الفرق بين العقل والعاطفة 1

ناظم الزيرجاوي
nathum2005@yahoo.com

2013 / 7 / 30

يعتبر العقل بمثابة قاضي عادل وعالم جالس في غرفة مغلقة ومحيط هادي يطالع الاضابير بدقة ويتفهم محتوياتها بصورة متقنة ويقيس جميع جوانب القضية ثم يصدر الحكم .اما العواطف فهي تمثل الجهاز التنفيذي للسلطة القضائية ، ليس واجب الجهاز التنفيذي تميز الأدلة والبينات بل على العواطف أن تنفذ الاحكام العقلية عندما تكون منقادة للعقل.


أن احكام العقل قائمة على اساس الاستدلال والبرهنة وأن موافقته أو مخالفته ونقضه إو إبرامه كل ذلك يعتمد على المحاسبة الدقيقة والاستدلال المنطقي ،إما العواطف فلا شأن لها بالمحاسبة ولا تفهم المنطق ولا تركن الى الاستدلال . العواطف عبارة عن العشق ، مثلا ً حب العاشق وولعةُ لا يستند الى الاستدلال العلمي والمحاسبة المنطقية ،انه لم يعشق على طبق معادلات رياضية او استنتاجات عقلية ،ان العاشق لا يفهم دليلا ً ولا يدرك عقلا ً ولا منطقا ً،انه عاشق،انه ولهان،ان روحة تحترق بنار الحب يأوي الى الفراش على أمل الحبيب وينهض من فراشة على رجاء لقاءه ُ. أن العقل على ما هو علية من الاهمية والقيمة في طريق التقدم والرقي يشبه العلم والعدالة .
اما العواطف فهي ينبوع الاندفاعات والحوافز واساس الصداقات والعداوات ،يستطيع الإنسان بعقلةِ وفكرةِ ان يسيطر على العالم ويسخر الكون ويستخدم البحر والصحراء والجو والمعادن والنبات والحيوان لصالحةِ وتسهيل سبل العيش لنفسه .أن أعظم الطاقات التي تفصل بين الإنسان وجميع الحيوانات وتمنحه هذه المنزلة من العظمةِ والشموخ هو العقل ،فالعقل هو المشعل الوضاء والمرشد القدير الذي يميز لإنسان الخير من الشر والطريق الصحيح من المتاهة لكن الطاقة التي تحرك اللإنسان في الطريق الصحيح او المتاهة والقوة التي تحفز في اللإنسان دوافع الخير والشر هي العاطفة،أما العقل يُستخدم المعلومات الواصلة اليه عن العالم الخارجي بواسطة الحواس ويهيئ لنا وسائل عملنا في هذه الدنيا . انه يزيد من قوة ادراكنا وشدة سيطرتنا بصورة عجيبة بفضل ما يمنحنْا من اكتشافات جديدة مثل الأجهزه الألكترونية الحديثة التي يمكننا بواسطتها البحث عن عالم اللامرئيات وهذا مضافا ً الى الآلآت التي يمدنا بها في العمل واشياء متناهية في الكبر واشياء متناهية في الصغر وفي تهديم العمارات الضخمة التي تمثل عظمة التقدم الفني والمعماري خلال بضع دقائق.
العقل صانع العلم والفلسفة فعندما يكون متزنا ً يصبح مرشدا ً جيدا ً ويصل الى كماله اللائق، ولكن لا يمنحنا الشعور بالحياة والقدرة على العيش ، فهو لا يعدو ان يكون مظهرا ً من المظاهر النفسية ،فأذا نمى لوحدةِ بعيدا ً عن العواطف ادى الى تفريق الأفراد وإخراجهم من حيز الإنسانية .
يتبع
Nathum2005@yahoo.com



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن