التربية غير النظامية بالرشيدية:المعيقات وسبل التجاوز

علي بنساعود
ali_bensaoud@yahoo.fr

2005 / 5 / 12

إن النهوض ببرنامج التربية غير النظامية بإقليم الرشيدية يتطلب مجموعة من الإجراءات المستعجلة، لعل أهمها: خلق تحفيزات مادية ومعنوية للمستفيدين منه، وإعطاء الأسبقية للأطفال المستفيدين في ولوج مراكز التأهيل المهني، وإشراك الأطفال المستفيدين من البرنامج في جميع الأنشطة الاجتماعية والتربوية والثقافية بما في ذلك المخيما ت الصيفية، علاوة على الحرص على الرفع من مستوى المتدخلين في البرنامج عبر تنظيم دورات تكوينية مع وجوب تدخل جميع الفاعلين إقليميا وجهويا للنهوض بسلك الاستدراك، وصرف تعويضات المتدخلين في الوقت المناسب ،وتوفير الوسائل المادية والمعنوية للتتبع والمراقبة.

ومعلوم أن برنامج التربية غير النظامية بهذا الإقليم يعرف العديد من الإكراهات لعل أهمها الفقر المدقع للساكنة، وغياب الوعي بأهمية التعليم لدى شريحة واسعة منهم، ناهيك عن غياب التحفيزات بالنسبة للمستهدفين، والهجرة الناتجة عن سنوات الجفاف المتعاقبة، وتشتت القصور خاصة في المناطق النائية، وعدم تواجد داخليات ومراكز الإيواء في المناطق الحدودية، إضافة إلى قلة مراكز التأهيل المهني على المستوى الإقليمي وضعف قدرتها الاستيعابية والانعكاسات السلبية لكل ذلك على عملية الإدماج في التكوين المهني وضعف تكوين المتدخلين وعدم صرف تعويضات الأطر العاملة ومنشطي التربية غير النظامية في سلك الاستدراك في الوقت المناسب، وأثر كل ذلك على البرنامج، دون أن ننسى هشاشة الوسائل المادية والمعنوية للتتبع والمراقبة وضعف التنسيق بين القطاعات الحكومية والمجتمع المدني...

ومعلوم أن الأهداف العامة للبرنامج المعتمد من طرف مديرية التربية غير النظامية تتمثل في ضمان التربية للجميع من أجل المساهمة في استئصال الأمية بكيفية تدريجية على المستوى الإقليمي، وإدماج الأطفال المستفيدين من البرنامج في التعليم النظامي أو في التكوين المهني أو إعدادهم للحياة العملية، والتنسيق مع الجمعيات العاملة في هذا المجال من أجل توفير التربية للجميع، والعمل على تتبع عمل منشطي التربية غير النظامية من أجل إنجاح برنامج التربية غير النظامية.

وللإشارة، فإن برنامج التربية غير النظامية يستهدف أساسا الأطفال اليافعين المتراوحة أعمارهم ما بين 8 و16 سنة، الذين لم يتمكنوا من الالتحاق بالمدرسة أو الذين انقطعوا عنها مبكرا.
ويركز هذا البرنامج على المستوى الإقليمي بشكل خاص على الأطفال المقيمين بالوسط القروي أو شبه الحضري والأطفال المتواجدين في وضعيات صعبة ومتدنية (مركز الاتحاد النسائي بمدينة الرشيدية).

يذكر أنه تشتغل في هذا البرنامج على مستوى إقليم الرشيدية: نيابة وزارة التربية الوطنية بشراكة مع ثلاثة جمعيات هي: جمعية تافيـــــلالـــــــت والجمعية المغربية لتنمية عالم الأرياف (فرع الرشيدية) واتحاد العمل النسائــي (فــرع الرشيدية)، بما مجموعه مئة وأربعة وعشرين (124) منشطا غير نظامي استفادوا من عدة دورات تكوينية نظرية ومنهجية...
وقد بلغ عدد التسجيلات، برسم هذا الموسم: 2636 مسجلا...

وبخصوص سلك الاستدراك فهو يستهدف، حسب نيابة وزارة التربية الوطنية، الأطفال المتراوحة أعمارهم ما بين 9 و11 سنة المنقطعين عن الدراسة أو الذين لم يلتحقوا بها بعد.

وعلاوة عما سلف، تحتضن نيابة الرشيدية مشروع أكفونــد وهو يستهدف المدارس التالية:
*مدرسة كراندو التابعة لم/ م الشهيد علال بن عبد الله بالريش.
*مدرسة أمالو التابعة لم/ م أمالو.
أما الفئة التي يستهدفها، فهي الفتيات القرويات المتراوحة أعمارهن مابين 14 و16 سنة، أما أهدافه فتتلخص في المساهمة في إعادة إدماج المستفيدات من المشروع في الحياة العملية.

وأهم منجزات هذا المشروع هي:
-تجهيز هذه المؤسسات بالأدوات وحاجيات ما قبل التكوين المهني وذلك في بداية المشروع ( آلات الخياطة (سنجر)- مقصات الفصالة –مرمات –تلفاز –فيديو –خيط –ثوب –إبر...)
-تنظيم دورة تكوينية لفائدة المنشطين...
-إصلاح حجرتين دراسيتين بكل من مدرسة أمالو ومدرسة كراندو للحفاظ على هذه التجهيزات.وخلال هذه السنة تم توفير الحاجيات والأدوات للتكوين ما قبل المهني لمستفيدات للمدارس المعنية.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن