صورة للعدو Feindbild

جمشيد ابراهيم
jd-ibrahim@hotmail.de

2013 / 3 / 29

صورة للعدو Feindbild
اذا كنت مسلما فانت لا تهتم و لا تبذر طاقتك الا على المسيحية و اليهودية لانك تريد رفضها بكل ما اتيت به من قوة رغم انك ستقول ان الاسلام يعترف بالديانتين بعكس المسيحية و اليهودية التي لا تعترف بالاسلام و لكن و كيف لها ان تعترف بدين جاء بعدها و اذا كنت يهوديا او مسحييا فشاغلك الوحيد او بالاحرى الهواية الوحيدة التي لديك هو الاسلام لانك لا تهتم بمواضيع اخرى و لا تعلق عليها الا اذا تطرقت الى الاسلام و كلما شوه مقال الاسلام اكثر فهذا افضل. لا يحب المسلم الا المواضيع اليهودية و المسيحية و لا يرتاح المسيحي الا اذا انتقل الاسلام الى مركز الاهتمام و الصدارة في الحديث فهناك بالتأكيد علاقة حب - كراهية قوية متبادلة بينها.

لربما يظهر لك للمرة الاولى بان الملحد يتجاهل الاديان و لكنك تتفاجأ بان هم الالحاد هو فقط اظهار تناقض الاديان و انتقادها اي انك لست حرا مستقلا تتجاهل الاديان اذا كنت ملحدا فاينما تتجه تجد كيف يبذر طرف طاقاته في منافسات دائمية و حروب باردة و حارة منذ سنوات طويلة و لكني اعتبر هذا السلوك جدير بالاحترام لان الذي يتاجهل طرف معين يعتبر متكبر دون اخلاق فالافضل تبادل الاتهامات و السب و الشتائم من السكوت لان السكوت عقوبة رهيبة لا يمكن تحمله.

لا يستطيع الملحد تحديد هويته الا بفضل الاديان فهو بدون لون و طعم و رائحة بدونها و هذا يعني ان الملحد لا يستطيع ان يستغني عن الاديان و الا لاصبحت هويته في خطر تماما مثل صعوبة تعريف الخير بدون الشر. لذا علينا ان نشكر خصومنا و نحمد الله على وجودها فماذا تعمل المسيحية لو اختفى الاسلام من الوجود؟ و ماذا يعمل الاسلام لو اختفت المسيحية؟ و ماذا يعمل العربي العراقي لو لم يبق كردي على ارض العراق؟ من سيكون الخصم الجديد؟ تقول الالمانية بان الانسان بحاجة الى صورة للعدو Feindbild راجع الرابط الاتي:
http://de.wikipedia.org/wiki/Feindbild

اذا كانت اليهودية الديانة السماوية الاولى فانها لم تلد في فراغ بل لابد لها ان استندت على ما جاء قبلها. رغم ذلك فاننا و حتى اذا تخلصنا من الاديان جميعها فسوف نحن اليها و نتكلم عنها لفترة طويلة و اليوم الذي تختفي فيه الاديان الثلاثة من طاولة المحادثات لبعيد حقا و لكني احيانا اتخيل اليوم الذي تختفي فيه الاديان من احاديث الحياة اليومية و لا تلعب دور الا في كتب التأريخ و اطفالنا يجهلون اسمائها كليا.

لربما تقول البديل هو العلم و لكن المشكلة مع العلم هو فراغه من القيم الانسانية و الاخلاقية و محدوديته العلمية لانه يستند على الحقائق و يقضي على الغيبيات. قوة الاديان تكمن في خيالها لان الخيال بدون حدود اقوى من العلم و العلم في حاجة الى الخيال و الا فسيموت لو اكتشفنا جميع الاسرار و وصلنا الى نهاية الطريق. كيف سيكون عالم ديننا الوحيد هو العلم؟ ممل حتى الموت اليس كذلك؟ لذا اعتقد بان الانسان سيبقى يعيش في هذه التناقضات دون حلها لانه في حاجة اليها ليبقى على انسانيته و الا لانقرض. من سيكون العدو الجديد يا ترى؟
www.jamshid-ibrahim.net





https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن