لماذا الجلبي و -المؤتمر- و كتاب مأجورون يخفونحقيقة ما واجهه رفاق حزبنا في ندوة تورنتو؟!

مؤيد احمد
muayadahmed@yahoo.co.uk

2002 / 10 / 21

                                                                                                                      

لقد نشرت جريدة  "المؤتمر" التابع  للمؤتمر الوطني العراقي تقريرا بقلم جورج منصور   يوم 18 -10 -2002 عما جرى في الندوة التي عقدها احمد جلبي في تورنتو، يهرب فيه من قول الحقيقة حول ما حدث في تلك الندوة  واصفا  الحزب الشيوعي  العمالي العراقي  بالقيام بالمشاغبة فيها.

انني لا اريد الخوض في تفاصيل ما جرى هناك, حيث اننا نشرنا في جريدة حزبنا "الشوعية العمالية" العدد 57  حقائق تلك الندوة  على لسان المشاركين فيها الذين ردوا على ممارسة العنف و ارهاب الفكر من قبل ازلام جلبي و عصابته الماجورة و بدعم الشرطة الكندية. لكن يجب القول بان  جريدة "المؤتمر" تتجنب  ولآ تجرؤ علىالاشارة  الى ما قامت بها تلك الجماعة  وعلى مراى ومسمع  الحضور، من ممارسات مافياوية الطابع في قمع الراي  المخالف،  كما و تتجنب الجريدة ذكر حقيقة اخرى وهي ان  جلبي قد لقن درسا و فشل في ان يكون له مستمعين ليس لهم  الصوت و الارادة .

 ان  تقرير "المؤتمر" يكذب و يلفق ما يراه مناسبا لجلبي و مؤتمره الوطني و يقدمه الى القراء على انه الصورة عن واقع ما جرى في تلك الندوة،  وهذا شئ  متوقع من  جلبي والمؤتمر الوطني. انهم تجار السياسة على حساب بؤس الملايين  و قتل اكثر من 500 الف من اطفال العراق و يتلخص موقعهم السياسي كقوى معارضة ، في خدمة ستراتيجية وسياسات امريكا الدموية فيما تخص العراق،  وكذلك  ابعاد الجماهير عن السياسة و اذلالها و ابقاءها ساكتة على الدوام.  فاعلامهم يخدم بطبيعة الحال تلك الاجندة اللانسانية   التي تحتاج الى الخداع و الكذب .

 فواقع الحال هو ان  جريدة "المؤتمر" تعرف جيدا و  جلبي و اعوانه قد  راوا ذلك بام  اعينهم،   باننا  في الحزب الشيوعي العمالي العراقي حازمون في نضال سياسي عنيد  ضدهم ونفضح سياساتهم المعادية للانسانية و ممارساتهم اينما كانوا. انهم  احسوا بهذه المعارضة و لمسو ها كمعارضة حازمة و راديكالية  تمثل امال الملايين في العراق في التخلص من النظام البعثي و استبداله بنظام سياسي يحقق الحرية و المساواة و الرفاهية و التقدم.  و انهم  عرفوا من قرب وبشكل حي باننا نعارض بشدة حرب  امريكا ضد الجماهير في  العراق و لا نقبل  بتنصيب  احزاب و قوى و جماعات  قوميةو اسلامية و عملاء مفضوحون لـ سي اي اي على العراق . لقد سمعوا شعارنا " لا لصدام ...   و لا لبوش "،   ونحن شاهدنا ممارساتهم . و وصلنا من خلال  دلك الاصطدام في تلك الندوة  الى نقطة  اكثر تطورا  لايمكنها ان تعود الى الوراء. انها  حادثة دات اهمية خاصة  وتشكل  خطوة عملية و سياسية واضحة في تطور اوجه   هذا  الصراع  بيننا و بين الجلبيين.

 على "المؤتمر الوطني" و المعارضة البرجوازية العراقية حسم امرها والقبول بان التمسك بالحرية السياسية الغير مقيدةو الغير مشروطة هي التي يمكنها وحدها ايجاد اجواء طبيعية  لتطور الصراع السياسي على صعيد  المعارضة وفي العراق . وان اي خرق لذلك  وعلى اي مستوى كان هو خرق  لآمال و تطلعات الجماهير و تجسيد لما لاقتها من استبداد على ايدي النظام البعثي  الفاشي . فكما انهم يسمحون و يعطون الحق لانفسهم  بالتحدث في الندوات عن سياساتهم فيجب عدم خرق ذلك الحق لنا و للاخرين ايضا. فمواجهتنا بالتهديد والشتائم و التهور لا تفيدهم  بشئ لاننا  ببساطة شديدة واقفين لهم بالمرصاد. التحريض و التشهير السياسي  يجب ان يكون جزء من العملية السياسية و الصراع السياسي  الدائر بيننا و بين المعارضة و يجب ان يعترف بها كحق مسلم لكل طرف  في هذا الصراع .

غير ان الجلبي و اعوانه لا يريدون ذلك  خوفا من  ان  يكونوا موضح افتضاح اينما تحدثوا الى الناس و عقدوا ندوة . ان السكوت و الاصغاء اليهم و التحالف معهم سياسيا هو اساس تعاملهم مع القوى و الاحزاب السياسية في المعارضة العراقية .  فالصراع  داخل المعارضة لا يشكل مفهوما و واقعا  سياسيا لديهم،  وهذا يكشف الطابع الاستبدادي لاجندتهم السياسية  الذي يبشرون بها لغد العراق و الذي نحن نواجهها  بكل قوة .

ليكون واضحا "للمؤتمر الوطني" ولجلبي بانهم  لجؤوا الى العنف ضد رفاقنا، اي الى رفاق حزب سياسي في المعارضة العراقية،في ندوة سياسية و لم يسمحوا لهم بالتعبير عن رايهم . فيجب ان يتراجعوا على ما قاموا به . ان الادعاء بان الحزب الشيوعي العمالي العراقي قد اثار الشغب لا يمكنه ان يخفي هذا الخرق السافر للحريات السياسية من قبلهم و هذا التهور ضد حزبنا. فاذا ارادوا  ان يعاملوا كقوى  في المعارضة يجب ان يتمسك الجلبي و اعوانه بقواعد العملية السياسية  اي الالتزام  بالحرية السياسية  الغير مشروطة و الغير مقيدة . .

ان ما يثير الانتباه  في الجدل حول حادثة تورنتو هو ان  كتاب رجعيون  و اقلام ماجورة على صفحات الانترنيت  المختلفة  قد بدؤا باسقاط القناع  عن انفسهم وكشفوا وعلى وجه السرعة عن جبل من القيم و المفاهيم الرجعية و الاستبدادية و المنافية لابسط حقوق الانسان وحقوق المراة على الاخص. ان هؤلاء الكتاب الماجورون من قبل الجلبيين افضحوا واقعهم السياسي و اهدافهم السياسية و ما يحملونه للجماهير من قيم استبدادية واسلامية و قيم رجولية مناهضة لابسط حقوق المراءة . لقد لجؤوا الى الدين و الاسلام وبدوا يدعوننا ملحدين  و بكوننا لا  مكان لنافي "مجتمع مسلم ومتعدد الاديان  "  كما لو كنا لم نرفع  في احد فقرات برنامجنا وبوضوح  مطلب "حرية الدين و الالحاد"، وكما  لوكنا لم نرفع  في برنامجنا مطلب "فصل  الدين عن الدولة" و بالتالي كما لو اننا لم نقل بان على الدولة ان تكون ملحد ة ، واخيرا كما لو اننا ابقينا مجال للشك كي يشهر بنا هؤلاء الحمقى من ارداء الكتاب. اننا لسنا من انصار ذكر نصف الحقيقة للجماهير. نحن نقول كل ما نعتقد به وبالكامل، و نسعى الى ايصال جميع ما  نناضل من اجله وما اتى في برامج حزبنا الى الجماهير . ان اثارة تلك المسائل دليل على حماقة هؤلاء الكتاب الذين لا يعرفون باننا ناضلنا، ولا نزال ،  بشكل عملي ومتواصل وعلى مر سنوات في كردستان العراق لتحقيق تلك الامال ووقفنا  بوجه مساومة  القوى القومية الكردية و احزابها حولها  وناضلنا ضد  قوى الاسلام السياسي الارهابية  في كردستان العراق باشد درجات الحزم و الوضوح . و ضحينا في مجرى نضالنا  برفاق اعزاء  .

ان النظام البعثي الفاشي قد طبق الاسلام  قبلكم و اذل به، ولا يزال ،المراة في العراق  و سلب به  حقوقها  الى اقصى الحدود،  وادمج  القوانين الاسلامية  بالية استبداده العملاقة..ان اي انسان شريف في العراق لا يقبل منكم  استخدام هذه البضاعة الردئية و الرثة  التي تفتقد الى سوق  رائجة  في العراق بوجهنا و بوجه رفيقاتنا في لجنة الدفاع عن المراة. فعن طريق  الاسلام و قوانينه قد قطع النظام البعثي  اذان و ايادي المواطنين و نصب  على اعمدة الشوراع جثث ضحايا  "الحملة الايمانية" من مئات من بائعات الجسد. فاول ما تهاجم عليها الجماهير و تفككها هي القيم القومية العربية الرجوليةو جيش القدس و كل ميراث الاسلام السياسي في العراق و كذلك هؤلاء الحمقى من الكتاب ان ابقوا على منهجهم الاستبدادي الاسلامي . ان هؤلاء الكتاب العملاء لا يعرفون بان العراق سيكون ميدان صراع سياسي و اجتماعي حاد و شامل من اجل الحرية و المساواة و الانسانيةو المدنية و العلمانية في اي منعطف سياسي  وذلك اساسا بسبب نشاطنا ونشاط  الجماهير الغاضبة  .


 



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن