وتقدم التضحيات
المتوالية دون إنتظار للشكر من يوم ليوم ومن جيل لجيل مصر بلد العرب مصر منبر علم العالم مصر التى قال الشيخ محمد متولى الشعراوى عنها هى التى صدرت عالم الاسلام الى بلد الاسلام مصر التى بها جامعة القاهرة التى علمت مليون ومائة الف عربى من جميع انحاء الوطن بدون أي رسوم دراسية؟ بل وكانت تصرف لهم مكافآت التفوق مثلهم مثل الطلاب المصريين؟ هى التى كانت ترسل مدرسيها لتدريس اللغة العربية للدول العربية المستعمرة
حتى لا تنهار لغة القرآن لديهم, وذلك كذلك على حسابها؟ هل تعلم أن أول طريق
مسفلت إلى مكة المكرمة شرفها الله كان هدية من مصر؟
حركات النهوض والفكر وتحرر العالم العربي كانت مصر هي صوتها وهي مستودعها وخزنتها وكما قادت رسالة التنوير والادب والشعر والثقافة والفن والحضارة الى العالم كله مصر بلد طه حسين واحمد زويل ونجيب محفوظ وسعد زغلول
وكما تألقت في الريادة القومية تألقت في الريادة الإسلامية. فالدراسات الإسلامية
ودراسات القرآن وعلم القراءات كان لها شرف الريادة. وكان للأزهر دور عظيم
في حماية الإسلام في حزام الصحراء الأفريقي، بل لم تظهر حركات التنصير في جنوب السودان إلا بعد ضعف حضور الأزهر وكان لها فضل تقديم الحركات التربوية الإصلاحية مصر التى حققت انتصار على مدار الدهر على اعدائها كانت تحمل الإرادة الصلبة للخروج من ذل الهزيمة مصر التى حملت بجيشها طعم المرارة الذي حملته لنا هزيمة 67
ولكن دعني أؤكد لك أنها كانت أقسى من أقسى ما يمكن أن تتصور, ولكن هل تعلم
عن الإرادة الحديدية التي كانت عند مصر يومها؟

إن صغر سنى قد حمانى ان وغيرى من الشباب من أن نذوق طعم المرارة

أعادت بناء جيشها فحولته من رماد إلى مارد. وفي ستة سنوات وبضعة أشهر فقط نقلت ذلك الجيش المنكسر إلى أسُود تصيح الله أكبر وتقتحم أكبر دفعات عرفها التاريخ مليون جندي لم يثن عزيمتهم تفوق سلاح العدو ومدده ومن خلفه. بالله عليك كم دولة في العالم مرت ستة سنوات لم ييدرون شياء عن حيتهم سوى مصر وكلمة مصر وترب مصر الحقيقة مصر تحتاج مجلدت لكى تكتب عنها
في أوائل المعركة. انظر كم هي كبيرة أن تطلق الإسم الصغير
هل تعلم انه ليس منذ القرن الماضي فحسب، بل منذ القرن ما قبل الماضي كان لمصر
دستوراً مكتوباً
شعبها شديد التحمل والصبر أمام المكاره والشدائد الفردية، لكنه كم انتفض ضد الاستعمار مصر إن اعتلت اعتل العالم العربي وإن صحت صحوا, والدليل على ذلك من مأساة العراق والكويت, فقد تكررت مرتين في العصر الحديث, في أحداها وظهرت المأساة في مهدها بتهديد حازم من مصر لمن كان يفكر في الإعتداء على الكويت, هل تعلم إن مقادير العالم العربي رهنت العديد والعديد من المرات على قوة مصر إن لمصر قدرة غريبة على بعث روح الحياة والإرادة في نفوس من يقدم إليها. انظر إلى البطل صلاح الدين ما حققه من نصر عظيم انظروا الى تاريخ الفراعنة انظروا الى سماء مصر انظروا الى نيل مصر انظروا الى عزة مصر ارحموا مصر لن يراحمنا التاريخ على ما نفعلة فى مصر الام الكبيرة الطيبة صحابة العزة والكرمة أعيدوا تقييم مصر. ثم أعيدوا بث الإرادة في أنفسكم فالحياة أعظم من أن تنقضي بلا إرادة أعيدوا لمصر قوتها تنقذوا مستقبلكم



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن