ذكرتك حين طاب النسيم

الحسين الطاهر
alhussain_altahir@yahoo.com

2013 / 10 / 6

ذكرتكَ حين طاب النسيم
و ذكرتك حين اشتدّ الحرُّ

و ذكرتك حين تجمد الصقيع
فكيف حالك وطني الحُرُّ

و كيف حال ليالينا الجميلة
تلك التي شهدها القمرُ

حين سألتك كيف سافارقك
و باي قلب وطني سأغادرُ

و اجبتني باناشيد اور تحملها
الرياح و ترددها المنائرُ

هنالك تحت النجوم البيضاء
جلستُ على العشب يوما افكرُ

و انهمرت الدموع حين جال
ببالي اني على تركك ربما اجبرُ

و كانني سمعتُ الارواح تقول
لي: ما تدري ما تخبيء المصائرُ

فهل مصيري ان اموت بعيدا
وطني ما هذا الحكم الجائرُ

قد امطرت قبل يومين فذكرتك
كيف القلب على فراقك يصبرُ؟!

و اذكرك ان رأيت الورود
فهل يذكرني عبق وردكِ العطِرُ

حين اكلنا سمكك اللذيذ
و ارسل الينا نسائمه النهرُ

ظننا ان لا حزن في الدنيا وطني
و سينقضي بجنبك العمرُ

اذكر يوما اشتدت فيه الرياح
و هاجت العواصف و انحنى الشجرُ

فخرجتُ الى سطح بيتنا و حينها
احسست كم احبك وطني، هل تذكرُ؟

قد رماني القدر اليوم بعيدا
عنك يا وطني، فماذا انتظرُ؟

أأنتظر قدوم الربيع يوما
و لا ربيع غير ربيعك يُنظَرُ

يا وطني احسّ ان الدنيا صحراء
و لا ارض غير ارضك تزهر

يا وطني احسّ ان الحياة خواء
و ان الفرح فيها يندرُ

و لو سمعتُ نفسي قبل عامين
حين كنت في نهر قُربك ابحرُ

لو سمعت نفسي متشائما
و هذا الكلام عني يصدرُ

لما صدّقت هذي الحياة وطني
و كم فيها التقلب يكثرُ

هل تذكر مسيري فيك و الرياح
على ستائر المحلّات تتكسّرُ

حين انتهت الحرب الاخيرة
حين مشيت و الزجاج متطاير

هل تذكر دراجتي فاني اذكرُ
حين انطلقنا جميعا نلعبُ و نصفّرُ

هل تصدق اني لا زلت اعيش
فيك موطني، ارتاح و اتذمرُ

اعيشك في احلامي موطني و
يا ليت احلامي على الواقع تُنصَرُ

فان اصحو فالى لقاء فاني
اعلم اني على لقياك كل ليلة مثابرُ

و تخيل حال يومي و الشمس تسطع
و نور شمسك في بالي ينتشرُ

فمتى يجمعنا القدر من جديد
موطني، لعله مثلما يكسرُ يجبرُ



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن