أمانة الصوت...2

حميد حران السعيدي
hameed.haran@yahoo.com

2013 / 3 / 5

أمانة الصوت ....2
من البذيهي أن العمليه الانتخابيه هي عملية تنافس بين قوى يريد كل منها ان يحرز قصب السبق بحصاد اكبر عدد من المقاعد , وهو حق مشروع إذا ماتجنبت القوى المتنافسه مبدأ ميكافيلي (الغايه تيرر الوسيله) .
غير ان حق الاخر في ان يجد من يمثله هو الذي يشكل الرافعه الحقيقيه لأس الديمقراطيه كنظام يكفل حقوق الاقليه ,ومن المعالم التي لابد من ظهورها بوضوح كمؤشر على نجاعة تجربه العمل الديمقراطي وجود اكثر من تيار وحزب واشخاص مستقلين ومنظمات مجتمع مدني في اي مجلس يتم انتخابه للتدليل على صحة وشفافية وسعة تمثيل هذا المجلس للجمهور الذي يدعي تمثيله.
إلا ان التجربه العراقيه قد أظهرت فيما مضى من عمليات انتخاب إقصاء مخطط له مسبقا وباتباع وسائل ليست على درجة من النزاهه والحياديه في صياغة القانون الذي تجري بموجبه عمليه الاختيار وتغولت ارادة الاقصاء حتى وصلت الى مرحله متقدمه بتشكيل المفوضيه العليا للانتخابات وفقا( لمبدا) المحاصصه –مع التحفظ على تسميته مبدأ- وبذلك أصبحت هذه المفوضيه في دائرة شك نتمنى أن تترفع عنه من خلال نزاهة الممارسه .
ويبقى القانون هو العله التي تُسقمٌ بها الديمقراطيه الفتيه , فرغم ما أجري عليه من تعديلات بعد رده من قبل الاتحاديه (تعديل القسمه على أرقام فرديه..5,3,1...الخ) مازال يحمل في طياته امكانية صعود البعض الى سدة المسؤوليه بأصوات حصدها غيره . فقد لايلوح في الافق القريب إمكانية حصول تنوع متكافيئ لقوى ذات أفكار وآيديولوجيات مختلفه ,ربما ستفرز نتائج التجربه القادمه إمكانية وصول ممثلي تيارات جديده تدخل ساحة العمل القيادي لأول مره , لكنها لن تدخل بثقل تفاوضي ضاغط قادر على تغيير موازين القوى أو على الاقل تحريك البوصله جزئيا نحو بعض إتجاهاتها الفكريه , سيما وان طريقة التحالفات التي تنبثق ستعمل بمبدأ (أنا وأخي على ابن عمي وأنا وابن عمي على الغريب) والغريب هنا هو الكيان أو الأتجاه الفكري الذي لاينسجم برأيه مع تكتلات الطيف الواحد والتي ستعمل على تحجيم دوره وتحوله الى رقم لايُعد .... وهذا ماحصل مع القائمه العراقيه في انتخابات المجلس النيابي الاخيره ... وانا هنا لست مدافعا عن العراقيه , بل أرفض الطريقه التي أقصيت بها سيما وان هناك وسائل كان ممكن إتباعها بعدم التصويت لأي حكومه تقترحها وبعد شهر واحد حدده الدستور ستكلف القائمه التي تليها بالاصوات ... إلا ان إراده محددة ألأتجاه قررت ان تقطع على هذه القائمه مجرد التفكير بمنصب رئاسة مجلس الوزراء باعتباره اصبح حق لمكون بعينه.... وهذا ما كانت القوى الوطنيه تٌحذر منه (خوفا من لبننة العراق.... قبل ان يٌصبح وطنيوا لبنان يخشون عرقنته ) .
مستقبل العراق والعمليه السياسيه والديمقراطيه سيقرره الناخب العراقي ونزاهة المفوضيه ومن تكلفهم بالقيام بالمهام الاجرائيه والاداريه المختلفه خلال سير الانتخابات , وأن كان لابد من شيئ يُقال ....
أختي الناخبه ... أخي الناخب :
إعلم إن هذا الانسان الذي يبدي لك ظاهر الود وهو لايودك فعلا , يُريدُ أن يخدعك بمعسول الكلام وقد يلوث يدك الطاهره ببعض السحت وسوف يتنكر لك عندما يصل لمبتغاه ... فاتركه وابحث عمن يحب العراق ويحرص على مستقبل أجياله ولا تضعف أمام مغريات سٌراق المال العام ... لأن كل ما يٌقدمونه لك اليوم هو بعض من عشر معشار ما سرقوه سابقا أو ما يٌخططون لسرقته لاحقا من حقك بثروات العراق التي حباه الله بها فلا تكن عونا لهم .
(كارت موبايل) قد لايستمر عمله بنقالك أكثر من إسبوع واحد ... لكن من ستمنحه صوتك مقابله سيبقى جاثما على صدر بلدك لأربع سنوات على الأقل , وسيكون ما يحصل عليه من خيرات بلادك بالطرق غير المشروعه اضعاف اضعاف هذا السعر البخس الذي بعت به صوتك الثمين ... فلا تقترف هذا لانه خطيئه يصعب عليك التخلص من عذاب الضمير جراء إرتكابها.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن