دير أبوحنس .. والفتنة القادمة

طارق ناجح
nagehpoet@yahoo.com

2013 / 11 / 10

"دير أبوحنس" .. إسمٌ تتداوله الصحف من وقتٍ لأخر إثر حوادث القتل التي تحدث بالقرية .. والتي نأسف لها جميعاً ..خصوصاً عندما تحدث بهذه الأرض المقدسة التي مرّت بها العائلة المقدّسة ، وأستشهد على أرضها آلاف القديسين " بمدينة أنصنا " ، وعاش على أرضها الأنبا يَحنُس " يوحنا" القصير والعديد من الرهبان ، والذي أكتسبت القرية إسمها منه .
ولابد أنكم سمعتم أو قرأتم عن الحادث الأخير والذي راح ضحيته خمسة أشخاص ، وثلاثة مصابين ، والمتهم فيه خمسة عشر شخصاً من أفراد عائلتي " عمِّي الكبير وأبناء عمومَتِي " . ولست بصدد الدفاع عن أحد ، فذلك مكانه ساحة المحكمة ، وكل من يثبت إرتكابه جريمة سينال العقاب المناسب طبقاً للقانون . ولكنِّي بصدد الحديث عن فِتنة ، للأسف يدعمُها ويرعاها أب كاهن ، وهو أبونا "يوساب" . فهو يُحرِّض الأهالي على التوقيع على ورقة "تمرُّد" لطرد جميع أفراد عائلتي " عائلة النوحَّة " من القرية ، وتشريد عشرات الأسر ، بتركهم لمنازلهم وأراضيهم وأمواتَّهُم بعد مئات السنين ، وبالتأكيد يدعمه أصحاب النوايا السيئة ، والذين يطمعون في بيوتهم وأراضيهم . وهو تصَرُّف لا يليق أبداً برجل دين ، المفروض أنه يدعو للخير والبر والتسامح ، فإما يقول قولاً حسناً ، أو فليصمت ، ولكن أن يسكب الزيت على النار ، ويزرع البُغض والكُرْه في القلوب ، ويَدّعي أننا عائلة دموية وتجار سلاح ومخدرات وأننا يحكُمنا قانون الغاب، وكان عليه أن لا يفعل المِثل وليَدع قانون الدولة يأخذ مجراه ، ونسيَ أو تناسى أننا أيضاً كُنَّا ضحايا العنف والقتل العام الماضي ، حيث قُتِلَ أثنين من عائلتنا .فهذا أمرٌ مُشين ويعاقب عليه القانون الكَنَسِّي ، والمدني. وكان عليه أن يأخذ أبينا الحبيب ، القمص يوأَنس قدوة ومثال يحتذى به ، وهو صاحب المصاب الأكبر ، فقد راح ضحية هذا الحادث إبنه وزوج أبنته ، ورغم ذلك في وعظة الدفن ، قال أنهما في السماء ، وأنه لا يريد مزيداً مِن سفكِ الدماء ، واثقاً في عدالة السماء . وهذا التَصَرُّف ليس بغريب على أبينا القمص يوأَنس الذي نضعه في مصاف القديسين .
لا أتحدَث بصفتي واحد من أفراد عائلة النوّحة فقط ، ولكن بصفتي واحد من أبناء القرية " وإن كنت أعيش بعيداً عنها ما يقرب من سبعة عشر عاماً بِحُكمْ الدراسة ثم العمل " والذي لا يريد أن تتفاقم الأمور ، وأن توغِل الكراهية أكثر وأكثر في الصدور . وأناشد أبينا الحبيب البابا تاوضروس وشريكه في الخدمة الأنبا ديمتريوس أن يتدخلا لنزع فتيل الأزمة قبل فوات الأوان ، وقبل الندمِ علي اللبن المسكوب . كما أحمِّل جهاز الشرطة واجهزته الأمنية مسئولية أي عنف يتعرَض له أي أحد مِن أفراد عائلتي، خاصةً بعد ما أدركه الأهالي مِن تخاذلهم في فرض السيطرة الأمنية .



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن