حتى تعلم لماذا لا يثور الصعايدة..؟! فلتسأل (الجبابرة وأبناء صقر)..!!

حماده زيدان
hamadazedane@gmail.com

2013 / 2 / 1

يلوم البعض على الصعايدة وهذا حقهم.. فالصعايدة قالوا نعم في الأستفتاء.. ثم نعم للتيار الإسلامي.. وبعدها نعم للدستور.. وربما ستكون نعم في أية انتخابات قادمة.. ليس هذا فحسب بل يلومنهم ومعهم الحق في عدم (خروج) الصعايدة في تظاهرات.. وعدم مشاراكاتهم في الانتفاضات المتعاقبة.. ولك أن تسأل لماذا..؟!
قبل أن أجيب عن السؤال سأقوم بسؤال السائل سؤال..
* ماذا قدمتم العاصمة ومن فيها من (معارضة ونظام) للصعيد وللصعايدة..؟!
هل تستطيع سيدي أن تجيب، وهل لديك إجابة على هذا السؤال..؟!
أعتقد لم تجد، لأنك لم تجد من المعارضة إلا مجموعة من الأعمال الخيرية كما لو كان (الصعايدة) جميعهم "متسولين" فتجد أحدهم يقدم بطاطين، وأحدهم يبني أسقف، وأحدهم يقدم معونات، وفي كل هذا ومن قبل تحكم الإسلاميين كانت لهم القوى العظمى في تقديم المساعدات للصعايدة جميعاً فتجد المراكز الإسلامية التعليمية، والإسلامية الطبية، هذا غير الفلوس التي تذهب شهرياً من رجال أعمال إسلاميين لبعض البيوت الفقيرة هناك.
سيدي الناقم على الصعيد..
* هل سمعت عن "عمرو حمزاوي" المنياوي مثلاً أن قام بعمل مؤتمراً أو ندوة أو ورشة لأبناء الصعيد..؟!
* هل رأيت يوماً الدكتور "محمد البرادعي" يزور قرية أو محافظة من الصعيد..؟!
* هل سمعت يوماً أن الفنان (الفلاني) قام بعرض مسرحية له هناك..؟!
* هل سمعت يوماً عن برنامج تليفزيوني من العاصمة ينزل إلى الصغيد ليتحدث عن مشاكله..؟!
أعتقد الإجابة على كل تلك الأسئلة تتمحور في كلمة واحدة (لا) أو ربما حدث ولكن مرات تحسبها على أصابع يدك الواحدة، هؤلاء يا سيدي اللائم لا نراهم ولا يرونا، لا نعرفهم ولا يعرفونا، يعتبرون الصعيد كوكب آخر غير معلوم، ينزلونه في المصائب أو الكوارث الكبرى، تحبهم الكاميرات فتلتقط لهم (التصاوير) واحدة تلو الأخرى، ويرحلون بعدها إلى العاصمة كأن شيئاً لم يكن، الشعب الصعيدي (المسلم) أيها اللائم لا يرى إلا (التيار الإسلامي) والشعب الصعيدي (المسيحي) لا يرى إلا الكنيسة.. لذلك وبمنتهى البساطة ستجد النتائج دائماً (طائفية) فالمسلمين ينتخبون من يروه في أزماتهم دائماً، والمسيحيين سيذهبون تلقائياً إلى (الكنيسة)، وهذا منطقي جداً وتتحمل مسئوليته الدولة والمعارضة لأنهم تركوا الصعيد فتركهم، وذهب لكونهم جهلوه إلى (المسجد والكنيسة) ليسيراه إلى ما يريدانه دون أن يكن له رأياً في ذلك.
هذا عن (الأستفتائات والإنتخابات) أما عن (الثورة والتظاهر) هنا يأتي الدور على التعصب الصعيدي، والذي لا يعرفه الكثيرين، الصعيد يا سادة منطقة غير منزوعة السلاح، بمعنى آخر.. في كل منزل من منازل الصعايدة (سلاح) وفي دمائنا يجري (الثأر) كما يجري نهر النيل في الوادي (القديم) لذلك لو خرج (الصعايدة) يا سادة وحدث مثلاً أن مات فلان على يد فلان ستجد الموضوع تحول من (الثورة) إلى (الثأر) الذي لن توقفه (مبادرات) أو (معاهدات) أو (رحيل نظام) أو غير ذلك من الأشياء التي تحدث في خط بحري، ولنتخيل سوياً هذا المشهد..
(شباب يخرجون في تظاهرات ضد التيار الإسلامي.. فيخرج عليهم شباب هذا التيار.. يصفون الجميع بأنهم "نصارى أو كفار".. ويزيدون في ذلك بأن الكنيسة تفتح أبوابها لمعارضة "علماء المسلمين".. ثم حدث أن انفعل أحد الشباب المتحمس هنا أو هناك.. وأخرج أحد الطرفان قطعة سلاح.. ثم ضرب بسلاحة الآخر.. فمات الطرف الآخر)
هنا ينتهي المشهد الذي كاد أن يحدث معنا في كل "تظاهرة" نزلنا فيها في "مدينة ملوي" وكادت النهاية أن تبقى مأساوية لولا أن لغة العقل كانت هي المحكمة، والمسيطرة، ولو كان هذا حدث، ولو كانت الكارثة قد حدثت لتغيرت الأوضاع كثيراً وأصبحت (حرباً أهلية) واسألوا في ذلك (الجبابرة وأبناء صقر).

ملحوظة
الجبابرة وأبناء صقر عائلتان تعاركا في مدينة "ملوي" وخلف ذلك عدد من الوفيات والاصابات .



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن