المصالحة الفلسطينية لن تتم حتى لو وقعوا؟!

أسعد العزوني

2013 / 2 / 11

" بشرا ولا تنفرا" هذا هو منطق الأحداث،لكن الرائد لا يكذب أهله،وأنا لن أكذب أهلي ما حييت، وليكن ما يكون،لأن الحقيقة ستظهر يوما ،ومن الصعب إخفاء الشمس الساطعة بغربال.
لن تتم مصالحة القاهرة بطبعة محادثاتها الأخيرة ،لسبب واضح وهو أن القاهرة ،ليست أكثر قداسة من مكة المكرمة التي وقع فيها نفس الأطراف إتفاقا ،لكنهم لم يتركوا حبره أن يجف ولم يحترموا جلستهم تحت أسدال الكعبة،كما أن القاهرة لن تكون أسخى وأكثر كرما من الدوحة التي جرى التوقيع فيها على إتفاق مصالحة لم يحترم من قبل موقعيه.
سابقا كانت قيادة السلطة تتمترس حول الموقف المصري الرسمي إبان حكم مبارك ،وكانت المخابرات المصرية بشخص رئيسها عمرو سليمان ،يخاطب قيادة حماس بلهجة ملؤها التهديد إن لم يوقعوا،بمعنى أن قاهرة مبارك كانت خندق السلطة ،فيما كانت حركة حماس غير مرغوب ولا مرحب فيها ولا يستجاب لطلباتها.
أما اليوم فقد إنقلبت الآية،وتبدلت الموازين ،وجرى تغيير جذري على أصحاب الخنادق وحلفائهم،فقاهرة مرسي إخوانية حاضنة لحماس ،وبالتاكيد كارهة وطاردة للسلطة،ولذلك فإن وضع المفاوضات الفلسطينية من أجل المصالحة ستأخذ طابع الضغط على السلطة لصالح حماس ،فالأيام دول .
كانت السلطة سابقا تتغنى بالحديث عن المصالحة وفي قرارة النفس هناك نأي عن تحقيق المصالحة ،لأن ترقيع الثوب بات مفضوحا،وها نحن كما قلت نشهد إنقلابا ونرى حماس تتغنى بالمصالحة وهي كارهة لها ،وغير راغبة بها.
المرحلة المقبلة التي إبتدأت منذ إختطاف ثورة الياسمين التونسية قبل سنتين ،تؤشر بوهج على أن "تسونامي " الإسلام السياسي سيجتاح المنطقة الممتدة من غزة حتى الباكستان أو أفغانستان أيهما أبعد.وقد رأينا البوادر في تونس ومصر وليبيا وسوريا ،ولذلك فإن الأمور باتت محسومة بخصوص الصراع بين السلطة وحماس .
بناء عليه ،فإن حماس ترى رؤية عين زرقاء اليمامة التي لا تخطيء، أن الأمور ستؤول لها في الضفة بعد غزة ،ولذلك لا داعي للتنازل أمام السلطة إلا إذا كان الوضع يتطلب بعض التكتيك المحسوب ،حتى تمر بعض الأمور ،بمعنى أن ما يجري في القاهرة ما هو إلا ذر للرماد في العيون.
رصيد حماس في هذه القضية أكبر بكثير من رصيد السلطة ،إذ أن إسرائيل وبكل ما تملك من قوة وبأس لم تتمكن من " تحرير" قطاع غزة من يد حماس ،وإعادتها إلى السلطة ،ولمرتين متتاليتين ،وهذا يعني أن ظهر حماس إلى الحائط فيما ظهر السلطة بات مكشوفا منذ زمن.
لهذا ولكل ذلك ،نقول أن المصالحة لن تتم حتى لو وقع الجميع وإستحضروا أرواح ذرية آدم كلها ،ليشهدوا على التوقيع ،فما كتب قد كتب وجرى إقراره في اللوح المحفوظ ،لذلك أقول لمن يهمهم الأمر :إتقوا الله في شعبكم فقد جرت إهانته كثيرا في ظل إنشقاقاتكم وإنقساماتكم.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن