الادارة الاستراتيجية

ماجد احمد الزاملي
majidhady415@yahoo.com

2013 / 9 / 10

الادارة الاستراتيجية
التخطيط الاستراتيجي هو النشاط الهادف من قبل القيادة العليا في الدولة والمجتمع المنشأة من أجل تجسيد القرارات الإستراتيجية بالشكل المفصّل وحسب أولويات وامكانيات تنفيذ هذه القرا رات على أساس المعطيات الأولية المحددة التي تعكس الحالة السياسية والإستراتيجية والاقتصادية ودرجة تحضير البنى التحتية للدولة المنشأة وطبيعة المواقف السياسية المحلية والدولية. ينتج عن التخطيط الاستراتيجي إعداد الخطط الإستراتيجية والتي تتألف من عدد من الخطط تتمثل في مجموعة من الوثائق النصية تعبّر عن مجموعة الأنشطة والعمليات المتتالية واللا زمة لتحقيق الأهداف الإستراتيجية. يمكن أن ننظر إلى عملية إدارة الإستراتيجية باعتبارها " مدخلا هادفا ومنتظما لصنع القرارت الرئيسية فى منظمة ما ولكن لا يمكن اعتبار إدارة الإستراتيجية علم مجرد يؤدى فى حد ذاته إلى تحقيق إستراتيجيات دقيقة وصحيحة. ومن هنا فإن القرارت الإستراتيجية مقارنة بالقرارت غير الإستراتيجية التى تعتمد تماما على التخمين تقوم أساسا على معايير موضوعية وتحليل علمى ، وليس على مجرد خبرة الشخص الماضية ، وحكمه ، ومشاعره وأحاسيسه. تقسم عادة وحدة العمل الاستراتيجي الى عدد من الأقسام الفرعيةوالتي يمثل كل منها جانباً وظيفياً محدداً. ومعظم المنظمات تميل الى وجود وحدات تنظيمية مستقلة لكل من الانتاج، التسويق، التمويل، الأفراد وكل وحدة تنظيمية من هذه الوحدات تمثل أهمية بالغة سواء للوحدات أو للمنظمة ككل. وعلى مستوى هذه الوحدات الوظيفية تظهر الإدارة الاستراتيجية الوظيفية. والمستوى الاداري يمثل عملية ادارة مجال معين من مجالات النشاط الخاص بالمنظمة والذي يعد نشاطاً هاماً وحيوياً وضرورياً لاستمرار المنظمة فعلى سبيل المثال تهتم الادارة الاستراتيجية على مستوى وظيفة التمويل بعملية وضع الموازنات والنظام المحاسبي وسياسات الاستثمار وبعمليات تخصيص التدفقات النقدية. وبرغم تفاوت المسئوليات والصلاحيات، فإن الإدارة الإستراتيجية هي ثقافة عامة ينبغي أن تسود المنظمة كلها، ويعمل الجميع بمنطق ومنهجية التفكير الإستراتيجي كل على مستواه التنظيمي وفي نطاق اختصاصه دون أن يفقد الرؤية الشاملة لأوضاع المنظمة وتوجهاتها.كل مديرية من المديريات تضع خطتها لتحقيق الأهداف العامة في منطقتها بإدارة فريق العمل المحلي وبالتعاون مع فعاليات المجتمع المحلي. متضمنة موازنة الخطة ومصادر تمويلها مع إبراز مساهمات المجتمع المحلي وبخاصة ضريبة المعارف التي ستلعب دورا مهما في تمويل الفعاليات التربوية في المديرية التي تحصل الضريبة من سكانها . كما تتضمن الخطة الجدول الزمني لتنفيذ كل فعالية والجهات التي ستقوم بتنفيذها والجهات المتعاونة . وتقوم كل دائرة وقسم في المركز والمديريات بوضع خطتها في حدود تخصصها مبينة فيها الأهداف المرجو تحقيقها واليات عملها والجهات المتعاونة معها وموازنتها والصلاحيات التي تحتاجها لتنفيذ مهام عملها ضمن الخطة والجدول الزمني لتنفيذها. ان الذين تقع عليهم المسئولية الأساسية في تطبيق وتفعيل منهجية الإدارة الإستراتيجية على عاتق الإدارة العليا في المنظمة ممثلة في مجلس الإدارة وفريق الإدارة العليا الذي يضم رئيس مجلس الإدارة والمدير العام والرئيس التنفيذي ومساعديهم من مديري القطاعات والوظائف الرئيسية في المنظمة. كذلك يقع على عاتق فريق الإدارة الوسطى من مديري الإدارات والأقسام ومن في حكمهم من المسئولين التنفيذيين واجبات مهمة في الإعداد لبناء الإستراتيجيات وتصميم الخطط الإستراتيجية وتنفيذها . ان الادارة الاستراتيجية على المستوى الوظيفي لاتهتم بالعمليات اليومية التي تحدث داخل المنظمة ولكنها تضع إطاراً عاماً لتوجيه هذه العمليات ، وتحدد أفكاراً أساسية يلتزم بها من يشرف على هذه العمليات وذلك من خلال وضع الالتزام الاداري بمجموعة من السياسات العامة.
المديرون فى جميع المستويات يلزم أن يستلهموا الهامهم ومالديهم من حدس وإحساس جنبا إلى جنب مع ممارسة عملية إلإدارة الإستراتيجية . فالتفكير الإستراتيجى يمكن بل يلزم أن يكمل كل منهما الآخر . فمدخل إدارة الإستراتيجية يسمح للمدير بوقت أطول للتفكير الخلاق الملهم ، وكذلك فإن التفكير يكشف فى كثير من الأحيان عوامل شخصية مهمة ينبغي أن تؤخذ فى عين الإعتبار رغم أنه قد يكون من الصعب حسابها أو التعبير عنها بلغة الأرقام والكلمات . فجوهر عملية إدارة الإستراتيجية - إذن - هو أنها محاولة لمضاعفة وتعميق الإستفادة بما يجرى فى عقل المخطط الإستراتيجى الملهم من خبرة وتجربة وبصيرة ، ومن علم ومبادئ وأصول منهجية وللحقيقة فإن المرء أصبح أكثر إيمانا بأهمية الموهبة والروح القيادية التى تميز الإدارة الناجحة ، فإن عدمت هذه الأمور فلا يمكننا ان نكون امام ادارة استراتيجية . فكثيرا ما نجد مديرين فى مواقع شتى درسوا الإدارة وعلومها وأصولها ، لكنهم فشلوا عندما تولوا مهمة إدارة موقع من المواقع ، لذا يمكننا القول بإن الإدارة عمومـا وإدارة الإستراتيجية على وجه الخصوص فن وموهبة وبصيرة قبل أن تكون مجرد علم له أصول وقواعد ، وإن كان هذا لا ينفى ما للعلم من أهمية وضرورة ، ولكن الذى يكون أكثر إنتفاعا بالعلم هو الأكثر موهبة وإستعدادا. الإدارة الاستراتيجية هى مجموعة من القرارات والنظم الادارية التى تحدد رؤية ورسالة المنظمة فى الأجل الطويل فى ضوء ميزاتها التنافسية. وتسعى نحو تتنفيذها من خلال دراسة ومتابعة وتقييم الفرص والتهديدات البيئية وعلاقاتها بالقوة والضعف التنظيمى وتحقيق التوازن بين مصالح الأطراف المختلفة. و تعنى الادارة الاستراتيجية ببناء المهارات الإدارية لدى الطالب في مجال تصميم الخطط والسياسات الإدارية في ظل الأجواء التنافسية السائدة.
ان تحقيق الإدارة الاستراتيجية الناجحة يتطلب منها توفر عدد من المقومات الرئيسية منها, خطة استراتيجية متكاملة ، منظومة متكاملة من السياسات التي تحكم وتنظم عمل المنظمة وترشد القائمين بمسئوليات الأداء وأخلاقيات العمل لتحقيق التميز, أسس وقواعد ومعايير اتخاذ القرار، هياكل تنظيمية مرنة ومتناسبة مع متطلبات الأداء وقابلة للتطوير, والتكيف مع التغيرات والتحديات الخارجية والداخلية للمنظمة. بعد الانتهاء من إعداد الخطط واقرارها على مستوى الميدان ترفع إلى المركز ويقوم فريق العمل المركزي بدراستها دراسة مستفيضة ومناقشة الجهة المعنية بتفاصيلها والتأكد من واقعيتها، بعد ذلك يتم إقرارها . ويعمل فريق العمل المركزي على دراسة الصلاحيات التي ستفوض إلى الجهة المعنية بالخطة لتسهيل عملية التنفيذ بالتشاور والتنسيق مع واضعي الخطة وعلى ضوء ذلك تصدر القرارات من أعلى المستويات بتفويض الصلاحيات اللازمة للتنفيذ، بعد الإبقاء بالمتطلبات التنظيمية والفنية. إن تصميم أي نظام للرقابة الإستراتيجية يتطلب خلق آلية في العمل وتكامل بين ثلاثة أنظمة فرعية هي نظم المعلومات الموجودة في المنظمة ، والهيكل التنظيمي المناسب لتطبيق نظام الرقابة الإستراتيجية ، والثقافة التنظيمية كعامل مهم في تحديد طبيعة الرقابة وأسلوبها والأدوات المستخدمة لقياس درجة الانجاز في الأقسام والوحدات التنظيمية. الثقافة التنظيمية هي عبارة عن منظومة من القيم والتقاليد والقواعد التي يشترك فيها أعضاء التنظيم ، حيث أن لكل منظمة أعمال ثقافية خاصة تعبر عن شخصيتها ، والثقافة التنظيمية لا توجد من فراغ وانما تظهر أولا في افراد التنظيم ، ولان الأفراد هم بالدرجة الأ ولى جزء من النسيج الاجتماعي والثقافي الذي تتواجد فيه المنظمة ، لذلك فان هؤلاء الأفراد يجلبون معهم قيمهم وتقاليدهم وعاداتهم التي تساهم في التأثير بالثقافة التنظيمية كما تؤثر في الطرق التي يعمل هؤلاء الأفراد بها . ان محتوى الثقافة التنظيمية له مسببات منها,تأثير بيئة الأعمال بصورة عامة وقطاع الصناعة على وجه الخصوص فمثلا الشركات التي تعمل في صناعات تتصف بالتغيبر التكنولوجي السريع مثل صناعة الكمبيوتر أو الالكترونيات تمتلك ثقافة تنظيمية ترتكز على قيم الإبداع التكنولوجي . و تأثير القادة الإداريين والاستراتيجيين الذين يجلبون معهم نمطا معينا من الافتراضات عندما يرتبطون بالمنظمة ، هذه الافتراضات تستند في معظم الأحيان على التجربة الخاصة لهؤلاء الأفراد ، وكذلك التجربة العملية لهؤلاء الأفراد في المنظمة وما يحملون من خبرة في تقديم الحلول للمشاكل الأساسية للتنظيم. تمثل الأهداف التنظيمية الغايات والنهايات التي تسعى الإدارة إلى الوصول إليها من خلال الاستثمار الأمثل للموارد الإنسانية والمادية المتاحة حاليا وفي المستقبل ، وهي دليل لعمل الإدارة ، وبقدر ما تكون الأهداف التنظيمية واقعية ومعبرة بصورة صحيحة عن قوى ومتغيرات البيئة الداخلية والخارجية للمنظمة بنفس القدر تكون الإدارة أمام فرصة النجاح في تصميم وتطبيق إستراتيجية كفؤة وفعالة ، وتوضع الأهداف في ضوء عدة عوامل مؤثرة منها , علاقات التأثير والتأثر بين البيئة الخارجية والبيئة الداخلية للمنظمة ,القدرة على تحقيق الموازنة بين المنظمة والبيئة كمية ونوعية الموارد المتاحة.
وتختلف الإدارة الإستراتيجية عن التخطيط الاستراتيجي والتخطيط التشغيلي ، فالإدارة الإستراتيجية هي ثمرة لتطور مفهوم التخطيط الاستراتيجي وتوسيع لنطاقه واغناءً لأبعاده ، فالتخطيط الاستراتيجي هو عنصر من عناصر الإدارة الإستراتيجية وليس الإدارة الإستراتيجية بعينها لان الإدارة الإستراتيجية تعني أيضاً إدارة التغيير التنظيمي وادارة الثقافة التنظيمية وادارة الموارد وادارة البيئة في نفس الوقت ، فالإدارة الإستراتيجية تهتم بالحاضر والمستقبل في آن معا، في حين أن التخطيط الاستراتيجي هو عملية تنبؤ لفترة طويلة الأجل وتوقع ما سيحدث وتخصيص الموارد. حيث يشير التفكير الاستراتيجي إلى توافر القد رات والمها رات اللازمة لممارسة الفرد مهام الإدارة ,التنبؤات المستقبلية الدقيقة ، مع إمكانية صياغة الاستراتيجيات واتخاذ القرارات المتكيفة مع ظروف التطبيق . فالتفكير الاستراتيجي لا يقتصر على مهارة اكتشاف ما الذي سيحدث ، وانما هو القدرة على تطوير أفكار خلاقة جديدة . أن من أهم خصائص الأفراد ذوي التفكير الاستراتيجي توافر المهارات لديهم, مثل القدرة على تحليل البيئة الخارجية بما توفره من فرص أو ما ينتج عنها من مخاطر . حيث تمثل الفرص ميزة متاحة يمكن الاستفادة منها ، بينما تمثل المخاطر محددات أو معوقات تواجه المنظمة ، ونظراً لإحساسه بأهمية استشراف المستقبل فنجده يحاول التنبؤ بالفرص والمخاطر المستقبلية وكيفية التعامل معها. القدرة على اختيار الاستراتيجية المناسبة ، فالمدير الاستراتيجي يقوم بحصر الاستراتيجيات البديلة لمواجهة الموقف التنظيمي ، ويقيم كل استراتيجية من خلال تناوله لمزايا وعيوب ومبررات تطبيق كل منها بما يساهم في حسن اختياره لأفضلها .
وفي مجال الإدارة الاستراتيجية المتعلقة بالأفراد نجد أن هذه الإدارة تهتم بسياسات الأجور والمكافأت وسياسات الاختيار والتعيين والفصل وإنهاء الخدمة والتدريب.
ولتنظيم عملية الرقابة والمتابعة من المركز لا بد من تحديد آلية عمل الرقابة . ولا يمكن أن تتم الرقابة والمتابعة بدون المعايير لذا على الفريق المركزي والفرق المحلية العمل على وضع معايير لمستويات الأداء لقياس مدى التقدم في تنفيذ الخطط وتحقيقها للأهداف العامة.
تمثل الأهداف الاستراتيجية النتائج التي تصبو المنظمة إلى تحقيقها في المستقبل ، مثل وصول خدمات المنظمة إلى جميع مناطق الدولة ، تطوير العاملين ، زيادة الإنتاجية إلى مستوى معين. ويفضل أن تكون هذه الأهداف محددة ويمكن قياسها وتحقيقها أي تتسم بالواقعية والانسجام مع الأهداف الأخرى للمنظمة كالأهداف قصيرة الأجل. ولكن في القطاع الحكومي وضع الأهداف الاستراتيجية يعتبر عملية صعبة ؛ حيث أنها تحتاج إلى نظرة مشتركة أو اتفاق لما سوف تكون عليه المنظمة مستقبلاً.
السياسات هي مجموعة من المبادئ والقواعد التي تحكم سير العمل والمحددة سلفاً بمعرفة الإدارة ، والتي يسترشد بها العاملون في المستويات المختلفة عند اتخاذ القرارات والتصرفات المتعلقة بتحقيق الأهداف. ومن المهم أن ننظر إلى السياسات من خلال , المنظمة ، وظائفها ،وعملياتها . أي أن السياسات قد تكون على ,السياسات على مستوى المنظمة وتتضمن السياسات التي تعكس رسالة المنظمة كما أنها تستخدم كمرشد لتقييم استراتيجيات المنظمة ، والسياسات الوظيفية وهي التي تتعلق بالنشاطات والأعمال داخل إدارات المنظمة وتتصف بأنها على درجة عالية من التفصيل والتحديد ،و السياسات التشغيلية التي تهتم بالقرارات التي تتعلق بالعمليات اليومية للمنظمة.
والخطة الاستراتيجية " الخطة الشاملة التي تحدد كيفية إنجاز أهداف المنظمة ورسالتها " وتصنف حسب البعد الزمني المرتبط بها فالخطة قصيرة المدى توضع لإنجاز هدف قصير المدى بينما توضع خطة متوسطة المدى أو طويلة المدى لإنجاز هدف متوسط المدى أو طويل المدى فلا بد أن يتم التخطيط على أساس الأهداف الاستراتيجية وليس العكس ، فالتخطيط يحدد الكيفية التي تؤدي بالوسائل لبلوغ الهدف. تهتم الإدارة الإستراتيجية بتقييم الأداء الكلي للمنظمة من خلال مراجعة الإستراتيجية لأداء المنظمة ككل وبيان مدى النجاح الذي حققته إستراتيجية المنظمة على تحسين الأداء,بالإضافة إلى مراجعة وتقييم الاستراتيجيات على مستوى وحدات الأعمال ومستوى المجالات الوظيفية لكل وحدة إستراتيجية وعند كل مستوى من مستويات الإدارة الإستراتيجية يتطلب تقييم الإستراتيجية اختيار المعايير الملائمة وقياس الانجاز وتحديد الانحرافات وتصحيحها. وفي مجال الإدارة الاستراتيجية المتعلقة بالأفراد نجد أن هذه الإدارة تهتم بسياسات الأجور والمكافات وسياسات الاختيار والتعيين والفصل وإنهاء الخدمة والتدريب.‏
بعد اكتمال صياغة الاستراتيجية يتجه اهتمام الإدارة العليا بعملية التنفيذ وإمكانية تفاعلها واتساقها مع الاستراتيجية الموضوعة ، وتعتبر مرحلة التنفيذ من أهم مراحل الإدارة الاستراتيجية حيث إن التنفيذ غير الفعال للخطط والسياسات يؤدي إلى الفشل ، بينما التنفيذ الصحيح والفعال يؤدي إلى التعويض عن التخطيط غير المناسب. فمن خلال هذه المرحلة يلزم أن تتحول استراتيجية المنظمة إلى أفعال ملموسة ذات نتائج لها دلالتها ، و إلا انتهت جميع الأنشطة المكونة للاستراتيجية الإدارية دون جدوى للمنظمة ، ولإنجاز ذلك لابد من تحديد الأهداف السنوية ، وضع البرامج الزمنية ، وتخصيص الموارد اللازمة لتطبيق الاستراتيجية ، بالإضافة إلى تحديد الإجراءات التنفيذية.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن