الضمان الاقوى لنهاية النظام الايراني

فلاح هادي الجنابي
falahhadi8@gmail.com

2013 / 3 / 29

التطورات المتسارعة و الملفتة للنظر على صعيد الاوضاع في إيران، باتت تسترعي إنتباه معظم المراقبين و المحللين السياسيين و تدفعهم للإدلاء بوجهات نظرهم و آرائهم بخصوص السيناريوهات التي باتت توضع لإيران مابعد الحکم الديني الاستبدادي.
تطورات الاوضاع في سوريا و تزايد تورط النظام الايراني في الرمال السورية المتحرکة، خصوصا بعد أن بدأت مسلسلات اسر او قتل وجوه بارزة في الحرس الثوري الايراني تتکرر الى جانب تکبيد حزب الله اللبناني"التابع عقائديا و تنظيميا للنظام"، خسائر فادحة لم يعد بإمکان هذا الحزب إخفائه و کتمه عن العالم، بات النظام الايراني يشعر بأن مسألة التدخل في سوريا لم تعد مجرد لعبة ثانوية او عرضية کما تصورها في بداية الامر وانما صارت أقرب ماتکون الى معرکة مصيرية لن يکون بإمکان النظام أبدا أن يأمن على نفسه او مستقبل بقاءه مع إنهيار نظام بشار الاسد الذي بات متوقعا على أکثر من صعيد.
تطورات الملف النووي للنظام و التي هي الاخرى لاتبشر بالخير حيث تزداد وتيرة الشکوك و التوجسات الدولية من هذا البرنامج و تزداد التوقعات بشأن مساع النظام للحصول على القنبلة النووية بأية طريقة حتى يضمن بقاءه في وجه هذه العاصفة القوية القادمة بوجهه، وان سيناريوهات المواجهة العسکرية من خلال توجيه ضربة عسکرية کبيرة و شاملة او تشديد والعقوبات الدولية بصورة بحيث تضيق الخناق بنسبة أکبر على النظام، قائمة و ان النظام مازال يحاول و جريا على مادأب عليه دائما خداع المجتمع الدولي و کسب الوقت و استثماره من أجل الوصول الى هدفه المنشود بصناعة القنبلة النووية، لکن الذي يبدو أن المجتمع الدولي بصورة عامة و الدول الغربية بصورة خاصة لم تعد تحبذ او ترغب بتکرار سيناريو کوريا الشمالية و صيرورة نظام الملالي دولة نووية رغم أنف العالم، ويبدو أن کوريا الشمالية و في سبيل تخفيف حدة الضغط الموجه ضدها تريد مد يد المساعدة"الاستغلالية"للنظام الايراني کي يمتلك القنبلة النووية حتى يصبح أمرا واقعا و يفرض نفسه و خياراته على المجتمع الدولي، وهذا مابدأ يثير حفيظة مجموعة خمسة زائد واحد و تدفعها لکي تراجع خياراتها ضد هذا النظام و تبادر الى سيناريوهات غير متوقعة او مسبوقة کما يتکهن العديد من المراقبين و المحللين السياسيين.
الاوضاع الداخلية في إيران، تعيش هي الاخرى تطورات أکثر من حساسة و تتجه صوب مفترقات بالغة الخطورة خصوصا مع تلك المناورات الواسعة التي قام بها النظام داخل السجون و في مختلف المدن من أجل ضمان عدم قيام حرکات تمرد ضده الى جانب مناورات واسعة جدا قام بها في مختلف المدن و على رأسها طهران العاصمة من أجل إستباق"عاصفة" الغضب و الاستياء و السخط التي تجاوزت کل الحدود، وان حملات الاعدام في السجون قد تجاوزت هي الاخرى الحدود المألوفة ولاسيما وان هناك تقارير تؤکد بأن الارقام الحقيقية للمعدومين هي أکبر بکثير من تلك التي يعلن عنها النظام مضطرا في وسائل إعلامه او عبر أجهزته القمعية، وان هذه الاوضاع الامنية المعقدة و الصعبة هي إنعکاس و رد فعل واقعي للسياسات الفاشلة للنظام على مختلف الاصعدة و الاقتصادية منها بوجه خاص حيث باتت غالبية کبيرة جدا من الشعب الايراني تعيش تحت خط الفقر، وهو مايجعل من موقف النظام بالغ الصعوبة لو إنفجرت الاوضاع ضده، والذي يؤرق النظام و يصدع رأسه أن أقوى غريم و خصم سياسي له"أي منظمة مجاهدي خلق"، قد تعافت تماما من کل الضربات السياسية و الامنية و الفکرية التي وجهها لها النظام و باتت تقف على قدميها و هي قاب قوسين او أدنى من أن تأخذ بزمام المبادرة من يد النظام، خصوصا بعد أن طرحت برنامجها السياسي الطموح للتغيير في إيران.
خيار دعم منظمة مجاهدي خلق و منحها غطاء دولي عبر إعتراف دولي بنضالها من أجل الحرية و الديمقراطية لإيران، لاريب من أنه سيکون الخيار الاکثر فعالية و الاقرب الى الواقع الايراني من أجل إحداث التغيير السياسي المنشود في إيران، وان الاجواء الحالية باتت تلح أکثر من أي وقت سابق على دعم هذا الخيار و تفعيله، ذلك انه الضمان الاقوى لوضع حد نهائي لهذا النظام.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن