تحرر وجودي, تحرش وإغتصاب

ميمد شعلان
al-bik@hotmail.com

2013 / 2 / 7

قد يظن البعض بأن التنفيث عن المكنون، من نِطاق الحريات التي تُكفل للإنسانية جمعاء، وهذا لا عيب فيه على الإطلاق؛ لكن العيب حينما يدرك البعض بأنه لا ضرر ولا ضرار عند تعرِّي فتيات بني جلدتنا، بني ملَّتنا وذمَّتنا، وأن قطعة من القماش الرقيق تسترُ جُلَّ العيوب، وهذه مأساة من بعد إشفاق لمُروِّجي تلك الفتن في مجتمعاتنا! فدعونا نُمرِّر تلك المقدمة إلى مفهوم المعني الحقيقي للمأساة، التي تصلنا إلى حالة كارثية نعبِّر عنها بالمهزلة، فكيف وصلنا من حالة المأساة إلى المهزلة؟! تابعوا معي..

المأساة حينما نجد أهالي ضحايا الانجراف الأخلاقي والتحرُّر الوجودي باسم تقاليع الغرب وموضة العصر، وقد ضاقت بهم الحياة بما لا يسعد لها إنسان، حتى طفح الكيل وبلغ السيل الزبي مقابل توفير كشكول وقلم ومسطرة وشنطة! المهزلة هي التي أصبحت فيما بعد فيلمًا ساخرًا؛ حينما امتلأت صفحات الكراس بمهاترات من الكلِم الرخيص، مواعيد للمقابلات، وأرقام للتليفونات، أقصِد الموبيلات بتوقيت اليوم، و(إيميلات)، وحسابات شخصية لـ(الفيس بوك) و(تويتر) تُعلِن نفسها كطائرات مجنحة إلى زميل (التختة) أو رفيق الهوى، حينما أصبح القلم مقصوفًا بعد أن كان مفجِّرًا لأحداث مضَت، وأحداث تتوالى، حينما أصبحت المسطرة بين طالبات مدارسنا العربية للّعِب واللهو، وتُكسر حينما تَشعُر إحداهن بالعصبية أو بغضبهن مِن هجْر معشوقِهنَّ، هكذا وصل بهم الأمر! حينما تُصبح الشنطة مسرحًا لعمليات تهريب عدد وأدوات ما بعد الدوام؛ أقصد وقت (القلبان والزوغان، الهروب من المدارس)، فتخرج بناتنا بطرحتهن، وقد زينتهن جمالاً بعد جمال، لنجد أن الحجاب قد مُسِخ بتلك الشنطة، وخرجت علبة رش (الماكياج) وأدوات التبختر عن عمد؛ لنجد أن الشنطة التي ظنَّ أهلها أنها تحتوي على موادَّ عِلمية، ملأى بملابس دَعائية، تنتقي معظمها طالبة الإعدادية والثانوية وما يعادلها - تحديدًا - باحترافية منقطِعة النظير؛ حتى تشعر بلحمها الرخيص يهفو على أعين التجار من المُتحرِّشين والمتهافتين.

إذًا جوهر تلك المهزلة تلقي بنا للنظر في محورين:
أولهما: غياب الدور الرقابي على أطفالهنَّ - مراهقات المدارس- يجعل من الأمر معضِلة سنسعى إلى حلها قريبًا، لكن متى ستنتهي؟ لا نعلم!

المحور الثاني: إن ظواهر التحرش الجنسي وإسفاف الفِكر والتعنُّت عن عمد أرهقت وشقَّقت جسد عروبتنا نتيجةً للمحور الأول، ولا نعيب على طرف بعينه، لكن المجتمع بأكمله مشارِك في تلك الجريمة الأخلاقية، وإن لم نتَشارك الأفكار والرؤى في تحجيم وضعها الحالي، لوصلنا بحالنا إلى التجرِبة السويدية في معدَّل رهيب للإنتحار من بعد تخريط القوانين هناك بإسم الليبرالية والحرية بتبنى الفرد للأخلاق التي يراها مناسبة لنفسه.. فأجازت الشذوذ الجنسي وزواج المثليين وزنا المحارم, حتي تلاشت القيم الدينيّة مع زحف المادية المتوحشّ شمل فئات المجتمع كافة، دمتم في رعايته.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن