الطرطور

ازاد أميدي
zeradesht21@yahoo.com

2013 / 1 / 27

ان مصطلح الطرطور الذي غالبا مايتبادله البعض فيما بينهم في الاماكن العامة وذلك لشتى الاسباب , ليس له نفس المعنى في جميع الحالات, وان المعنى الذي يعنيه هؤلاء ليس واضحا وجليا حتى للذين يستعملون هذه الكلمة ويطللقونها على بعضهم البعض,
(Traitor) فيما يبدو ان لهذا المصطلح خلفية تأريخية ,ام انه مشتق من الكلمة الانكليزية

التي تعني الخائن , والتي حرف الناس معناها وتلفظها بحيث تتلائم مع اللهجة المتداولة محليا , واما انها جاءت من الحقبة العثمانية ,حيث يحكى في زمن الاستعمار العثماني السئ الصيت الذن دام اكثر من 400 سنة على العراق والكثير من مناطق العالم الاخرى.
حيث كانت هناك تشريعات وقوانين للسلطات أنذاك , ان على المواطنين دفع الجزية او الضرائب او الجبايات للدولة العثمانية تارة بأسم الدين والشريعة وتارة بأسم الضرائب الواجبة دفعها للدولة بأسم القانون , والتي هي شائعة اي قانون الضرائب في العديد من دول العالم الى يومنا هذا.
فلهذا الغرض اي جمع الضرائب او الجزية او الجباية او سميها ما شئت , كانت الدولة او السلطة المحلية تعين شرطيا للتجوال في القرى والارياف لجمع الضرائب من الفلاحين والفقراء الذين كانوا يعيشون في المناطق النائية والبعيدة من عن مركز المدينة.
وعادة كان هذا الشرطي يعين شخصا اخر لمساعدته في اداء واجبه اي جمع الضراءب التي كانت عينية في حينه, ولكن لم يقتصر واجب الاخير على جمع الضرائب فقد كان في نفس الوقت يعمل جاسوسا وخادما لصالح ولي امره اي الشرطي, ويقوم بجمع المعلومات والتجسس على المواطنين وممارسة القوادة ايضا , ونقل كل صغيرة وكبيرة عن حياة الواطنين الخاصة والعامة لمسؤوله , وعادة كان الشرطي يتجول بين القرى والارياف راكبا حصانا او بغلا ,بينما كان مساعده يمشي على قدميه خلف الحصان , لهذا سمي الذي يمشي خلف حصان الشرطي " طرطور" اي الخائن او الشخص الذي يعمل لصالح الاعداء ويساعدهم في تسهيل امورهم.
ففي هذه الحالة ان معنى كلمة طرطور تقريبا متطابقة سواء لمصدرها العثماني او الانكليزي , وتعني الفاسد, الخائن, الجاسوس, القواد.
والحالة اعلاه تنطبق على المسؤولين والحكام في العراق , وذلك من اعلى قمة الهرم الى قاعدته , بحيث ان لكل مسؤول في الدولة سواء كان رئيس الوزراء او الجمهورية او رئيس مجلس النواب والنواب والوزراء ورؤساء الكتل السياسية والمدراء العامون والقائمة تطول ليس لها اول ولا اخر.
فأذا كان لكل هؤلاء الذين ذكرناهم اعلاه المئات بل الآلاف من المحسوبين والمنسوبين والمساعدين والمستخدمين والطراطير والى اخره , الذين تم تعيينهم على اساس موظفين للدولة , ومن المفروض واجبهم خدمة المواطن واداء عملهم بكل اخلاص ونزاهة وتفاني, ولكن الحالة في الحكومة العراقية تختلف ,فأن واجب الموظف ليس خدمة المواطن بل الاخلاص لمسؤوله وولي امره او مرجعيته,الا وهي القيام بأعمال التجسس على المواطنين والتحايل وحتى ممارسة القوادية والخيانة ضد وطنه ومواطنيه لصالح مسؤوله الفاسد الذي يبحث عن مصالحه الشخصية الضيقة او مصالح الذين وضعوه في هذا المنصب,واخيرا اذا كان لكل مسؤول في الدولة حفنة من الطراطير واجبهم فقط خدمة سيدهم وولي نعمتهم , فلنقرأ الفاتحة على العراق كدولة ووطن يعيش فيه الجميع بسلام وامان........



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن