سيدي المحافظ

صادق الريكان
aa_sadek@yahoo.com

2013 / 4 / 14

شارع المُتنبي هو الصَديق الأمن لأغلب مُثقفي العراق بِما يمتلكه هذا الشارع مِن خصوصية الابداع، هناك الأمل والفرح والحب جميعها تمتزج بمكان واحد، حين تتصفح بوجه مبتسمة رغم الجرح فهذا جميل ورائع ونادر

في الأيام الماضية و بمرور الزَمّن تَشعر بتطور مُستَمر في هذا الشارع مِن حَيث البناء والعُمران مِمّا ساهم في فَتح أُفق جَديدة لاحتضان الابداع والمبدعين

عِند دخولي مبنى "القشله" الذي رمُمّ مِن جَديد، شعرت بالبهجة لوجود بَعض الرسامين الذين طبعوا افكارهم على لوحاتهم، وهناك في الجانب الاخر مصور يصطاد لقطات من اعين الناس، وفي زاوية اخرى بَعض الشباب مَع الة "الكَيتار" زرعوا فرصة للفرح لبعض المتصنتين

واصلت التقدم حتى لفت نظري احد الاشياء قرب ساعة القشلة حينها وجدت كتله هي عبارة عن بناء من "الطابوق" على هيئة قبر ؟؟ ومنقوش عليها ((بتمويل من مجلس محافظة بغداد وبالتعاون مع وزارة السياحة وفي عهد محافظ بغداد!! الدكتور صلاح عبد الرزاق؟؟؟ تم تأهيل مبنى القشلة))) عبارات مستهلكة و مريضة؟؟ كون السيد المحافظ نسي او تناسى ان ما يقوم به رغم نقصه هو واجبه، كما هو واجب الموظف حين يمارس عمله والمنظف حين يرفع اوساخنا

سيدي المحافظ لا تحاول ان تفرض نفسك على اوجه التاريخ و الحضارة فهذا التشويه قد شربنا المر من كأسه حين لطخ من قبلك اسم المقبور صدام بين اسطر تاريخ بابل العظيم وها هو الان اسمه مرمي على قارعة الانذال وبقيت بابل محتفظة باسم تاريخها البهي

سيدي المحافظ خوفي من التاريخ ان يعيد نفسه، وقتها سِيُرمى إسمك بأنواع "القنادر" وسيدفن ذكرك وسط نهر دجلة القريب

سيدي المحافظ احملك المسؤولية الكاملة حين منعتني من مواصلة الفرح بعد مشاهدتي قبرك قبل مماتك



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن