- حَركة الشَواف - ومُظاهرات الموصل

امين يونس

2013 / 3 / 9

يوم أمس الجمعة 9/3/2013 .. عقد مُحافظ نينوى " أثيل النُجيفي " ، بِمعية رئيس مجلس النواب " أسامة النُجيفي " ، ووزير الزراعة " عز الدين الدولة " .. مُؤتمراً صحفياً في الموصل ، لإعلان إستقالة وزير الزراعة ، من منصبهِ ، إحتجاجاً على تلكُؤ حكومة المالكي ، في الإستجابة الى مطالب المتظاهرين .. وكذلك لتأكيد تأييدهم ، لمطالب المتظاهرين والمُعتصمين .. ولإدانة قيام الشرطة الإتحادية ، بإطلاق الرصاص على المتظاهرين ، مما أدى الى مَقتل احدهم ، وإصابة آخرين بِجراح .
لكن الجدير بالمُلاحظة ، ان أثيل النجيفي ، إستهَلَ كلمته التي إفتتحَ بها المؤتمر الصحفي ، بالقول : [ .. قبل ( 54 ) عاماً ، في مثل هذا اليوم ، أي في 8/3/1959 .. شهدَتْ مدينتنا الموصل ، إراقة دماء أبناءنا ، عشية [[ ثورة ]] الشواف المُباركة .. واليوم في 8/3/2013 ، تعرض أبناء الموصل ، ثانيةً الى إطلاق النار ، وقُتلَ وجُرح العديد من المُتظاهرين المُسالمين ... الخ ] .
هل حقاً كانتْ " حَركة الشواف " الرجعية المشبوهة ، ثورة مُباركة ؟ هل يجوز لمحافظ نينوى وشقيقه رئيس مجلس النواب ، تزييف الحقائق وتشويه التأريخ حسب أجنداتهم ؟ هل هي زّلة لسان من النُجيفيين ، أم أن ربط ما يجري اليوم من مُظاهرات وإعتصامات ، مع حركة الشواف ، جاء بصورةٍ مُتعمدة ومدروسة ؟
أن " تلميع " حركة الشواف في 1959 ، وتمجيدها وإعتبارها " ثورة مباركة " ، وإيراد ذلك ضمن كلمة " أثيل النجيفي " وبحضور رئيس مجلس النواب " أسامة النجيفي " .. شئٌ في مُنتهى الخطورة . ومُؤشرٌ على ذهنيةٍ إنقلابية مشبوهة . أليستْ حركة الشواف تلك ، هي الأُم الشرعية لِكُل ماجرى بعد 1959 ؟ ألم تكن مُؤامرة خبيثة ، ضد الجمهورية العراقية الفتِية ، بِمساندة من الجمهورية العربية المتحدة ، أي مصر وسوريا ؟ ألم تكُن الخطوة الأولى الواضحة والجَلية ، لمسيرة " القطار الأمريكي " الذي غدر بثورة 14 تموز ؟ ألم تكُن بداية للسلسلة الجهمنية ، التي حاقت بالعراق شعباً ودولةً .. من مُحاولة إغتيال عبد الكريم قاسم .. الى حملات تصفية اليساريين والديمقراطيين .. الى الإنقلاب الفاشي في 8 شباط الأسود في 1963 ؟ .. ان حركة الشواف الرجعية المشبوهة ، التي يُسميها النُجيفي " ثورة مُباركة " .. هي التي أسستْ للإنقسام الدراماتيكي ، في المجتمع العراقي عموماً .. وهي التي مهّدتْ لِقوى الظلام والفاشية ، للصعود .. بدعمٍ أمريكي وغربي .. وهي التي خلقتْ أرضيةً مناسبة ، وبيئة مُلائمة .. لِنمو الديكتاتوريات المتلاحقة في العراق . فما هي مرامي النُجيفي ، لإقحام حركة الشواف ، بِما يجري اليوم في الموصل وغيرها ؟
من اللافت .. ان الذين كانوا يُؤيدون حركة الشواف الرجعية المشبوهة في 1959 .. هُم نفسهم الذين يتصدرون المشهد السياسي في الموصل اليوم : عائلة النُجيفي .. وشيوخ عشائر شّمَر ! .
..............................
هنالك فُرصة للمواطن الموصللي البسيط والكادح .. إذا جرتْ إنتخابات مجلس المُحافظة في موعدها في 20/4/2013 .. أن يُعاقب جميع المسؤولين الذين إلتهوا بمصالحهم الشخصية الضيقة ، والذين ما زالوا يتصرفون بعقلية وذهنية زمان الشواف .. وان لايُعيد إنتخابهم ! .



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن